كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

رمضان في اللاذقية.. تبادل الطعام و "جمعة" العائلة

 اللاذقية – رانيا قادوس- فينكس:
 
و أنت تنتقل بين ساحاتها وأسواقها القديمة، تفرحك التباشير الرمضانية وتغمر قلبك بالرحمة والمودة واﻹيمان، تطالعك اللاذقية بحلة رمضانية جميلة وهي تتزين باﻷضواء والضوضاء، لتتحول أمامك بلحظة واحدة إلى حشود بشرية عامرة بالحركة قبل موعد اﻹفطار، فتعلو أصوات الباعة ناشرين بضاعتهم المتنوعة التي لا تراها إلا في شهر رمضان، من العرقسوس والتمرهندي والخرنوب ومأكولات شعبية، كالقطايف والمعروك والخبز الرمضاني والزبيب والتمور بأنواعها، ويشتد ازدحام الناس أمام المحلات رغم ارتفاع اﻷسعار، فتراهم يقبلون على الشراء ويصرون على معايشة الطقوس الرمضانية، وتشهد الشوارع مع اقتراب موعد اﻹفطار حركة مرورية خانقة، وتسري بالمقابل حركة اعتيادية أخرى تعج بها الحواري بين الجيران، وهم يتبادلون السكبات الرمضانية التي تغني موائدهم بما لذا وطاب من اﻷطباق الاعتيادية (الشوربة، الفتة، السلطات، مشروبات السوس، قمر الدين، تمر هندي).
فينكس التقت مدير اﻷوقاف اﻷسبق باللاذقية المهندس فواز صوفي، الذي حدثنا عن طقوس رمضان القديمة قائلا: كانت لحظات انتظار الافطار عند أولاد الحي جميلة جدا، إذ يجتمعون على اسطح اﻷبنية بانتظار صوت مدفع رمضان، لينزلوا مسرعين عند سماعه يخبرون أهلهم باﻹفطار، يجتمعون على موائد عامرة يكون فيها مكان مميز جدا لكل صائم من هؤلاء الصغار، إذ يعاملوهم مثل الكبار وهذا حافز لهم لصوم مبكر، كانت العائلات تتشارك اﻷطباق وترسلها هدية للجيران قبيل اﻹفطار، مع احترام الجيران في الشرائع اﻷخرى لفريضة الصيام، وعدم اﻹفطار أمام جيرانهم المسلمين، وكانت أصوات المذياع تنبعث في كل مكان على تلاوة الذكر الحكيم، والأناشيد الدينية.
أبو علي قال: شهر رمضان شهر الخير والإحسان وصيامه فريضة علينا بغية التقرب من الله، أصوم رمضان وأحب لمة العائلة فيه مجتمعة على مائدة اﻹفطار، بروح محبة متسامحة راغبة بعمل الخير والمعروف، فندعو اﻷصحاب واﻷهل لنقضي أوقات الإفطار ومابعده معا، أجمل مافي رمضان هذه المودة والرحمة المنتشرة بين الناس، والشعور بأحوال الفقراء ومساعدتهم.
وحدثنا الشاب حيدر عن أوقات سحوره فقال: استيقظ مع عائلتي لكي نتسحر حيث تعد لنا أمي وجبة السحور بفائق المحبة والطيبة، وتتكون ببساطة من لبنة وبيض ومكدوس وماخزنته أمي من مؤونة، باﻹضافة إلى المتة والتمور.