كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

فعلها المنتخب.. فهل تفعلها الحكومة؟

أحمد حسن- فينكس

فعلها المنتخب الوطني وتأهّل إلى الدور الثاني من كأس آسيا، وإذا كان من الصحيح أنه "فعلها" للمرة الأولى في تاريخه وأنه "فعلها" من عنق الزجاجة وأمام فرق ليست من "ضباع" القارة، باستثناء استراليا، إلا أنه.. "فعلها" أخيراً.
ولأن الشيء بالشيء يذُكر، ولأنه منتخب الوطن، فمن المفيد أن نقيس عليه حكومة الوطن، وأن نسأل هل "تفعلها" الحكومة وتقتدي بالمنتخب وتتأهل من مجرد كونها، كما تبدو حتى الآن، "مديرية" جباية كبرى لا زالت "تلعب" في دور "تصفية" المواطن، إلى الدور الثاني لتبدو فيه كحكومة فاعلة متعددة المهام وأولها أن تكون داعماً حقيقياً، لا كلامياً، للمواطن عبر دعم الإنتاج بشقيه الزراعي والصناعي، أي الإنتاج الحقيقي وليس انتاج "الشنطة" التي يحملها التاجر و"بتاع" السياحة والخدمات ويرحل بها حيث ألقت رحلها أم..
والحق فإن هناك بعض المفارقات اللافتة بين المنتخب والحكومة التي تمنع تحقق ذلك حتى الآن، أولها أن "المنتخب" مكوّن من لاعبين محليين مميزين جرى تطعيمهم بمحترفين/خبراء في أجواء المنافسة الشرسة في الملاعب الخارجية، فيما الحكومة، غير المنتخبة، لا تؤمن على ما يبدو بالمحترفين/ الخبراء، وإذا "سَلَتَ" أحدهم إلى داخل المطبخ الحكومي سرعان ما يتطبّع بطباعهم، فما هو، كما قال شاعرنا القديم، إلّا من غزيّة إن غزت..
المفارقة الثانية أن المنتخب "يفعلها" ويتأهّل في وضح النهار، أي "طقة الضهر"، وأمام وسائل الإعلام، ما جعل المواطن/ المشجع ينام وهو سعيد ومرتاح، فيما "فعلة" الحكومة لا تأتي عادة إلّا ليلاً -ويبدو أن لها في الرفع الليلي حكمة مشهودة!!- ليستيقظ المواطن التعيس دائماً على خبر تأهل حوامل الطاقة، غاز- مازوت –بنزين، وغيرها من الخدمات والحاجيات، إلى الدور الثاني من الغلاء الفاحش فلا يبقى أمامه إلّا أن يتأهّل تلقائياً، عارياً حافياً، إلى خارج اللعبة وبصورة تكاد تكون نهائية..
والمفارقة الثالثة، إن المنتخب، وقد لا يتجاوز الدور الثاني، لكنّه وهذا الأهم بدأ يلعب بأسلوب وخطة واضحين ومحدّدين حين وُضع كل لاعب في مركزه واختير الأفضل والأكفأ بعد طول تعثّر، مما جعله يتجاوز الدور الأول ولو بهدف وحيد في مرمى الخصم، أمّا الحكومة التي تجاوزت كل الأدوار، فإنها حتى الآن لم تسجّل إلّا ضد المواطن، فيما شباك مرمى "ضباع" مختلفة تنوس بين الفساد والفقر والبيروقراطية ووو.. لا زالت عذراء على ما يقول المعلقون الرياضيون.
خلاصة القول، السوريون، بأغلبيتهم الكاسحة، باستثناء بعض الحاقدين، يحلمون بالاستيقاظ بعد المباراة القادمة وقد تأهلوا لمرحلة جديدة، وإذا لم يحدث ذلك فالمهم لديهم أنهم، وأخيراً، ينامون على أمل، وثقة، بأقدام اللاعبين وخطة المدرب للاستحقاقات القادمة.
السوريون ذاتهم، وبأغلبية كاسحة -على ما أظن- باستثناء بعض المستفيدين، يخشون النوم ليلاً خوفاً من "الرفع" المستمر، ويودون الاستيقاظ غداً وقد "تأهلت" الحكومة إلى خارج الملعب، وإذا لم يحدث ذلك فلا أمل لديهم إلا بالله.. ونعم بالله..