كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

اختبار حقيقي لمجلس الشعب!

يونس خلف - فينكس

ليس هناك ثمة اختلاف على حقيقة أنه لدينا في مجلس الشعب أصوات قوية وحريصة وجريئة، لكن هل يكفي القيام بأي شيء من أجل إسقاط الواجب فقط؟ هل يكفي أن ننشر مداخلاتنا على الفيس؟ وهل يكفي أن نطالب وننتقد، أو   نتسابق ليعرف الناس من الأكثر شجاعة وجرأة؟ المهم بعد أداء الواجب وبعد نشر المداخلات وبعد معرفة الأكثر جرأة.. ماهو الناتج؟ وماهي القرارات والنتائج والحلول؟ هل يكفي توجيه الأسئلة ونقل المعاناة ثم الاستماع إلى ردود الوزراء؟ هل يكفي التأكيد على تحسين الأوضاع المعيشية والتذكير باستثمار الإمكانات بالشكل الأمثل؟ هل يتوقف دور عضو مجلس الشعب عند هذا الحد؟
يمكن لأي مواطن أن يفعل ذلك، يشتكي، وينتقد الحكومة، ويكون جريئا، وينشر على الفيس، أما مجالات عضو مجلس الشعب أوسع واكبر وأهم من ذلك بكثير، وقد حددها الدستور والنظام الداخلي للمجلس. لا بل أكثر من ذلك هناك لجان في المجلس يمكن أن تقدم الحلول عندما تعجز الحكومة عن أي حل.
القضية قضية انفراج مأمول، وليست قضية انتقام وفشة خلق. قضية اتساع الفجوة بين مؤسسات الدولة وبين المواطنين، ولابد من إغلاق هذه الفجوة وتعزيز الثقة بمؤسسات الدولة.
نحن أمام اختبار حقيقي من أجل اجتراح المستقبل، فقد طالت المعاناة وطال انتظار الفرج، وبالتالي لم يعد ينفع مجرد الكلام، كما لم يعد ينفع الصمت أيضا، فهل آن الأوان للمحاسبة والحلول معاً؟ هل نشهد دورأ فاعلاً ومؤثراً لاعضاء مجلس الشعب في الشأن الداخلي وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين يشبه دوره الرائد والمميز إقليمياً ودولياً؟ لقد تمكن مجلس الشعب من مد الجسور مع برلمانات في مختلف دول العالم، وارتفع صوت سورية وشعبها وتم نقل صورة الواقع على حقيقته، فهل تكتمل الصورة ويكون الخلاص من هذا الواقع المتردي على يد أعضاء مجلس الشعب؟