كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

التصريح و التلميح من الوزراء!

يونس خلف - فينكس:

ثمة فارق كبير بين الرأي الشخصي وبين الكلام الذي يقوله صاحب الرأي نفسه عندما يكون في موقع المسؤولية. ولذلك من الطبيعي أن يثير اللغط أي كلام غريب يقوله وزير مثلا يتصل بوزارته ويكون مخالفاً لتوجهات الدولة وسياساتها الاقتصادية والتربوية والاجتماعية.
كما هو الحال عندما تقع أخطاء في مجال عمل وزارة ما أو مؤسسة تابعة للوزارة، وتتكرر هذه الاخطاء ويكون الوزير المختص وإدارة هذه المؤسسة بمنأى عن تحمل مسؤولية هذه الأخطاء.
من هنا يمكن النظر إلى الكلام الغريب الذي قاله السيد وزير التربية حول فهمه للعملية التربوية والتعليمية وجدواها ومقارنتها مع مهن أخرى في سوق العمل.
من حيث المبدأ يبدو الكلام الذي قاله السيد وزير التربية ليس متوقعاً لسببين الأول أنّه وزيراً للتربيّة، والثاني أن الكلام يناقض دور وتوجهات وسياسة الدولة ودستورها فيما يتعلق بالتعليم والتربية.
صحيح إن بعض الأهداف والمنطلقات الأساسية للسياسة التربوية متصلة بسوق العمل ولا سيما التعليم المهني، لكن أصل هذه المنطلقات يرتبط بأهداف كبرى تتعلّق بمواجهة الأميّة والجهل وتهيئة الأجيال لمواكبة التطور في العلم والمعرفة وترسيخ وتوسيع العلاقة الوثيقة بين التعليم والنمو الاقتصادي، فعندما يتلقى الأفراد التعليم ويتمكنون من الحصول على فرص عمل ذات قيمة مضافة، فإنهم يساهمون في نمو الاقتصاد بشكل أكبر في الدولة وزيادة إنتاجية الدولة وتحسين الكفاءات بواسطة المهارات المتعددة التي يمتلكها العمال وهذا يسهم في النمو الاقتصادي.
لذلك فإن المتوقع والمأمول من أي كلام أو عمل لمسؤول في موقع مثل وزير التربية هو السعي نحو خطة عمل استراتيجية لتوسيع فرص الالتحاق بالتعليم  وتوفير التعليم النوعي وتعزيز النظم القائمة وتلبية احتياجات قطاع التعليم ومعالجة الثغرات الموجودة ولا سيما ما يتعلق بالتسرب وتطوير المناهج وتأهيل الكوادر والتخلص من ظاهرة الدروس الخصوصية. وليس التشجيع إن لم نقل التحريض على التوجه إلى مهن أخرى لأنها توفر الحياة المعيشية الكريمة للإنسان. هل يكفي أن نستمر في الحياة لنأكل ونشرب وننام فقط؟
لذلك نرى أن مثل هذا الكلام غير مقبولاً لا تصريحاً ولا تلميحاً.