كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

هل تفكر الحكومة بالحسكة العطشى؟

يونس خلف- فينكس:

طفح الكيل ولم تعد مأساة الحسكة وأهلها من العطش نتيجة قطع المياه عن اكثر من مليون مواطن وسيطرة المحتل التركي ومرتزقته على محطة علوك المصدر الوحيد للمياه، لم تعد تطاق وتحولت إلى الموت البطيء من العطش. حكاية ستدخل التاريخ وستضاف إلى حكايات تحت حجر الخابور بكل وجع أهل الحسكة وبكل تداعيات الحكاية التي يمكن أن يكتب عنها قصص ومسلسلات ودراما يتسابق إليها المنتجون في كل رمضان.
من هذه القصص حكاية صهريج المحافظة الوحيد الذي يقاوم لوحده العطش كما تقاوم العين المخرز.
هذا الصهريج الذي يتبع لمركز المحافظة ولا يوجد غيره في كل مدينة الحسكة أي صهريج لدى مؤسسات ودوائر الدولة بما في ذلك مجلس مدينة الحسكة، ولذلك من الطبيعي أن يكون الضغط على هذا الصهريج كبيراً، والكل بدءاً مني يطلب المساعدة لتزويد بيوتهم بالماء عبر هذا الصهريج، وكل واحد منا يعتبر نفسه أولوية أولى سواء بصفته وموقعه (الصحفي، وعضو مجلس الشعب، والضابط، والمسؤول في الدولة والحزب) لكن ليس الكل يُقدر أنه ليس بالإمكان تلبية احتياجات الجميع.
المشكلة ليست عند هذا الصهريج الذي ذاع صيته وأصبح الجميع يحلم بزيارته لمنازلهم وإنما بالتعامل مع معاناة الحسكة من العطش. فإذا كان من المستحيل أن يغطي صهريج واحد حاجة كل الناس فإنه من غير المستحيل وليس صعباً أن تعمل الحكومة على توفير عدد من الصهاريج وأن تفكر بحل إسعافي لهذه المأساة المزمنة. ومن المؤسف والمؤلم فعلا أن يكون الوجع الحقيقي لأهل الحسكة ليس من العطش فقط وإنما من هذا الإهمال وعدم الاهتمام من قبل الحكومة بهذه المعاناة.
صحيح أنه توجد منظمات غير حكومية وجمعيات خيرية وتقوم احياناً تحت ضغط المناشدات وأصوات الاستغاثة بتوزيع المياه ليوم أو حتى عدة أيام وتتوقف.
  فماذا يفعل الناس بعد ذلك؟ ومن أين يستجرون المياه؟
وبالعودة إلى صهريج المحافظة الذي يتعرض للأعطال باستمرار لأنه لا يتوقف على مدار الساعة ذهابا وإياباً من نفاشة حيث توجد آبار لمياه الشرب على أطراف مدينة الحسكة فإن المشكلة ليست في الصهريج الوحيد المستنفر. وإنما في السؤال التالي: هل تفكر الحكومة فعلا في الحسكة العطشى؟ وهل تم تقديم الممكن من المساعدة؟ بكل شفافية ليس العطش وحده جعلنا في الحسكة نفقد الثقة بهذه الحكومة التي لم تفكر يوما أن تلاقينا أو تطعمينا. لا بل هدمت الجسور المأمولة معها.