كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

رأي حول العملية الإسرائيلية في أجهزة اتصالات المقاومة اللبنانية

نتائج خطيرة.. ورب ضارة نافعة..
أحمد رفعت يوسف- فينكس
لابد من التأكيد بداية على عدة عوامل تحيط بالعملية.
أولا: لا شك ان العملية صعبة جدا، ونتائجها كبيرة وخطيرة.
ثانيا: نحن في حرب شرسة، ومع عدو يمتلك الكثير من عوامل القوة والقدرة على العمل، خاصة وأنه ليس وحده في هذه المواجهة، وانما معه أقوى دول وجيوش العالم، وهي المسيطرة على سوق الاتصالات وتقنياتها في العالم.
ثالثاً: المعلومات تؤكد، أن مستخدمي الجهاز هم من الصف الرابع والخامس من المقاومة، والمتخصصين بالخدمات اللوجستية والمدنية.
رابعاً: وعلى مبدأ "رب ضارة نافعة" تؤكد المعلومات، أن العدو الصهيوني، اضطر لاتخاذ قرار العملية، في توقيت غير الذي كان يعد له، مع تقارير تقول، بأن عناصر من الحزب، اكتشفوا وجود خلل في الأجهزة، وبدأت عمليات فحص للأجهزة، فسارع العدو، لتنفيذ عملية التفجير، مما أفقده أهم كنز استخباراتي، كان يمكّنه من التجسس على المقاومة اللبنانية، كما أفقده إمكانية القيام بهذه العملية، مع أي مواجهة كبيرة متوقعه، كانت ستحصل مع المقاومة، ولنتصور خطورة العملية، لو قامت مع بداية مثل هذه المواجهة.
أيا كانت الأسباب والنتائج، فالعملية نقلت الصراع مع العدو الصهيوني، إلى مرحلة جديدة، وأفرزت واقعاً ميدانياً جديداً، يؤكد بأنه سيكون هناك رد من المقاومة اللبنانية، ليس فقط على مستوى العدوان، وإنما أكبر، وبيان حزب الله الثاني، يؤكد ذلك و "سيكونُ من حيثُ يحتسبُ ومن حيثُ لا يحتسب".
كما ستنهي محاولات إقناع إيران، بعدم الرد على عملية اغتيال إسماعيل هنية، وستسرع به.
أما الخطيئة الكبرى، التي وقعت بها حكومة نتنياهو، وستكتشف خطورتها، أن العملية ستوحد جبهات محور المقاومة وردها على اعتداءاتها المتكررة.
كما أنها ستنهي المسرحيات الأمريكية، للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة.
ومع هذا الواقع الميداني الجديد، يمكن التأكيد على عدة نقاط:
** العملية رغم صعوبتها، لا تغير من قواعد الاشتباك، وما غيرها هو الصاروخ اليمني الفرط صوتي.
** وكما يمتلك الكيان الصهيوني، من وسائل للعمل والمفاجأة، فإن دول وأطراف محور المقاومة، تمتلك بدورها إمكانات أخرى، ستستخدمها في وقتها المناسب.
** العملية ستشعل الضوء الأحمر في كامل المنظومة الأوراسية الصاعدة، المواجهة للمنظومة الأمريكية الأطلسية، وفي مقدمتها روسيا والصين وكوريا الشمالية، فمن قام بهذه العملية، قادر على مثلها، حتى في المحطات والأسلحة النووية وغيرها.
** العملية ستشعل أيضاً، حرباً شعواء في العالم، حول شركات تصنيع أجهزة الاتصالات والشرائح الالكترونية، التي تتحكم بكل شيء في عالم اليوم، وهذا سينعكس بشكل خاص، على الصراع الصيني الأمريكي، حول تايوان، التي تصنع أكثر من 80 بالمئة من الشرائح الالكترونية في العالم.
‏رغم الألم، على هذا العدد الكبير من المصابين، لكننا نستطيع القول، بأن العدو الصهيوني، أخطأ خطأ قاتلاً، سيدركه قريباً، وسيدفع ثمنه غاليا، والنتائج بدأت قبل أن يبدأ الرد، مع الانهيار السريع في قيمة الشيكل الإسرائيلي، أمام الدولار، وتوقف الاقتصاد الإسرائيلي، وهروب رؤوس الأموال، والشركات العالمية، ومع توقيف معظم شركات الطيران العالمية، لرحلاتها إلى الكيان الصهيوني، لكن الأخطر على العدو، سيكون في أضعف نقاطه، وهي هشاشة مجتمعه، غير القادر على تحمل تصعيد مفتوح، وحرب طويلة، ورأينا حالة الرعب، التي أصبحت تسود المجتمع الصهيوني، والذي أصبح بكامله حبيس الملاجئ، وهذا سيسرع يشكل كبير، من حالة هروب المستوطنين، خاصة مع امتلاك معظمهم، لجنسيات مزدوجة، وهناك حركة واسعة، لشراء الإسرائيليين منازل، خاصة في بلغاريا ورومانيا وهنغاريا وقبرص.
هي الحرب سجال، والعض على النواجز والأصابع يشتد، لكن كل الوقائع والدلائل، تؤكد أن الزمن، الذي سيصرخ فيه قادة الكيان الصهيوني، صرختهم الأخيرة، لن يطول، ولتؤكد أنهم أوهن من بيت العنكبوت، وإن غداً لناظره قريب.