كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

السوريون.. صنّاع حياة

هني الحمدان- فينكس:

ألم ووجع لم نشهد له مثيلاً، ماحصل لا يوصف، ساعات تتوالى ومازلنا نعاني وجع وآلام أهلنا وأحبتنا، من غافلتهم شرور الطبيعة وهم نيام، منهم من قضى نحبه، ومنهم من لايزال تحت الأنقاض منتظراً الفرج، وجرحى لم يتمكنوا من وصف هول الفاجعة..! وجع لم نستطع الاستمرار في رؤية ما نشاهد، وما تعمل عليه لجان الإنقاذ على مختلف ألوانها وأشكالها من إخوة وأحبة لنا بعد مرور الساعات الطوال، لم نستطع مشاهدة صور أطفال بعمر الورود انتشلتهم الأيدي التي تسابق الزمن للوصول إلى أرواح تترقب النجدة، أرواح تنشد الحياة وهي على بُعْدِ شعرة من الموت، ياالله فرجك ولطفك..
كارثة أكبر من قدراتنا كلها، لكي نكون بتلك القوة، لا لقد كسرت مشاهد الأطفال المنتشلة من تحت الأنقاض كل مقوّمات القوة، وخاصة أننا لا نملك أي حيلة أو وسيلة، ومعظمنا أيدينا مكتفة أمام هول الفاجعة وآثارها المدمّرة على البشر والحجر، طالت المئات من السوريين، هؤلاء الذين ضربوا مع أزماتهم أصعب المواقف، وهاهم اليوم رغم صعابهم وتحدياتهم الجمّة حلّت بهم فاجعة الزلزال ليقفوا مع بعضهم من جديد، ويثبتوا بجدارة أنهم صنّاع حياة، ورجال مواقف بحق، بأيديهم ينبشون الأنقاض وعالم الديمقراطيات والحريات وحقوق الإنسان الزائفة بموقع المتفرج، يمارس الإرهاب والحصار الجائر، دول عدة أبدت حماستها لإرسال المعونات، نظراً لمواقف سورية ومساندتها لكل شعوب المعمورة، ولكن أمام صلف أمريكا، وقفت تلك الدول بموقف لا تحسد عليه إنسانياً وحقوقياً.. سينتصر السوريون حتى في وجعهم وفواجع الطبيعة عليهم، وهاهم يقولون يوماً بعد يوم إننا أبناء وطن مؤمنون بقضاياه وأوجاعه وآلامه، ماحالات التعاون والدعم والتبرع من كل أبناء سورية إلا هي حالات لتجدد القديم وتؤكد أنهم على قلب رجل واحد.
ساعات تمضي وأيام كتبت تفاصيلها دموع أطفال ونساء وشيّاب، وآخرون فروا إلى الشوارع من خوفهم وحبهم للحياة. تفاصيل زرعت ألماً على أحبة فارقونا، زرعت معاناة على أهل لنا لم يعد لهم مأوى في عزّ أيام البرد الشديد، ولتزداد معاناة أسر هي أصلاً ليس بمقدورها تأمين أي شيء..! لتجد ذاتها مع أطفالها بلا ذاك السقف الذي كان يأويهم، ويحمي أجسادهم، هو الألم بعينه وكل تفاصيله..
تعجز الكلمات عن وصف الأحاسيس عما عشناه ومازلنا نعيش تداعياته، كان الله في عون السوريين، مالكم إلا مابدأتم واعتدتم عليه من أن تكونوا كما أنتم يداً واحدة، وها أنتم اليوم تثبتون للعالم بأسره أنكم قادرون على قهر الصعاب..
لا ننكر أن هناك دولاً عربية شقيقة واخرى صديقة سارعت بإرسال المساعدات، ولم تنتظر أخذ الأذن من الشرطي الأمريكي، شعرت بإنسانية ماحصل وعاشت بعض تفاصيل ماعاشه أبناء سورية بسبب الفاجعة، سارعوا بخطوات الخير التي من شأنها التخفيف من ألم الآهات.
الشكر للدول الشقيقة التي رأت وتابعت وأرسلت رسائل خير علها بذلك تخفف من وجع أبناء سورية، و الشكر أيضاً للدول الصديقة لما ساهمت وقدمت..
سيبقى السوري هو من يسابق الزمن ليكون حاضراً وسنداً ومعيناً لأبنائه ولوطنه أولاً، ومن ثم لأشقائه.
هذه موروثات السوريين، وسيثبتون مرة جديدة أنّهم صنّاع حياة