كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

هذه بضاعتنا رُدت إلينا..

باسل علي الخطيب- فينكس
إذاً، هل مازلتم تتساءلون عن أسباب كل هذه البلاءات، والتي يتناسل بعضها من بعض؟!!...
توبخ المعلمة في الصف تلميذاً قد تجاوز كل حدود الأدب، وقد تفرك له بعض أذنه.....تنط أمه سائقةً أباه الى المدرسة، يصل صدرها و جعيرها المدرسة قبلها بدقائق، وتكاد تقصفك بالكلمات: إبني قمة في الادب والتربية.....
ويتقدم حرمها، أقصد زوجها اياه - بشكوى ضد المعلمة، وقد يرفع عليها دعوى.....
على فكرة، تلك الأم (البيولوجية) لاتستطيع احتمال (زناخة) ابنها (الملاك) إياه، ولو لعشرة دقائق في المنزل، وأول صراخها عليه (يلعن أبوك).... وتراها ترسل هذا (الملاك) إلى هذا المعهد الخاص او ذاك حتى تعيش (حياتها) مع نارجيلتها دون غلاظته....
وتسألون لماذا هؤلاء الأولا يبدون وكانهم من دون جذور؟...
أتظنون أن مايحدث حولنا من حوادث مرعبة هو صدفة؟...
هذه بضاعتنا رُدت إلينا...
ماعادت الأمهات والأباء يربّون، بل أنهم يقدمون النموذج الأسوأ لأولادهم....
ترى أين سيذهب كل ذاك المال الحرام؟...
أي مال حرام؟!...
حسناً، عندما تنظرون في المرآة لاتلوموا المرآة أن المنظر لم يعجبكم...
تسألون عن المدارس؟....
المدارس لاحول لها ولاقوة، لقد تم القضاء عليها في عملية تدمير كأنها ممنهجة ومنظمة على مدى العقود السابقة...
فلا هي تربي، ولا هي حتى تعلم.....
ترى (فصعوناً) أو (فصعونةً) لايكاد يتجاوز من الطول فتران ونصف الفتر، يحمل موبايلا" آخر موديل...
أخبروني أيها الأهل الكرام، هل -أولادكم- يتابعون عليه عمليات تخصيب اليورانيوم، أو هجرة طائر الوروار من بلاد الواق واق؟...
تسأل الأهل لماذا لديهم موبايل، فيفغرون فاههم دهشةً كأنهم يقولون لك كم أنت متخلف....
هل تدرون مالذي يتابعونه عليه في غفلة منكم؟!!...
خذوا علماً أيها السادة، أفلام +18صارت +10 في زماننا هذا.....
نعم، كيف نرتاح من الولد ونريح راسنا؟!....
نعطيه أو نشتري له موبايلاً....
نعم هذه بضاعتنا ردت الينا...
يتنحنح أحدهم ويقول لم أعد قادراً على ابني ذي الـ 15 عاماً...
وهل قمت بتربيته عندما كان صغيراً؟!...
نردد للولد وهو صغير عبارات ونفتخر بها:
(ارجيه حمامتو لعمو).....
(اسلخو كف لعمو)....
(قلو لعمو انت حمار)....
على فكرة بالنسبة لـ(حمامتو) فهي حقاً رصيد (استراتيجي) يضمن أن هذا الغباء سيتكاثر ويستمر....
ترى اطفالاً لايتجاوز عمرههم 12 أو 13 سنة.....
أطفال؟!....
حتى الأطفال في هذا الزمن ماعاد لهم محيا الاطفال....
ترى هؤلاء (الاطفال) يجلسون في الكافتيريا مساءً يؤركلون، يدخنون، يلعبون الشدة، يتلفظون بأقذع العبارات، ودائماً مسبة الذات الإلهية على الألسن....
او يكون كلٌ منهم ملته بموبايله، طبعاً يقرأ بالتأكيد مقالأ عن خطر زحف الصحراء على المساحات الخضراء....
نعم، تلك الصحراء تزحف على مجتمعنا....
ترى ألم يسمح لهم أهلم أن يرتادوا تلك الأماكن ويعطونهم المال لأجل ذلك؟!....
أحدهم طبعاً، ذاك الولد أعلاه، (الملاك) إياه....
وأنت ياهذه يامن تكونين أماً....
على فكرة، معظم الأمهات ماعدن أمهات، هن أمهات بيولوجيات وحسب....
نعم ،نعم، لاترضعيه من صدرك قد تسمنين ...
أسأل أي حليب اطعمتيه؟....
أهتمي وحسبك بالبوتكس وطلاء أظافرك وطولهم وصبغة شعرك، أسأل حقاً، ماهذا الهوس الذي يصل حدود الإدمان بالمظهر الخارجي ولو كان على حساب لقمة الخبز، ولايهم إن اشتغل (حرمها) شوفير شحن أو شوفير صينية أو شوفير قضية......
أتراه كل ذلك من أجل ذاك ( الكازانوفا) إياه حتى لايبصبص لبرا؟....
أم إنه لإنك تقلدين تلك وتجاكرين هذه؟!!....
ظني أن السبب هو (الثانية)، لأنه وبكل بساطة ماعاد هناك من رجال، انما مجرد (ذكور) وذكور فقط، فهو لايجرؤ أن يبصبص (جوا) حتى يتجرأ على (برا)....
نعم، ليس لديك وقت للتربية، فصبحية هناك وشوبينغ يليه وموعد الكوافيرة لاحقاً، لاتنسي الوقت على الفيس إياه والانستغرام والواتس....
لايوجد وقت للجلوس مع الأولاد للتوعية والارشاد...
ولكن من قال أن التربية هي كلام وتعليمات فحسب؟ التربية قدوة، فإن كن القدوات على هذه الشاكلة فلماذا تستغربون عبارة (هذه بضاعتنا ردت إلينا)؟....
تسألون عن الذكر؟!!...
ذاك (الزلمة) اياه (فدق) شدة أو مشاهدة مباراة أهم من مجالسة اولاده....
نعم، تخلط الناس بين الرعاية والتربية، ويظنون أن الرعاية هي التربية، أنتم مشتبهون جداً أيها السادة، الرعاية أن توفر لأبنائك حسب قدراتك الطعام والمسكن واللباس والاستشفاء والتعليم و غيرها...
أما التربية فهي ان تعلمهم مكارم الاخلاق قدوةً ونهجاً وكلاماً....
والأهم الحب، نعم، الحب، ولكن ليس حب (الفاست فوود)، إنما ذاك الحب الذي يشبه رغيف خبز خرج لتوه من الفرن، ابيض مع بعض السمار، مدور ومنتفخ وساخن....
هل مازلتم تتساءلون؟!..
هذه بضاعتنا ردت الينا...

فبأي آلاء ربكما تكذبان..