كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

العصر الجليدي القادم.. ح1

باسل علي الخطيب- فينكس:

يوجد في الفيزياء قانون يدعى قانون لنز، يقول هذا القانون "إن جهة التيار المتحرض في الدارة، تكون بحيث يؤدي إلى أفعال، تعاكس السبب الذي أدى إلى حدوثه"....
يشابهه بالمطلق قانون آخر في الكيمياء هو قانون لوشاتيليه الذي يقول "أنه إن حدث خلل في توازن تفاعل كيميائي ما، فإن التفاعل ينزاح في الاتجاه الذي يعاكس سبب حدوث هذا الخلل"....
طبعاً، لنز ولوشاتيليه لم يكونا بعيدا اكتشاف الدولاب عبر صياغتها هذين القانونين، هما استقيا قانونيهما من الطبيعة، قانون الطبيعة يقول "أنه إن حدث خلل في التوازن البيئي في مكان ما، فإن الطبيعة تتصرف بالطريقة التي تؤدي إلى إصلاح هذا الخلل عبر إزالة اسباب الخلل"....
الطبيعة في تصرفها لاتراعي الحدود السياسية أو المياه الاقليمية، لاتبالي الطبيعة بالعواطف أو المشاعر، ولاتراعي الظروف الاقتصادية أو الإنسانية....
وكما تجيد الطبيعة التصرف بلطف وحنان، تتقن التصرف بقسوة وبوحشية أحياناً....
نحن حالياً في شهر حزيران، والطقس ليس اعتيادياً، و اعتدنا أن نقول في هكذا حالة إن هذا الطقس ليس طبيعياً، وهذا ينسحب في الوصف على كل شيء في الحياة يناقض ناموس الطبيعة فنسميه باللاطبيعي.....
وهذا الوضع من حيث االشذوذ المناخي ينسحب على كل العالم تقريباً، حيث نلاحظ اضطراداً متسارعاً في الظواهر المناخية غير الاعتيادية على مستوى العالم من حيث الشدة ومن حيث العدد....
نعم، يبدو أن الطبيعة تعيد ضبط اعدادات المصنع، تقوم الطبيعة بمعالجة الكوكب بنفسها، فلطالما كانت هذه هي مهمتها أبداً، وككل علاج، يكون على مراحل، أحد هذه المراحل سيكون مؤلماً جداً، وغايته التخلص من الجراثيم والفيروسات والأورام الضارة، والتي هي في هذه الحالة هي نحن....
أتوقع عصراً جليدياً، يبدو أن تباشيره بدأت بالظهور، ومن يقول إن مايحدث هو العكس، أن الأرض تعاني ارتفاعاً حرورياً، أقول له عد و إقرأ تلك القوانين أعلاه، سيكون رد الطبيعة بالطريقة التي تعاكس الأسباب....
العصر الجليدي الذي أتوقعه، اتوقع حصوله بشكل مفاجيء، وستكون مراحله متسارعة جداً، ولكن لن يكون عاماً على مستوى الكرة الأرضية بالدرجة نفسها، أتوقع ان يكون تأثيره الأساس بالدرجة الأولى على امريكا الشمالية وأوروبا، حيث سيقوض بنيان الحياة بشكل شبه كامل في تلك المناطق، ستنخفض درجة الحرارة في كل بقاع العالم بنسب متفاوتة، وقد يكون في بعض المناطق رحيماً و مفيداً....
لقد سبق وكتبت مقالاً في هذا الخصوص قبل ست سنوات، وانا أيضاً في استنتاجاتي لا أعيد اختراع الدولاب، سبق وتعرضت الكرة الأرضية لعدة عصور جليدية، آخرها قبل عدة آلاف من السنوات، فلن يكون غريباً أن تتعرض لعصر جليدي آخر....