كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

ابنها إياها.. (مفردات مخجلة في مسلسل "الزند")

باسل علي الخطيب- فينكس:
(ابن المفقوعة) ،(ابن المفرشخة) ،(ابن المبطوحة) ،(ابن المسطحة) ...سنسمع هذه العبارات كثيراً ومراراً في قادم الأيام، ويالها من ثقافة ستترسخ لاحقاً، لذا علينا أن نشكر صانعي مسلسل (الزند)، على هذه الإضافة النوعية لذخيرتنا اللغوية...

تلك المفردات ليست إلا إعادة إجترار لتلك (العقدة) إياها، عقدة الشرق الأزلية..... المرأة، أو دعونا نكون أكثر دقة، مابين.....
ولكن أتدرون؟ لاداعي أن نكون أكثر دقة، فعيار هاتيك الكلمات سيكون من قبيل +18.....
وحتى تكون العقدة أكثر وضوحاً، ادريس إياه لم يجد من طريقة لينتقم من عاصي، إلا أن يفكر بتفتيش بيوت القرية، حتى يجد عفراء اخت عاصي، ويفلت (زلمه) عليها يغتصبوها، ولنر إن كانت ستتحمل كل ذلك، لاسيما أن عديد (زلمه) كبير، أنا هنا اقتبست بالحرف ماقاله ادريس...
احقاً إلى هذه الدرجة كانت أعراض بعضنا البعض رخيصة علينا، وسهلة النهش؟....
بالله عليكم، هل سبق وسمعتم هكذا محاورة في أي مسلسل عربي سابقاً؟ عدا عن ذلك، أين هي تلك الإضافة الدرامية في هذه المحاورة، أو في تلك التعابير السوقية أعلاه التي يرددها دائماً بطل المسلسل؟!..... ذاك البطل الذي سيصير حكماً، هو وتصرفاته العشوائية والوحشية والفوضوية وكلامه السوقي وعنجهيته الفارغة مثالاً لكل هذه الأجيال، كما كان سيء الذكر جبل إياه....
أما كان يمكن أن يكون المسلسل بدون تلك الحوارات والعبارات؟.....
نعم، بالله عليكم، هل سبق ولاحظتم في كل مسلسلات البيئة الشامية، عندما تتعارك حارتان، أو تتقاتل عائلتان أو شخصان، هل يقتحمان حرمات بيوت بعضهم البعض، أو ينتهكا ولو بكلمة أعراض بعضهم البعض؟ بل إنه ومهما اشتد الخلاف بين الطرفين، تراهم يحفظان حرمات وأعراض بعضهم البعض....
لا تقولوا لي أن جماعة ادريس هم الأشرار، أليس هولاء هم فقراء تلك القرية، وجماعة عاصي هم فقراء هذه القرية؟!.. أليسوا كلهم أبناء ذات البيئة؟...
هل سبق وحصل في أي من المسلسلات التي تمثل بيئة بعينها، أن كانت هناك شخصية كشخصية شمس، سلمت نفسها لشاب و هي مراهقة، ومن ثم عندما تزوجت، تخون زوجها مع الباشا، وترمي نفسها بين أحضان عاصي؟....
ثم ماهذه المعركة الوحشية المرعبة في النهر؟ لاحظوا أن تلك الوحشية كانت بين أبناء البيئة نفسها، بين أبناء الفقر نفسه، بين أبناء القهر نفسه، بين أبناء العذاب نفسه، تلك الوحشية إن لاحظتم لم تكن موجهة ضد المحتلين العثمانيين، كانت وحشية الفقير ضد أخيه الفقير... ألهذه الدرجة كنا متوحشين؟
ألهذه الدرجة كنا قساة على بعضنا البعض؟...
أحقاً هكذا كنا؟!... أحقاً هذا هو تاريخنا؟!....
هل من رسالة بشعة هنا؟!...
مايجري عرضه لم يعد بريئاً، هناك أمر مريب يجري تمريره، وأنا لا أرمي الكلام جزافاً..... هل سمعتم بالسم في العسل؟.. تلك الحلقات الخمس الأولى كانت العسل....  
سنتابع ونحكم، مازال عندنا بعض الأمل أن تكون وجهة نظرنا أو شكوكنا ليست في محلها...