كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الإقامة الخشبية

باسل علي الخطيب- فينكس:

هل من أحد في سورية لايعرف وبدقة الوضع في سورية؟ هل من أحد يقطن هذه الجغرافيا، حتى ولو كان عمره بضع سنوات لايعرف حقيقة حالنا في سورية؟....
هل حقاً نحتاج لمن يصف لنا وضعنا، أو يتشدق بالحديث عن احوالنا؟.....
هل يحق للشبعان أن يتحدث عن احوال ومعاناة الجوعان؟ وهل سيكون صادقاً؟... هل يحق للدفيان أن يتحدث عن احوال ومعاناة البردان؟ وهل سيكون صادقا؟...هل يحق للآمن أن يتحدث عن الخائف؟...هل يحق للذي يرتدي احسن الألبسة من احسن الماركات، أن يتحدث عن معاناة من يرتدي الأسمال؟....
للرجال والشباب أذواق فيما خص شعور ذقونهم وشواربهم، من بين كل الموديلات لم يستهويني أبداً موديل السكسوكة، لذا لم اجربه ولا مرة، على فكرة، لا أعرف لماذا تكونت لدي قناعة، أنه حتى شكل اللحية والشارب له علاقة بالشخصية ككل....
على كل الاحوال السكسوكة تذكرني عندما أراها بأقوام بطيحان وفضيحان وخرفان وبقية العربان، وهي تكاد تكون اكسسوارا مشتركا بين عربان الخليج، وتحديدا بين عربان الكيان الوهابي، لذا ليس غريبا أنها كانت أحد لوازم سعد الصغير، سعد الحريري إياه...
يقول المثل انه من عاشر القوم أربعين يوماً صار منهم، لا أعرف ماهي دقة هذا المثل، يعني لو اني عشت في موزامبيق، أيعني هذا انني ساتزمبق خلال شهرين؟ سأضع حلقاً في منخاري، وسوف أرقص حول النار، وتتناول سلطة ضفادع.....
ولكن يبدو أن هذا المثل يصح في العديد من الأماكن، على فكرة أنا لا أعرف ماهي ميزات مايسمى الإقامة الذهبية، لكن يبدو من مسماها، أن فيها الكثير من الميزات الممتازة....
نرجو ممن لا يعيش ولم يعش وضعنا أن لايتحدث عنه، أن لايستعرض عواطفه و دموعه على حساب معاناتنا....
هذه التي تتحدثون عنها هي بلدنا، كانت ومازالت، كانت كذلك وهي سعيدة، وبقت كذلك وهي حزينة، نحن نقبلها و نتقبلها أيا كانت حالها، نقبلها هكذا على بؤسها وكأباتها وعذابها وجفاف وجهها....
وعلى سيرة الدموع أو حشرجة الصوت، فتلك قد نسيناها منذ زمن، ولم يبقى لدينا إلا بقايا هذه الهمة، نصرفها كل دقيقة من حياتنا حتى يقف هذا البلد على قدميه.....