كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

تكاليف السكن الشبابي

فينكس- مصطفى برو

نعلم أن الوطن ليس بخير، و أن مشاريع عديدة توقف تنفيذها وأخرى عديدة تأخر تنفيذها عدة سنوات، ومشاريع عديدة استبعدت من الخطط القادمة لأسباب معروفة تتلخص بنقص الاعتمادات المالية ونقص الطاقة.
وهناك أسباب أخرى لتأخر تنفيذ المشاريع، خاصة المشاريع الانشائية، من هذه الأسباب، عدم توفر الأرض والمساحة الجغرافية اللازمة للتنفيذ، وهذا هو السبب الرئيسي لتأخر تنفيذ مشروع السكن الشبابي للمرحلة الثانية في طرطوس. وهذا السبب مع تأخّر التنفيذ جرّ وراءه فروقات كبيرة في أسعار مواد البناء، وتالياً الأقساط وأسعار الشقق، وفرض على المكتتبين التزامات مالية خارج استطاعتهم، و بالآتي تأخّر كبير في تحقيق أحلام الشباب المكتتبين يصل الى ٢٠ سنة، لأن هناك الكثيرين ممن يعتقدون أنه رغم البدء بالتنفيذ، لا يمكن للشركات المنفذة-في ضوء النقص والغلاء الكبير لأسعار مواد البناء والنقص في المحروقات لزوم عمل الآليات الهندسية- أن تفي هذه الشركات والمؤسسة العامة للاسكان، بوعدها في التخصيص وتسليم الشقق في نهاية ٢٠٢٤، رغم التأخير الكبير في انجاز المشروع.
طبعاً الخطأ حدث من البداية ومنذ اختيار مجلس مدينة طرطوس لأرض المشروع في منطقة أبو عفصة ومن ثم العنابية، حيث الأرض زراعية خصبة مكتظة بأشجار الليمون والزيتون، وخسائر الفلاحين المالكين ستكون فادحة، والتعويضات من الجمل ذيله، ولذلك ثار فلاحو المنطقة واستنفروا جراء شعورهم بالغبن ومنعوا الآليات الهندسية من العمل، فكان لا بد-وفق رؤية محافظة طرطوس- من البحث عن مكان آخر.
كان هناك حلول أخرى، فيما لو تم اعتمادها لاختصرت الكثير من الوقت والمال وفروقات الأسعار ووفرت الأرض الزراعية السهلة، ولكانت أحلام الشباب المكتتبين تحققت منذ عدة سنوات.
من هذه الحلول، لو جرى استملاك مساحات للمشروع في مراكز مناطق المحافظة (بانياس، صافيتا، الدريكيش، الشيخ بدر، القدموس...)، وفق عدد المكتتبين في كل منطقة، حيث الأرض أكثر توفراً، وعلى الأغلب جبلية، أقل أهمية للزراعة، و لساهمت في رفع الضغط السكاني عن مدينة طرطوس.
الآن وقد بدأ تنفيذ المرحلة الثانية منذ نهاية ٢٠١٩، يجب على المكتتبين تحمّل تضاعف تكاليف الشقة بمساحة ٨٥ متر مربع، أكثر بـ ١٢ مرة بعد أن كان سعرها الكامل عند الاكتتاب سنة ٢٠٠٥ بحدود ٨٠٠ ألف ليرة!