كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

أوروبا الغبية رهينة في قبضة أمريكا

أحمد غانم- فينكس:

لست بصدد تقييم الحرب في أوكرانيا، ولا إطلاق الأحكام مع أو ضد. فبعد انهيار الاتحاد السوفييتي أصبحت أوروبا بشرقها وغربها رأسمالية. ومن طبيعة النظام الرأسمالي خلق الصراعات والحروب. فهذا النظام قائم على مقولة الربح الاقتصادي والسيطرة على منابع الثروة حتى لو كانت ملكاً للآخرين. ولهذا شهدنا استعمار الدول الغربية لآسيا وافريقيا مستغلة التفوق العسكري والتكنولوجي. ولا فرق بين استعمار قديم وآخر جديد إلّا في الشكل.
لقد شجعت الولايات المتحدة الأوكرانيين على العداء لروسيا. وحرضت روسيا على غزو أوكرانيا. ودفعت بالأوروبيين إلى الدخول في صراع بالوكالة وهم من أصبحوا رهائن بيدها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. لتحصد هي في النتيجة ثمار المعركة. فتراجع اليورو وتدفقت الأموال إلى أمريكا لتنقذها من أزمتها الاقتصادية. في حين غرقت أوروبا بكاملها في أزمة لا تعرف نتائجها البعيدة، و إن ظهرت بوادر إفلاس القارة العجوز بسرعة غير متوقعة.
أوروبا اليوم تفتقر إلى قادة أكفاء، و إن كانوا استعماريين ومن حقبة الاستعمار المباشر وما تلاها، كتشرشل وديغول وبومبيدو وتاتشر وميركل وميتيران وبرودي، ويتلاعب بها مهرجون صغار يخضعون للصهيونية واللوبيات اليهودية ذات الطابع الامبريالي، أمثال جونسون وساركوزي وماكرون وزيلينسكي، ويدفعون بها إلى الهاوية لتصل بسرعة إلى نهايتها المحتومة كنظام امبريالي وصل إلى طريق مسدود واستنفذ دوره التاريخي.
لقد صدقت نبوءة أحد الدبلوماسيين البريطانيين حين قال في بداية الأزمة: إن أوروبا بموقفها هذا من روسيا تطلق النار على قدميها.