كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

هذا المنتخب..!

زياد غصن- فينكس:

ما حدث مع المنتخب الوطني لكرة القدم في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، كان متوقعاً... أو لنقل: إن نسبة التوقعات بفشله، كانت أكبر من نسبة التوقعات القائلة بنجاحه.

هذا على الأقل استنتاج شخصي، قد يتفق معي البعض حوله أو لا..

ففي النهاية، إن هذا المنتخب هو نتاج بيئة عامة، يسودها الفشل، اللامبالاة، التجريب. والتخريب... وفي مختلف المجالات والقطاعات... من الاقتصاد إلى التعليم، فالرياضة، والخدمات!

وحتى عندما يتحقق إنجاز ما، فإن العامل الفردي يكون "بيضة القبان" في تحققه، سواء على المستوى المؤسساتي أو الفردي... والدليل:

فشل المنتخبات الرياضية، في وقت يتمكن فيه بعض لاعبي هذه المنتخبات من تحقيق نتائج جيدة، إما على صعيد الألعاب الفردية، أو عندما يلعبون مع أندية خارجية...!

تباين أداء الوزارات والمؤسسات بين فترة وأخرى، تبعاً لخبرة وكفاءة الشخصيات التي تتولى الإدارة فيها، فإما أن تكون في حالة حراك مستمر، أو أنها تخبو فلا يسمع عنها سوى أخبار الفشل والفساد..!

تراجع تصنيف الجامعات الحكومية والخاصة عالمياً، في الوقت الذي تحتفي فيه مجتمعات وحكومات ووسائل إعلام عالمية بسوريين تميزوا بتحصيلهم العلمي والبحثي..!

وحتى الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية، والمفترض أنها تعمل بعقلية القطاع الخاص، تعيش هذه الحالة...

ولنقارن أيضاً بين الأسماء التي كانت تعمل وتقود قطاعاً أو وزارة أو مؤسسة معينة في مرحلة ما، وبين الأسماء التي تتولى حالياً هذه المهمة... لجهة الخبرة، التجربة، التمييز، والسمعة العامة!

لذلك علينا ألا نتوقع اختراقاً في مجال معين، وإن حدث فسيكون عابراً، لافتقاده إلى مقومات الديمومة والاستمرارية.

والمحزن في الأمر، أن ما تبقى من كفاءات وخبرات وطنية، يجري "حرقها" في ظل هذه "المعمعة"، بحجة فشلها في تحقيق إنجازات أو قفزات نوعية، من دون النظر إلى حجم التراكمات الهائلة من مسببات الفشل، وما تتطلبه من وقت طويل، إمكانيات، وصلاحيات لمعالجتها وتجاوزها.

فهل نزار محروس بتاريخه الكروي المشرف، هو رجل فاشل مثلاً؟ وهل عشرات الوزراء والمديرين المشهود لهم بالعلم وسعة الاطلاع، والذين تمت إقالتهم، هم أيضاً فاشلون؟

بوضوح أكثر.... في هذه الحكومة، وكرأي شخصي، هناك بعض الوزراء لديهم من الخبرة، الكفاءة، والنزاهة ما يؤهل وزاراتهم بالفعل لتحقيق نقلة نوعية على المدى المتوسط.. لكن هل البيئة العامة، من تشريعات، أنظمة، ومراكز قوى ومصالح، تسمح لهم بفعل ذلك؟ وهل لديهم من الوقت والإمكانيات التي تشجعهم فعلاً على السير في مشروع طويل الأمد؟

مع كل فشل... وتصاعد مستوى الخطر أكثر فأكثر هنا وهناك... كنت أعتقد أن ذلك سيكون دافعاً لصحوة تصحح مسار الأمور، لكن تبين معي... أنه لا يزال ينتظرنا الكثير من الفشل والوجع، قبل أن يحين موعد الصحوة!