كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

آلية التشييد الجديدة للأبنية غير شرعية ومنعكساتها سلبية جداً على المجتمع والدولة فلماذا لاتتراجع عنها الوزارة المعنية؟!

عبد اللطيف شعبان

بعد أن ظهر أكثر من احتجاج على التشريع الجائر جدا الذي صدر قبل أشهر، والقاضي بإلزام كافة المواطنين من أصحاب رخص البناء – أيا كان نوعها – التعاقد مع مقاول لتنفيذها، كان من المتوقع بل والمفترض أن يتم تراجع السلطات المعنية عنه، لأنه حد كثيرا من منح الرخص في جميع الوحدات الإدارية ( مدينة – بلدة – بلدية ) على مستوى كل محافظة وعلى مستوى كامل القطر، وعلى الجهة التي أصدرته التأكد من ذلك بإحصاء الرخص التي تم منحها خلال الفترة بدءا من صدوره واعتماده وحتى نهاية شهر حزيران، وسيتبين لها حالا أن عدد الرخص قليل جدا بالمقارنة مع نفس الفترة في العام الماضي والأعوام التي سبقته وخاصة في البلديات والبلدان، لأن نسبة غير قليلة من الراغبين طلب رخص بناء غير قادرين لدفع المبالغ الكبيرة المطلوبة لتكاليف الرخصة حتى جواز البدء بالمباشرة بها، عدا عن أن الغالبية منهم عزفوا عن البدء بمجريات الرخصة لأنهم لا يملكون الرصيد المالي اللازم لانجاز البناء من خلال التعاقد مع المقاول في ضوء مجمل المتطلبات المالية والمدة الزمنية اللازمة لتنفيذ العقد والنفقات الملحقة، وقد ترتب على ذلك أن انخفض بشكل كبير – وكاد أن يقارب العدم – الدخل الذي كان يرد للوحدات الإدارية من رسوم الرخص، ما أوقعها في حالة عجز مالي بخصوص متطلبات نفقاتها الإدارية، ووجدت نفسها ملزمة بانتظارتغطية العجز من الأرصدة الداعمة التي قد تردها من الميزانية العامة أو مصادر أخرى، ما سيحد من قدرتها على تنفيذ مشاريع تدر لها دخلا.

الملفت للانتباه وخلافا للمأمول القاضي بالتراجع عن هذا التشريع، فإن السيد الوزير المعني أكد مؤخرا وبحزم على الالتزام بتنفيذه بحجة أهمية دور المقاولين في ضمان سلامة البناء، ولكن هل غاب عن ذاكرته أنه من المستوجب أن يقع الضمان المطلوب على مسؤولية الكادر الهندسي الفني العامل في كل وحدة إدارية، الذي تمت موافقته على منح الرخصة في ضوء الدراسة الهندسية الفنية المتكاملة التي أعدها مهندس مختص وفق المعايير الهندسية والفنية المطلوبة، وإلزام صاحبها التقيد بذلك من ناحية كمية ونوعية المواد اللازمة للتنفيذ وطريقة استخدامها، في كل مرحلة من مراحل التنفيذ، ويبقى لصاحب الرخصة حرية التعاقد مع من ينوب عنه – أكان مقاولا أو مهندسا – حال ارتأى ذلك لسبب ما وليس إلزاما له – حسب حجم الرخصة ومكان وزمان تنفيذها والحالة المادية والعملية والمعرفية لصاحبها.
السادة المسؤولون عن إصدار آلية التشييد الجديدة والاصرارعلى تنفيذها أقول لكم لاشرعية في هذا القرار للأسباب التالية:
1 – من المؤكد أن ضمان سلامة البناء من الزلازل لا يتوقف على تنفيذ مقاول له بدليل سقوط عشرات الأبنية الكبيرة التي بناها مقاولون في أكثر من مكان، ويندر أن حدث ذلك للأبنية الصغيرة الفردية التي بناها أصحابها بأيديهم، ماكان منها تم بموجب ترخيص أو ماتم في مناطق المخالفات وإن حدث بعض التهدم أو التصدع في الأبنية الصغيرة فمجمل خسائرها الناجمه هي أقل من خسائر بناء طابقي كبير واحد.
2 – سيترتب على هذه الآلية الحد من الزواج والحد من الانجاب، وانتشار مشاكل اجتماعية متنوعة وخطيرة بسبب حرمان ملايين الشباب المقبل على الزواح من الإعداد لبيت الزوجية، أكان بمساعدة أهلهم أم بجهودهم الخاصة، لأنهم لايملكون مئات الملايين اللازمة لبناء الرخصة، فربما قد يكون باستطاعة 30% من الأسر السورية بناء أو شراء مسكن لأولادهم المقبلين على الزواج ( منهم أصحاب المهام الوظيفية الكبرى وكبار الأغنياء من تجار وصناعيين ومودعي المصارف ومن لديهم مغتربين في الخارج وأخرين …) ولكن 70 % من الأسرالسورية غير قادرة على ذلك، ونسبة كبيرة من هؤلاء يسكنون في مساكن صغيرة لايمكن تقسيمها بين أبنائهم، كما كانت تجري العادة قبل سنوات.
3 – من حق المواطن بناء المسكن الذي يستطيعه شكلا ومساحة، ففي جميع المناطق الريفية وضواحي المدن، كثير من الأسر تبني مسكنها بيدها عمود بعد عمود وغرفة بعد غرفة في ضوء قدرتها المادية، وعشرات آلاف الأسر لم تستطع إكمال المسكن إلا بعد مرور عشرات السنين وأنا منهم، إذ ليس بمقدور ملايين الأسر إنجاز بناء مسكن متكامل خلال فترة زمنية محددة يتطلبها تنظيم العقد مع مقاول، ولا مصلحة لمقاول بتنظيم عقد لمدة طويلة.
4- لا منطقية بالتراجع عن القرار بخصوص الأبنية الصغيرة فقط – كما يطالب البعض – لأن ذلك سيشجع على رواج هذه الأبنية حتى من الميسورين، والمصلحة الوطنية تقتضي التراجع عن الآلية الجديدة كلية، مع جواز اعتمادها في الأبنية البرجية ذات الغاية التجارية والأبنية الصناعية الكبيرة.
السادة المعنيون تدارسوا ميدانيا هموم المواطن ومعاناته، فبعض العاملين في أروقة المكاتب المنارة ( تهوية مع تدفئة ) لايدرون ولا يهتمون بمن يعانون الظلام الذين لايرون الكهرباء إلا ساعات قليلة …. كفى كفى ضغوطا على المواطن وتفكروا بعواقب ما تتدبروا، وإن كنتم لا تدرون عواقب هذا الضغط فتلك مصيبة، وإن كنتم تدرون فالمصيبة أعظم، وأنا أرجح وجود الحالة الثانية، وإن كان السيد الوزير ومن حوله مقتنعين بجواز هذا (التشريع)، فليلتقوا مع الشرائح الاجتماعية في قاعات المراكز الثقافية ليروا خلاف قناعاتهم بكل تأكيد.
من وجهة نظري أرى أن التراجع عن (التشريع) مطلب وطن ومواطن لأنه (تشريع) جائر بحق شريحة كبيرة من المواطنين.
سيرياهوم 
الاتحاد العام لنقابات العمال يسعى لفتح اكتتابات السكن العمالي والشبابي المغلقة
فعلها المنتخب.. فهل تفعلها الحكومة؟
اغتيال "قادة الحرس الثوري الايراني" يأخذ المنطقة لمواجهة كبرى
د. جبور رئيس الرابطة العربية للقانون الدولي يخاطب قضاة محكمة العدل الدولية
هل أصبح الفساد ضرورة؟
اليمن قولاً وفعلاً.. كشف الحقائق
أسباب عديدة أدت الى توقّف العمل في معظم المشروعات الصغيرة والمتوسطة
لماذا نحتاج إلى مبادرة حول قانون الإعلام المرتقب..؟
السورية للتأمين ومشتركوها.. بين الربح الموعود والمردود المهدود..!
ماذا يتمنى السوريون في 2024؟
البطل في انتخابات مجالس المحافظات
الرهان الذي ولد خاسراً!
حزب البعث.. والمرحلة المفصلية..!
قراءة موضوعية في قرار حكومي جديد حول تشييد الأبنية: مجحف اجتماعياً واقتصادياً ولابد من تعديله
دلالات التفاعل مع اجتماع اللجنة المركزية لحزب البعث؟