كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

السورية للتأمين ومشتركوها.. بين الربح الموعود والمردود المهدود..!

عبد اللطيف شعبان
ورد في بعض وسائل الاعلام قبل أيام أن السيد وزير المالية قال بأن خسائر السورية للتأمين بلغت / 16 / مليار خلال العام ( 2023 )، ويبدو أن هذا المبلغ كبيرجدا، فكيف ستعوضه المؤسسة المعنية، ومن هي الجهة التي ستعوض الخسارة، هل سيتم اقتطاع المبلغ من رأسمال المودعين أموالهم – استثماراً –فيها ، أم سيتم طلب مبالغ إضافية كبيرة من المشتركين في العام التأميني القادم، وأرى من الجائز السؤال هل شركات التأمين الأخرى ذات الجنسيات العربية والأجنبية أو المشتركة التي دخلت القطر قبل سنوات – وما زال بعضها يدخل مجدَّدا طمعا بالمزيد من الأرباح – تعرضت لنفس الخسائر؟
بغض النظر عن خسائر أو أرباح السورية للتأمين أو غيرها من الشركات فإن الوقائع الاقتصادية فرضت حاجة الأفراد والمؤسسات للتأمين، والفائدة التي تحققت لبعض المشتركين شجعتهم للاستمرار وشجعت غيرهم للاشتراك، كما أن الأرباح المعهودة الموعودة لشركات التأمين شجعتها للاستمرار وشجعت لتأسيس مئات الشركات، ودخول بعضها مجددا إلى السوق السورية الواعدة، ما يؤسس لأن تبقى أغلب شركات التأمين في الميدان، ومعهم الكثير من المشتركين أفرادا ومؤسسات، علما أنه قد يتناقص عدد طالبي التعاقد مع التأمين من الأفراد خلال السنوات القادمة، نظرا لارتفاع المبالغ المالية التي ستكون مطلوبة منهم مجددا ولا طاقة لهم في دفعها – أو قد لا يرون مصلحة لهم في ذلك – في ظل الارتفاع الكبير العام في أسعار جميع السلع والخدمات، ولكن – على الأغلب – ستبقى المؤسسات( العامة والخاصة ) متعاقدة مع شركات التأمين ، لأن أنظمتها الداخلية تتضمن الزامية اشتراكها ويندر العكس.
إن المبلغ الذي طلبته شركات التأمين الصحي للأفراد المتقاعدين تضاعف عدة مرات خلال السنوات الماضية، فقبل سنوات كان حوالي / 30 / ألف ل.س أي بأقل من راتب شهر يومئذ، وازداد تتابعيا عاما بعد عام حتى بلغ العام الماضي / 350 / ألف أي ما يزيد عن ثلاثة أمثال الراتب الشهري للمتقاعد يومئذ، ورافق ذلك تناقص الخدمات المقدمة من الشركة لقاء المبلغ الكبير قياسا بخدماتها في الأعوام الماضية لقاء اشتراك بمبلغ أقل، وعانى بعض المرضى من تقاضي بعض الأطباء أجور معاينة إضافة لحقهم التأميني.
والطامة الكبرى ما هو المبلغ الذي ستطلبه شركة التأمين هذا العام من طالبي التأمين الجدد أو القدامى الراغبين بالتجديد، خاصة وأن أسعار الأدوية تضاعفت مرتين خلال سنة التأمين السابقة (التي بدأت من أول نيسان عام / 2023)، وأيضا تضاعفت نفقات معاينات جميع الأطباء ومخابر التحليل والتصوير والمستلزمات الطبية للعمليات الجراحية بأنواعها المتعددة، وبالتالي فمن المتوقع بل والمخيف أن المبلغ الذي ستطلبه شركات التأمين من الأفراد أواخر آذار وأوائل نيسان من عام ال / 2024 / سيكون كبيرا، ما قد يترتب عليه عزوف بعض المشتركين القدامى عن التجديد وإحجام بعض ممن كانوا ينووا الاشتراك مجددا، ما يوجب أن تتدارس شركات التأمين ذلك مبكرا قبل حلول موعد الاشتراك، وتحدد مبلغ الاشتراك بالحد الأدنى الذي يضمن بعض التوازن بين مصالح الشركة ومصالح المشتركين، وإعلان ذلك قبل حلول الموعد لكي يكون المشتركين على بينة من أمرهم، ويحضرون المبلغ المطلوب حال اتخذوا قرارا بالاشتراك، فالتأمين حاجة مشتركه لطرفيه.
*عبد اللطيف عباس شعبان / عضو جمعية العلوم الاقتصادية السورية
موقع سيرياهوم نيوز