كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

لم أشعر بالذل..!

هني الحمدان- فينكس:

ابتسموا إن شئتم، بل و قهقهوا حتى، فحالتنا مع كلام وخطابات بعض مسؤولينا تحتّم علينا الضحك على جراحنا، لنضحك على فداحة وجسامة حجم الكذب وتسويق الحجج الزائفة الواهية، هذه حالتنا وعيشتنا، لا تخلو من بهارات الكذب والنفاق، والقائمة تطول ولا تحتاج لشروحات..!
قالها الرجل، وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، الوزير الأكثر ظهوراً على الساحة الإعلامية و إطلاق الوعود وتسويق مبررات حيال أي قرار، أو عند نقص مادة أو سلعة، فمسوغاته لم تعد مقنعة، في وقت انكشفت العورات وتعرّت الخطط والمعالجات القاصرة.!
الرجل اشترى كيلو بصلاً، وقال: لم أشعر بالذلّ..!
هو محقّ فعلاً بقوله، فلم ولن يشعر بالذلّ ولا بوجع المواطن. إطلاق كلمات كهذه، بقصد التعمية عن واقع مكشوف أو التمويه للتقليل من أي حدث أو تقصير رسمي، لم يعد ينطلي على أي مواطن كان، وكأنك يا سيادة الوزير تقول كلاماً وتسوّق مبررات لم يعد لها سوقاً، فالذلّ وصل الذقون، فماذا نعدّد
وماذا نستذكر..؟!
هل شعرت بالذلّ يا سيادة الوزير وابنك أو ابنتك كالآلاف الحالمين بفرصة عمل أو بعمل يدرّ عليهما ليرات قليلة؟ آلاف يتخرجون، يصارعون البقاء وضنك العيش يومياً، ويكابدون، ليس الذلّ فقط، بل كلّ شيء، همّهم وحلمهم فقط قوت يومهم، و اليوم عيونهم وهواجسهم السفر للخارج، بعد الذلّ وتسوّل أي فرصة عمل، لعلهم يجدون حياة مختلفة وضمانات للمستقبل..!
أيّ مستقبل ينتظر شبابنا، و ظروف العيش تتعقد يوماً بعد آخر..؟ ظروف اقتصادية صعبة وتحديات خانقة، من المواصلات والنقل، إلى مشكلات التعليم والعلم، إلى أقساط رياض الأطفال والمدارس الخاصة، وأسعار الاستشفاء ومناشدة المرضى لأي خدمة علاجية، في ظل أسعار كاوية للخدمات الصحية والأدوية، فأيّ ذلّ ذاك يا سادة..؟!
هل يشعر مسؤولنا بذاك الشباب الحالم بكل شيء؟ وبما هو حاصل في إيجارات المنازل، التي تبدأ من ثلاثمئة ألف ليرة لتتجاوز مليوناً ونصف مليون شهرياً لشقة تختلف من مكان لآخر..؟ أليس هذا هو قمّة الذلّ..؟
عندما لا يكفي الراتب للمواطن السوري سوى ثلاثة أيام فقط، وباقي الشهر يغرق بالاستدانة و"الشحاذة" وشطب وجبات طعام، وحتى الفلافل ستصبح كمالية، أليس هذا هو الذلّ بعينه يا سيادة الوزير..؟!
تغيّرت الدنيا والأحوال كثيراً يا سادة، إذا كنتم لا تدرون فتلك مصيبة، و يعيش الناس هذه الأيام وهم يكتوون بأسعار فلكية طالت كل شيء ومستلزمات كل شيء، من كلف النقل والشراء وأجور السكن والأكل وسواه..! وكل ما يستوقفني يصيبني بالذهول والصدمة. إنه الذلّ، أمام قلة الإمكانيات والفقر، و لسان حال العباد يقول: مع كل هذا التزايد الخرافي في تكاليف الحياة، هل من حلحلة على سلّم الأجور والرواتب..؟!
لننتبه جيداً إلى مسائل الصحة والنقل والتعليم، ثلاثية بات وضعها اليوم هشّاً، وإذا لم يتم الالتفات إلى حلّ كل مشكلاتها سيزداد حجم الذلّ ويرتفع منسوبه وسيعاني منه المواطن كثيراً، ويصير الحل أصعب أيضاً..!
هي أولويات، إذا لم توضع حلول سريعة تجاهها وتجاه بعض المسائل فإن كوارث تنتظرنا، ولن يستطيع أحد، مهما كان الاقتصاد جيداً، أن يسيطر عليها.
هناك حقوق يا سادة. و إذا أنتم تتنعمون بأموالكم، فإن أكثر من ٩٠% من البشر معدومين. هي حقوق وواجبات و ليست منّة أو فضلاً وتكرّماً من الحكومات، وعلى الحكومة الاهتمام بكل الحقوق والواجبات الاقتصادية وتأمين كل المواد والسلع بأسعار مناسبة، لا ترويج خطابات وتصدير قرارات لإثبات حسن النية، والتفوّه بكلمات يسيل منها التواضع. اعملوا فذلك خير من أن تتكلّموا، ولا تستغفلوا المواطن فلا ينقصه المزيد من الخيبات..! 
متى يخرج التونسيون من ظلام النفق؟
الاتحاد العام لنقابات العمال يسعى لفتح اكتتابات السكن العمالي والشبابي المغلقة
فعلها المنتخب.. فهل تفعلها الحكومة؟
اغتيال "قادة الحرس الثوري الايراني" يأخذ المنطقة لمواجهة كبرى
د. جبور رئيس الرابطة العربية للقانون الدولي يخاطب قضاة محكمة العدل الدولية
هل أصبح الفساد ضرورة؟
اليمن قولاً وفعلاً.. كشف الحقائق
أسباب عديدة أدت الى توقّف العمل في معظم المشروعات الصغيرة والمتوسطة
لماذا نحتاج إلى مبادرة حول قانون الإعلام المرتقب..؟
السورية للتأمين ومشتركوها.. بين الربح الموعود والمردود المهدود..!
ماذا يتمنى السوريون في 2024؟
البطل في انتخابات مجالس المحافظات
الرهان الذي ولد خاسراً!
حزب البعث.. والمرحلة المفصلية..!
قراءة موضوعية في قرار حكومي جديد حول تشييد الأبنية: مجحف اجتماعياً واقتصادياً ولابد من تعديله