كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

مكاشفات من موسم الزيتون

فينكس- مصطفى برو:

شارف موسم جني الزيتون على نهايته، وسَرَتْ خلال هذا الموسم أحاديث وأقاويل كثيرة، وبغض النظر عن عطاء وكرم هذا الموسم الذي فاض بجوده وخيراته على معظم الناس، إذ قدّم فرص عمل للعديد من العاطلين، و لمدة لا تقل عن شهرين، كما وفر للعديد من الأسر الفقيرة التي لا تملك حقول زيتون مونتها من زيت الزيتون للعام القادم، من خلال خدمة القطاف وتقديم اليد العاملة مقابل ثلث الانتاج من الزيت الناتج أو وفق الاتفاق بين المالك والأسر المحتاجة للعمل. وهناك وُرش وأسر عاملة توزعت وتعهدت بقطاف بستان لمالك واحد يملك عدة بساتين.
الأحاديث التي سرت تتعلّق بأن كمية الزيت الناتج عن عملية العصر لا تتناسب مع كمية الانتاج من الثمار، واختلفت هذه الكمية بين مزارع و آخر، و بين منطقة و أخرى ضمن المحافظة الواحدة. و هناك من شكك بنزاهة وموثوقية عمل المعاصر، و بأن بعض هذه المعاصر ركّب مالكها أنبوباً سرياً غير مرئي تحت الأرض يتفرع عن الخط الرئيسي للزيت الناتج بعد آلة الفرز (الفرازة) التي تفصل الزيت عن الماء، بالاتفاق مع الورشة الفنية التي ركّبت آلات المعصرة، لسرقة كمية محددة من الزيت.
وهناك من سرّب بأن آلة الطرد المركزي التي تفصل الزيت والماء عن عجينة الحب المكسر والمطحون، من الممكن تخفيض سرعتها من قبل المالك، فتقل بذلك كمية الزيت الناتج ويبقى قسم منه في العرجوم (التمز) الذي يباع بسعر مرتفع (حب كمية الزيت المتبقية فيه) الى أصحاب معامل الصابون وغيرهم. ومثل هذه الشكوك و الأقاويل يجب أن تعدمها و تنفيها بشكل قطعي وموثّق دائرة الرقابة وحماية المستهلك ضمن مديرية التجارة الداخلية في كل محافظة، من خلال اجراء كشف فني دوري وبشكل مفاجئ ودون علم مسبق من أصحاب المعاصر.
أيضاً رأى العديد من المزارعين أن أصحاب المعاصر يحققون أرباحاً طائلة من بيع العرجوم (التمز) دوكما أو بعد تصنيعه كقوالب اسطوانية للتدفئة، و هم أي المزارعين أولى بالعرجوم من أصحاب المعاصر، أو يجب ايجاد حل منصف للطرفين من خلال تخفيض أجور العصر أكثر مما هي مقررة، إن كانت عيناً أو نقداً.
هذه المكاشفات والتساؤلات تستوجب الكشف والمتابعة والتدقيق من جانب الأجهزة المختصة في كل محافظة.