كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

يوميات مواطن عادي في دولة مشرقية

أحمد حسن- فينكس

أستيقظ في الخامسة صباحاً، كي يتاح لي الوقت الكافي لإجراء بعض التمارين الرياضية لتقوية عضلات الذراعين والساقين، ولأستعيد بعض ما أضفته بالأمس إلى قاموس "الشتائم" الخاص بي.
أتمرن قليلاً بالأولاد، ثم أخرج من البيت عابساً، فأمامي معركة طاحنة و"بذيئة" يجب أن أخوضها ضد "الأعداء على جبهات عدّة، أولها جبهة الحصول على مقعد في "سرفيس" ما، وثانيها جبهات "لقمة العيش" الموزعة على أمكنة عدّة. لكني، وعلى غرار الجميع، أختار "الأعداء" الأضعف مني لمحاربتهم، فإذا بدت على سائق السرفيس مثلاً ملامح الشراسة أصم أذني عن تلميحاته المتتالية عن قلة "الأجرة وما عم توفي معو" وكأنه يحدّث غيري، وقد أشدّ أحياناً على يديه متضامناً، أما إذا كانت معالم الطيبة هي الغالبة عليه، وهذا أمر نادر، فإني أجابهه "بشجاعة" ترتفع درجتها طرداً مع ارتفاع معالم طيبته، لأندد بسرقة المازوت وما إلى ذلك.
أما في العمل، أو المقهى، فإنني أغتاب، مع غيري، بعض الفاسدين من زملائنا الغائبين -والذين لم تأتنا "الفرصة" لنكون مثلهم أو لم نغتنمها بنجاح- لكني أهشّ في وجوه هؤلاء مرحّباً حين نلتقي، وقد نندد معاً بالفساد، أو نردد معاً جملة "حلال على الشاطر" بحسب كل حالة على حدة.
وفي خلال ذلك كله فإن يدي اليمنى لا تكاد تفارق صدري أبداً متحسّسة قلبي وخاصة كلما سمعت باجتماع "عالي المستوى" لمعالجة الأزمة المعيشية، فأنا أعرف من تجربتي أن.. وهنا عند هذه النقطة تحديداً أتذكر دائماً "قانون الجرائم الالكترونية" فأصرخ من كل قلبي: آمنت.. آمنت بالحكمة القائلة "من دخل دار الصمت فهو آمن".
لكن الأهم من كل ذلك، أنني، وقبل أن أعود إلى المنزل، أحضّر، للأبناء –كي لا أدخل عليهم بيد فارغة من كل شيء- بعض قصص الزهد وفوائده وعبره وأهمها أن الجوع و"القلة" والمعاناة هي ما يصنع الإنسان، وأسندها ببعض الحكم المأثورة وأهمها طبعاً أنه "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"، فيما أترك لليل "رواياتي" عن الأيام "الجميلة" التي أمضيناها في صغرنا قبل مجيء الكهرباء، وبالتالي سيفهمون لوحدهم الحكمة الخالدة التي تقول: "ليس بالكهرباء وحدها يحيا الإنسان".
بيد أنني يومياً ألمح في نظر هذا "الإنسان"، أي أبنائي، لمحة ساخرة لكن، وهنا تتجلى حكمتي، أتشاغل بالنظر إلى جهة أخرى متغاضياً عن "حماقات" جيل لا يعرف شيئاً.. ثم أذهب مبكراً للنوم فأمامي معركة أخرى قادمة، لكني أعرف أنه عليّ غداً أن أجدّد، وأحدّث، قليلاً في قصصي عن الخبز والكهرباء، فـ"العيال كبرت" ولم تعد تصدقني أبداً.
متى يخرج التونسيون من ظلام النفق؟
الاتحاد العام لنقابات العمال يسعى لفتح اكتتابات السكن العمالي والشبابي المغلقة
فعلها المنتخب.. فهل تفعلها الحكومة؟
اغتيال "قادة الحرس الثوري الايراني" يأخذ المنطقة لمواجهة كبرى
د. جبور رئيس الرابطة العربية للقانون الدولي يخاطب قضاة محكمة العدل الدولية
هل أصبح الفساد ضرورة؟
اليمن قولاً وفعلاً.. كشف الحقائق
أسباب عديدة أدت الى توقّف العمل في معظم المشروعات الصغيرة والمتوسطة
لماذا نحتاج إلى مبادرة حول قانون الإعلام المرتقب..؟
السورية للتأمين ومشتركوها.. بين الربح الموعود والمردود المهدود..!
ماذا يتمنى السوريون في 2024؟
البطل في انتخابات مجالس المحافظات
الرهان الذي ولد خاسراً!
حزب البعث.. والمرحلة المفصلية..!
قراءة موضوعية في قرار حكومي جديد حول تشييد الأبنية: مجحف اجتماعياً واقتصادياً ولابد من تعديله