كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

بعض النقاط على بعض الحروف..

باسل علي الخطيب- فينكس

أما وقد أثارت ثلاثة منشورات لي منذ يومين، الكثير من اللغط والنقاش، وبعض التعجب والامتعاض والتساؤل والعتب، والغاء للصداقة من قبل البعض.....
أما وقد حصل هذا، وجب علينا التوضيح....
المنشورات الثلاثة كانت فيها صور تحمل نفس الدلالة والاشارة، و أرفقتها جميعاً بعبارة: أعتقد أن إسرائيل لم تفعل بنا مافعلناه بأنفسنا....
من حيث المبدأ، نهجي في ما أكتب هو التالي: قد تقول حقيقة موجعة أمام عشرة أشخاص، فينزعج منك ثمانية، ولكن سيذهب اثنان ليتفكرا ....
أنا لا اكتب لأن الجمهور (عايز كده), لا اكتب طمعاً في اعجابات أو تعليقات، لا اكتب طمعاً في تصفيق أو مديح....
صراع الهوية والانتماء وانفصام الشخصية الذي نعيشه ليس سببه الاستعمار اياه، إنما نتاج ثقافة الاستحمار التي تغلغلت حتى في جيناتنا ....
أن يصير اللباس دلالة على الهوية أو على انتماء معين، هنا تكمن الكارثة والبلية الكبرى... نعم، هكذا صار الحجاب والنقاب والخلعة والصليب والعباءة القصيرة والعباءة الطويلة والعمامة والجبة واللفة وحتى التنورة القصيرة....
صارت قطعة القماش تلك اشعاراً وإعلاناً أنني أنا كذا، ليس تعريفاً بل تفريقاً وتمايزاً، صارت قطعة القماش تلك وسيلة وليست غاية، تحولت قطعة القماش تلك وفق عقلية ثقافة الشكل التي رسختها الوهبنة إلى سلاح خطير....
نعم، أنها ومرة أخرى ثقافة المظهر، ثقافة الشكل، ثقافة الصورة، أما مانفعل أو نعمل فلا يهم، صار المظهر الخارجي هو معيار الاخلاق ومعيار التدين.....
المصاب الأكير أن من يلبس كذا أو يلبس كذا، يلبسه مجبراً أو خوفاً أو تقليداً.... لست أبدا ضد أن يلبس من يريد مايريد، تلك حرية أدافع عنها، ولا أقيس ماهية الشخص حسب ما يرتديه، ولكن أن يكون ذلك قناعةً وليس تقليدا أو موضة أو جبراً، أو أن ذلك وذلك فحسب هو طريق الجنة، وماعداه فجور وكفر وسفور، ليس بالضرورة أن تكون تلك السافرة كافرة أو فاجرة، وليس بالضرورة أن تكون تلك المنقبة أو المحجبة مؤمنة، قولوا لي أليست هذه هي الثقافة على طول هذه الصحراء من جاكرتا إلى طنجة؟ أليست هذه قناعة الاغلبية؟... ألم ينس الأغلبية أن الدين هو المعاملة والمعاملة فحسب، واستبدلوا ذلك بالتركيز على الشكل لأن هذا أسهل؟...
ألم تسمعوا وتقرأوا عن موجة التحجب التي انتشرت بين الفنانات في مصر؟ تلك نتاج ثقافة الوهبنة التي اجتاحت مصر، أكانت تلك أو تلك عندما كانت تقدم فناً كافرة؟.... وعندما تحجبت اهتدت وصارت على الصراط المستقيم؟ أليست هذه هي الثقافة التي يتم تعميمها؟...
أي نفاق هذا؟ أي نفاق هذا؟...
صار الحجاب أداة ووسيلة سياسية، صار أداة ووسيلة ترهيب وضغط وتمايز، أي أمة هذه التي تصير فيها قطعة قماش هوية، بل هوية تتقدم على كل الهويات الأخرى، وهذا مرة أخرى نتاج سياسة الوهبنة....
نقيم دورات لتحفيظ القرآن الكريم، نحفظ القران الكريم ولكن لايتدبر أحدنا ولو آية منه، نركز على ثقافة الحفظ.... يقول هذا أو ذاك: لقد أنهيت قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان، لاحظوا أننا نركز على أننا قرأنا وحسب...عدا عن ذلك أي شهر رمضان ذاك الذي نعيشه، صار شهر الأكل والمسلسلات والخيم الرمضانية، تلك المذيعة التي ما انفكت ترتدي تنورة تكاد مؤخرتها تبان منها، تراها في شهر رمضان ترتدي عباءة طويلة محتشمة، أي نفاق نحن إياه؟... هذا الشهر هو أكثر شهر تنفق فيه هذه الأمة على كروشها..
يقولون: اللهم بلغنا رمضان، ألا تستطيع صلاحاً إلا في شهر رمضان؟.. تلك أمة أدمنت النغاق، مرة أخرى ثقافة الشكل والقشور والمظهر، ولكن من الداخل فراغ فارغ إلا من الفراغ، صار التجويد والترتيل وأحكام التجويد أهم من فهم الآيات، صار المسجد أهم من الصلاة، أمة يدوي في جسدها قرع الطبول الفارغة،.....
نتبارى في بناء المساجد، نزخرفها ونزركشها، نجعل فيها أكبر وأجمل الثريات، و أفخم أنواع السجاد، وبعد ذلك تحدث الناس من على المنابر عن الصبر والتقوى و أن اخشوشنوا، نقدم بناء المساجد على بناء المدارس أو المستشفيات أو المراكز الثقافية، قارنوا بين مساجدنا ومدارسنا ستجدون أي أمة متخلفة نحن، مساجدنا وكأنها قصور، مدارسنا وكأنها حظائر، أي أمة نحن؟...
كيفما التفت لاتجد إلا الإشارات الدينية، رنات الموبايل ايات قرأنية، السرافيس تصدح بالقرآن، طالت لحانا، لاتجد إلا من يحمل السبحة، ارتفعت الأف المآذن، المساجد ملاىء بالمصلين، ولكن بالمقابل اكثر نحن شعوب الأرض تخلفاً، أكثرها نزاعا، شوارعنا اوسخ شوارع مدن العالم، أخلاقنا كذلك.....
ألم تتساءلوا لماذا إسرائيل تنجح في تنفيذ الكثير من الاغتيالات في إيران ولاتنجح إيران في تنفيذ ولو عملية في داخل اسرائيل؟.. ثلث الشعب السوري كان مستعدا للتعامل مع الكيان الصهيوني، دمر الليبيون بلدهم وحاربوا جيشهم، ثلث المصريين مستعدين لحمل السلاح ضد جيش بلدهم، صاروخ واحد كفيل بأن يهرب نصف السعوديين أو الإماراتيين أو القطريين.... الدولة العظمى روسيا والتي على حدودها أوكرانيا، لم تستطع أن تسقط حكومة زيلينسكي المعادية لها، فأجبرت على الحرب، أما أمريكا والتي تبعد عن باكستان الآف الكيلومترات، فقد استطاعت وخلال يوم وليلة من إسقاط الحكومة التي عارضتها هناك... أبشير ذلك إلى قوة أمريكا وضعف روسيا؟.. كلا، يشير هذا وكل ماسبق أعلاه إلى عقلية التأسلم التي تحكم هذه الصحراء، عقلية التأسلم المظهري النفعي، أنها تجد فتوى لكل شيء، حتى أنها تجد فتوى ومبرر شرعي للخيانة، ألم ينطقها القرضاوي وتبعه أغلب الأمة؟...
هذا لأنه وبكل بساطة، ومن دون تجميل أو لف و دوران، هذا الدين الذي نحن عليه ليس دين محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، إنما دين الفقهاء والمشايخ، هذا اسلام التاريخ وليس اسلام النص، هذا اسلام التفسير وليس اسلام التنزيل.......
نعم خلف كل بلوى فتوى ما، ومرة أخرى ليس هذا ذنب الاستعمار، له فيما نحن عليه 10بالمئة، والبقية هي نتاج ثقافة الاستحمار، هذا مانحن عليه، أعجبكم ذلك ام لا، ترى ألاف الكتب التي تم إصدارها لتفسير مايسمى صحيح البخاري، ألاف الكتب والمختصرات والشروحات لتفسير كتاب واحد، وفيه مافيه من التقول والتجني على الله ورسوله، مجلدات بأكملها تشرح لك احكام الطهارة، عشرات ألاف الكتب التي أنتجها ذاك الموروث ومازال، وبعضها صار مقدساً لا يأتيه الباطل من أي جهة، وكل هذا الجهد لم يقدم للبشرية أو الإنسانية ولو قيد أنملة في سبيل التطور أو التحضر....
نلوك ونجتر كل منجزات الحضارة التي أنتجها غيرنا، ثم نردد بكل غباء " سبحان من سخر لنا هذا..."... أي أمة منافقة هذه الأمة؟.... يخرج ملتحي ما من على منبر ما أو من خلف شاشة ما، ينتقد حضارة الغرب والشرق وفجور الغرب والشرق، و الكاميرا التي يتم تصويره فيها يابانية، والميكرفون كوري، وحذائه ايطالي، وساعته سوبسرية، و موبايله صيني، ونظاراته امريكية، وسيارته ألمانية، وعطره فرنسي....و..و...و.... وبعد ذلك يقول: الحمد لله على نعمة الاسلام، أي اسلام ذاك الذي تتنعم به؟... أنه أجاز لك الزواج بأربع؟..... ام ذاك الذي يقول عن صوت المرأة أنه عورة، وكل مافيها عورة، فسربلتوها تحت كل تلك الأقمشة، احقاً أننا إلى تلك الدرجة من انفلات الغريزة والشهوة، وليس لنا إلى ضبطها سبيلا، فكان أن سجنا المرأة داخل كل تلك القوانين والبيوت والملابس؟؟... أي اسلام ذاك الذي تعنيه؟.. أيكون ذاك الذي أجاز لك أن تقود وتضحك على كل هؤلاء الهمج الرعاع؟ أنه لا علم إلا عندك، ولا جنة ألا عبر بابك؟....
سينزعج الكثيرون من كلامي هذا، ولكن لا يهمني أولئك الثمانية الذين سيديرون ظهورهم ويرجموني، يهمني أولئك الاثنان اللذان سيذهبان ويتفكرا.... 
متى يخرج التونسيون من ظلام النفق؟
الاتحاد العام لنقابات العمال يسعى لفتح اكتتابات السكن العمالي والشبابي المغلقة
فعلها المنتخب.. فهل تفعلها الحكومة؟
اغتيال "قادة الحرس الثوري الايراني" يأخذ المنطقة لمواجهة كبرى
د. جبور رئيس الرابطة العربية للقانون الدولي يخاطب قضاة محكمة العدل الدولية
هل أصبح الفساد ضرورة؟
اليمن قولاً وفعلاً.. كشف الحقائق
أسباب عديدة أدت الى توقّف العمل في معظم المشروعات الصغيرة والمتوسطة
لماذا نحتاج إلى مبادرة حول قانون الإعلام المرتقب..؟
السورية للتأمين ومشتركوها.. بين الربح الموعود والمردود المهدود..!
ماذا يتمنى السوريون في 2024؟
البطل في انتخابات مجالس المحافظات
الرهان الذي ولد خاسراً!
حزب البعث.. والمرحلة المفصلية..!
قراءة موضوعية في قرار حكومي جديد حول تشييد الأبنية: مجحف اجتماعياً واقتصادياً ولابد من تعديله