هشام الشريف: دفاعا عن العروبة
ان موقف العروبة هو ما يجمعنا بسورية واليمن والعراق والبحرين والجزائر وكل القوى الحية في كل وطننا العربي الكبير, فالعروبة الحقة هي استشعار بمصلحة امة ومنطقة وغيرةٌ على مصالحها الحيوية, وان من يفرط في هذه المصالح ويعمل لمصالح العدو الصهيوامريكي هو الشذوذ بعينه, وهو دور لا وطني ولا عروبي ولا يحسب عليها.
اما ان يقال بان الخارجين عن العروبة لديهم امكانات هائلة ومهيمنين على اهم الثروات التي تعود للعرب جميعا, فهذا حق والخلل ليس بالعروبة ولا بالموقف العروبي, وانما الخلل في تساقط البعض وقبولهم للحماية الصهيوامريكية لتثبيت مواقعهم وحماية سلطانهم, لانهم مؤهلين لتسريب هذه الامكانات والثروات لاعدائنا مقابل هذه الحماية.
ان موقف البعض من العروبة كردات فعل لا يخدم قضايانا العادلة, وانما يساهم بشكل اكبر في تفتييت وتعوييم جهودنا المشتركة للتخلص من هذة العصابة التي تنهب خيراتنا لصالح اعدائنا ويجب ان يلتف كل من لديهم انتماء عروبي ويوحدوا جهودهم للعمل معا في الذود عن مصالح الامة, ولا يزيدهم تكالب ونذالة البعض الا اصرارا على التخلص من هذه العصابات لاسترداد مقدرات الامة وخدمة قضاياها العادلة وانتشالها من التبعية والهيمنة الاستعمارية.
ان التنصل من العروبة هو اقرار غير مباشر بملكية هذه المقدرات من قبل هذه العصابة, وهذا التنصل يعطل ويعرقل استرداد هذه الحقوق, ويدفع باتجاه ان يكون اي جهد لاسترداد هذه الحقوق هو جهد فردي ومعزول عن امته وعاجز ان يصنع فرقا.
ان الهروب من العروبة يدفعنا للارتماء في احضان روابط وصلات سرعان ما يثبت بطلانها وعجزها كالقطرية, مثلا فلن تجد قطر عربي واحد يخلو من امتداد لتلك العصابة وبالتالي ستضطر للتخلي لاحقا عن قطريتك بسبب ان امتداد هذه العصابة سيلاحقك في قطريتك.
ان الشعوب العربية وعند تفحص مصالحها العامة يربطها مصالح مشتركة وعدو مشترك يقف عائقا امام استرداد مقومات الامة, ولها مصلحة في الانفكاك جميعا من الهيمنة والتبعية واسترداد سيادتها في اوطانها, وليس خافيا بان اي جهد فردي سيكون معزولا وباهتا ولا بد من توحيد الجهد والتركيز على القواسم المشتركة بدل من النفخ في ردات الفعل العاطفية.
ان العروبة انتماء, ويكفينا بان اشرف مناضلينا واقدرهم واكثرهم تأثيرا هم من الذين يعتزون بعروبتهم كالرئيس بشار الاسد وسماحة السيد حسن نصر الله والسيد عبد الملك الحوثي والشيخ عيسى قاسم والقائد الراحل جمال عبد الناصر والقائد الراحل حافظ الاسد والقائد الراحل جورج حبش وغيرهم والقائمة تطول.
من نافل القول التأكيد بان الموقف العروبي ليس حكرا على دين او مذهب او طائفة, فكل الاديان والطوائف افرزت قيادات عروبية نعتز بها جميعا.