العدو وصدمة وحدة الساحات
2024.06.29
أحمد الحاج طاهر- فينكس
وكأنهم مصابون بصدمة، لا يريدون التعامل مع الواقع الذي تم فرضه مؤخراً، لا يريدون أن يتعايشوا مع الواقع الذي ترتبط فيه ساحتا غزة ولبنان بهذا الشكل، هذا الترابط مزعج جداً لإسرائيل والغرب، فتفوق إسرائيل قائم على تفريقنا وتشتينا، وجهودها طيلة العقود كانت تهدف لذلك.
كيف وصلت بها النتيجة لتوحيد وترابط الساحات والجبهات ضدها؟! سيحتاج الأمر المزيد من الوقت ليتقبل الإسرائيلي الصدمة وليتعامل مع واقع ترابط الجبهات حرباً وسلماً..
محاولات التوصل لاتفاق في لبنان بمعزل عن غزة، ومحاولات التوصل لاتفاق في غزة لا ينهي الحرب بهدف انهاء القتال على جبهة لبنان، تلك المحاولات تؤكد أن إسرائيل والغرب لم يفهموا بعد مدى تمسك حزب الله بما أعلنه.
وتلك المحاولات تؤكد أن اسرائيل وأمريكا لا زالتا غير قادرتين على تقبل الواقع الجديد الذي تترابط فيه الجبهات والذي تبقى فيه المقاومة موجودة ومهتمة بالمواصلة في غزة وفي لبنان رغم كل ما تقوم إسرائيل به من عمليات، ورغم التهديدات الجدية، اسرائيل غير قادرة على تقبل فكرة أنها لن تتمكن من فرض ارادتها في قطاع غزة رغم كل ما فعلته به، هذه فكرة أيضاً تزعجها.
إنها غير قادرة على حسم أحد أضعف جبهات المقاومة تسليحاً وعتاداً، وأضعفها من حيث الجغرافيا والعمق الاستراتيجي، رغم تركيزها المطلق والكامل عليها طيلة 9 أشهر، لا تريد اسرائيل أن تتقبل ذلك الواقع لأنه مرعب بالنسبة لها ولمصيرها ومستقبلها، هذا الانفصال عن الواقع الذي تعيشه اسرائيل اليوم، ورفضها للواقع رغم وجوده لن يؤدي لأي نتيجة ولن يؤدي لأي اتفاق، لن يؤدي سوى للمضي قدماً بها نحو الهاوية، أو تقبل الواقع والتعامل معه في نهاية المطاف..