كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

قوة داود العسكرية في التوراة

فاقت الرواية التوراتية كل حدود المبالغة واصبحت نوعا من الذهان الذي لا يتوقف عند حد. فقبل داود لم نسمع بجيوش تعد بالملايين ولا حتى بمئات الألوف .

وهنا نعود الى النص التوراتي: "فكان كل اسرائيل ألف ألف ومئة الف رجل مستلي السيف ويهوذا أربع مئه وسبعين ألف رجل مستلي السيف " اخبار الايام الاول ٢١: ٥ ومن المفروض ان ذلك حسب التاريخ التوراتي قد كان في القرن العاشر ق. م.
ومن المثير للسخرية ان جيش الاسكندر الاكبر والذي اجتاح به العالم القديم قد كان في أقل تقدير ٢٥٠٠٠جندي ووصل في أعلى تقدير الى ٣٦٥٠٠ جندي.
أما جيش نابليون في غزوته لمصر فقد بلغ ٣٥٠٠٠ جندي، بينما بلغ جيشه في معركة واترلو عام ١٨١٥ رقما هو ٥٠٧٠٠ من المشاة و١٤٣٩٠ من الفرسان و٨٠٥٠ من سلاح المهندسين والمدفعية بينما كان الجيش المقابل له ١١٨٠٠٠ جندي.
أما جيش الحلفاء الذي نزل في النورماندي في فرنسا في ٦ حزيران ١٩٤٤ فقد بلغ ١٦٠٠٠٠ جندي.
هذا غيض من فيض المبالغات المرضية في كافة المجالات، العسكرية والعمرانية والاهمية والسيطرة "وكان سليمان متسلطا على جميع الممالك من النهر(الفرات) الى أرض فلسطين والى تخوم مصر" الملوك الاول ٤: ٢١.
لا اريد ان اخوض اكثر في هذه العجالة الا من اضافة واحدة وهي بناؤه لعروس الصحراء تدمر "كما بنى جازر وبيت حورون السفلى وبعله وتدمر في البرية" الملوك الاول ٩: ١٧
ارجو ان لا ازعج احدا بالقول ان هناك شبه اجماع في الوسط الاكاديمي على عدم وجود عهد داود وسليمان، وحتى الذين يقولون بوجوده يعتبرونه في مقام مختار لبلدة صغيرة.