كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عزاء الرئيس الإيراني ووحدة المصير السوري الإيراني

د. خيام الزعبي- فينكس

لا يمكن أن توصف علاقة دولة بأخرى بالمتانة كما هو الحال بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تعود إلى فترة طويلة من التاريخ، فطهران لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية والسياسية بسورية طيلة سنوات الأزمة، ولم تغلق سفارتها في دمشق مطلقاً، كون أن العلاقات السورية الإيرانية ترتكز على أسس راسخة وقوية تعمقت أواصرها من خلال الاهتمام المشترك بين الجانبين لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة وإنجاح مسار الحل السياسي في سورية.

لقاء جديد يجمع بين الرئيس الأسد والإمام الخامنئي في العاصمة طهران، حيث قدّم الرئيس الأسد تعازيه القلبية باسمه وباسم الشعب العربي السوري لسماحة آية الله العظمى علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية الإيرانية وللحكومة والشعب الإيراني الصديق باستشهاد الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهما، هذا يؤكد على تضامن سورية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومع عائلات الفقيد الراحل ورفاقه، ويؤكد عمق العلاقات بين الجانبين.

وقال خامنئي لدى استقبال الأسد إن "رئيسي أدى دوراً بارزاً في تعزيز العلاقات بين طهران ودمشق، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان أيضاً كان يولي اهتماماً خاصاً في هذا المجال"، بالمقابل كان الرئيس رئيسي يحمل في عقله ووجدانه مصلحة الشعب الإيراني الصديق، ويحمل أيضاً في قلبه مكانة رفيعة لسوريا وشعبها، مستمراً في النهج الثابت الذي يجمع البلدين والشعبين الصديقين".

وقال الأسد إن عبد اللهيان "قاد دبلوماسية نشطة بين إيران وسورية، وله بصمة في إرساء الاستقرار في المنطقة"، مشدداً على أن "هذه الحادثة الأليمة لن تؤثر على نهج إيران ودعمها للمقاومة ومساندتها للشعب الفلسطيني".

إن خصوصية العلاقات السورية الإيرانية، والتي تحولت الى تحالف استراتيجي بين البلدين لفتت انتباه المتخصصين والمتابعين لقضايا الشرق الاوسط، لا سيما إنها العلاقات الوحيدة في المنطقة التي تتسم بالثبات والرسوخ في بيئة تتسم بالتوتر واللاستقرار والتغيرات السريعة والفجائية.

التطور التي تشهده العلاقات السورية- الإيرانية  في المرحلة الراهنة يثلج القلب وينعش الأمل لبناء إستراتيجية جديدة وإحداث توازن في العلاقات الدولية، هذه العلاقات كانت العامل الرئيسي في صمود سورية وإيران في وجه مخططات الدول المعادية التي تسعى إلى إضعاف البلدين وزعزعة استقرارهما ونشر الفوضى في المنطقة ككل.

علاقة سورية بإيران هي واحدة من أكثر الشراكات الإستراتيجية ثباتا وبقاءا في الشرق الأوسط حيث قويت هذه الشراكة أكثر فأكثر عند دعم كل منهما للأخر في وجه الضغوط الامريكية وتوقيع مذكرة تعاون الدفاع المشترك بين دمشق وطهران الذي أضفى على هذه الشراكة صفة الرسمية.

في النتيجة، فإن إيران ومن خلال معرفتها بالمخاطر التي يمثلها الإرهاب ومشغلوه في المنطقة والعالم ضد الدولة السورية وضد نهجها المقاوم وضد المنطقة برمتها أكدت من جديد على لسان السيد علي الخامنئي مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية دعمها ومساندتها للصمود البطولي للشعب السوري وجيشه والوقوف إلى جانبه لقناعتها بأن انتصار سورية على الإرهاب هو انتصار لشعوب المنطقة برمتها وانتصار للعالم بأسره، لاسيما وأن التحالفات الاستعراضية التي أعلن عن تأسيسها لمواجهة الإرهاب في الحقيقة لم تحقق أية نتائج حقيقية في هذا المجال، بل شكلت ببعض مواقفها وممارساتها سنداً ودعماً للإرهابيين.

وأختم مقالي بالقول: إن زيارة الرئيس الأسد الى طهران من حيث التوقيت والطبيعة ستؤثر إيجابيا على كافة العلاقات وانتقالها إلى مرحلة جديدة، لذلك  يجب أن تبقى دمشق وطهران على وئام ووفاق إنطلاقاً من إستيعاب دروس التاريخ أنه كلما كانت سورية وإيران في خندق واحد، وموقع واحد متضامنتين فإن ذلك يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة.