كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

زهو

علم عبد اللطيف- فينكس:

 يزهو القلبُ بحروفٍ قليلةِ. قوائمَ ارتكازٍ لمعاني تدلله، فتتمايل خصور النبات.. هالله... هالله... يُمنةً ويُسرةً.. و يتحرّر الطيفُ في سلامٍ يغمر الدلالات، حين يسمع شجرَ الضفاف ينده.. هييييه.. يامالئة جرّتكِ من العين البعيدة. الجهاتُ تمنعَ عنك النظرات. هاقد سكبتُ في صحنَيّْ خدّك ماءَ ورودي. حينما غفا ليلُ جدائلك فوق منكبيك، كما لو أن الكواكب المحتدمة قد رمَتْ حُجُبَها المقدسة، وعاد الضوءُ الى السراج مشفِقاً على الأعين الكليلة، فتُحَيّي احتدامَه.
لا يروعنّك خوفٌ من رميةِ عينٍ، أناشدكِ.أسدِلي الحجاب.
ايها الطّيف، لكَ ان تدّعي مسافةَ
تزعمُ أنها ضرورةُ تَتالي الفصول.
لكنها لا تقدّم شرحاً عن غيومٍ عائمةٍ فوق وعود المطر، لا هي تَفي متشقّقَ الأديم وعدَ الرطوبة.
ولا تصمد بمواجهة ريحٍ مجنونة.
أتدري... لم يكن المطر في هربه من السحاب.يمارس عسفَ حالته. المطر ممتلئ بأساطير خلقٍ. لا يبوح بفضله في المجيء، ولا تهمّه رغباتُنا. ما يحصل فيه مُخالفةً. يُولدُ فيه اختلافاً. واسمكَ يَفي بالحضور والغياب، متصدرا رتل الحضور. كأنما تعرف الأرتال تراتبية الأشواق. يُبقي على مسافة أمانٍ، وتتداخل الألوانُ في المشهد.
لكَ أيضاً، ان تُثلجَ حضورَك، كيلا أمارسَ قراءته ماءً سائلاً، ولك أن تُجاملَ السحاب لو مضى في أغنية صيفٍ، و لي أن أتلو اسمك.
ماءً وسحاباً، سعيدا ببراءتي وأنا أجمع المتشابهات مُؤتلفِةً ومختلفةً، وأدفع ثمن حريتي بعض حَيرةٍ في وصفك.
ليتك حضرتَ محفلَ الشجر، وسمعتَ ضحكه حين أعلنتَ شتاءَك، وليتكَ رسمتَ فصلاً ينتمي إليك، سحاباً.. وماءً.. وثلجاً.. وتشرّدا مع الريح. و... اختباءً في معاطف الفصول.