ظاهرة غريبة يدفع إليها الفقر والجوع.. (جبلاويات)
2020.11.25
طه الزوزو:
صباح البارحة و أثناء لقاء الثلاثاء في جبلة وردتني الساعة الحادية عشرة مكالمتين متتاليتين على هاتفي الخليوي من رقم بلا اسم، مادفعني إلى عدم الإستجابة للرد على المكالمتين احتراما للحوار الجاري بين أصدقاء اللقاء.
انفض اللقاء حوالي الساعة الثانية بعد الظهر، وعلى الفور انتقلت إلى اللاذقية حيث كان بانتظار ي أمام البناية التي أقطنها شخص في العقد الرابع من عمره وقد بادرني التحية ورددتها إليه. ثم أردف قائلاََ "بأنه اتصل بي مرتين على هاتفي دون جدوى وهو يريد سؤالي عن أمر يخصه". بعد سؤالي عن أسمه أعتذر بدون إبداء السبب.
بعد الحاح منه أبديت الرغبة في سماع مشكلته واستطرد القول "إنه يعمل سائقا على سيارة تكسي، وقد رغب صاحبها بانهاء عملي لأنه يرغب قيادتها بنفسه، وله زوجة عاملة في إدارة للدولة وله ولد منها وراتبها لايكفي تأمين عيش العائلة لأيام... وهو يرغب سؤالي عن جرم بإمكانه ارتكابه عقوبته ثلاثة أشهر يقضيها في السجن خلال هذا الشتاء حيث يؤمن خلالها المنامة والأكل والشرب والماء والكهرباء بدون مقابل.
للوهلة الأولى ظننت أن الشخص يمزح، إلا أن مظهره
وحديثه بدأ لي بأنه جاد بما يقوله، ما دفعني مرة أخرى لسؤاله عن اسمه دون جدوى أيضاََ، ثم أجبته بعد أن شعرت بأنه جاد بسؤاله:
(إن مجرد التفكير بما أبديته يعتبر جرم بحق نفسك وبحق المجتمع. وليس بهذه الطريقة تحل مشكلتك التي هي مشكلة معظم الشعب.. ونصيحتي أن تبحث عن عمل يغنيك عما تفكر به. وإذا رغبت راجعني في مكتبي غدا. "اليوم الأربعاء" لنعاود البحث في مشكلتك.... شريطة أن تصرح لي عن اسمك...
اليوم الأربعاء، انتظرت مجيء الشخص حتى الساعة الثانية بعد الظهر، ولم يعد.