كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عن "الخصوصيّة".. و أيضاً عن "التشبّه بالكفّار"

سمير جبارة- فينكس:

نَصَحَ الصحابي الجليل سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة المنورة كما كان يفعل الفرس في معاركهم الدفاعية..
فقبل الرسول النصيحة رغم أنّ بلاد فارس كانت لا تزال على كفرها..
و كانت هزيمة الأحزاب هي النتيجة المباشرة لحفر هذا الخندق..
لم يقل أحدٌ يومذاك عن رسول الله أنه تشبّه بالمجوس..
واقتبس عمر بن الخطاب ديوانه عن الفرس (أيضاً بعد نصيحة سلمان الفارسي) بعد أن تحوّل الغزو إلى احتلال.. رغم أنّ بلاد فارس كانت لا تزال على كفرها.. لم يقل عنه أحد يومذاك أنّه تشبّه بالكفّار..
و عندما ورث معاوية دواوين البيزنطيين و استمر العمل بها باللغة اليونانية نصف قرن تقريباً حتى منتصف عهد عبد الملك بن مروان.. لم يقل أحد عن الأمويين آنذاك أنهم يتشبهون بالروم الكفّار..
و لكن عندما يقول البعض منّا بضرورة تكريس العلمانية في الدولة و المجتمع.. يردّ البعض الآخر:
"لا نريد التشبه بالغرب.. لنا خصوصيتنا"!
و هنا أسأل دون أن أنتظرَ جواباً:
ماذا لو تمسّك الرسول بالـ"خصوصيّة" فرفض التشبّه بالكفّار المجوس و لم يأمر بحفر الخندق حول المدينة؟
ماذا لو تمسّك ابن الخطّاب بالـ"خصوصية" و لم يأمر بتنظيم الديوان على طريقة الكافر كسرى؟
ماذا لو تمسّك الأمويّون بالـ"خصوصيّة" و لم ينظّموا أمور الدولة الادارية و الماليّة بالطريقة البيزنطية التي كانت موجودة قبلهم؟