كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

متفرقات.. من كل واد عصا

د. عبد الله حنا- فينكس

  - لقد رسَخَت فكرة الاعتماد على البدو، كإحدى القوى الأساسية في أذهان بعض القيادات الوطنية بعد الحرب العالمية الأولى في فترة النضال ضد الاستعمار الافرنسي (1920 – 1943)، مع أن الأصح اعتبارها قوة احتياطية لفترة زمنية محدودة.
وهذا ما أوضحه الدكتور عبد الرحمن الشهبندر أحد القادة الوطنيين في الثورة السورية 1925 – 1927 بما يلي:
"إن الاعتماد على البدو كان في غير محله، إلا إذا كان الغرض من الاستعانة بهم قدح الزناد، لأن تجارب هذه الثورة دلتنا بصورة عملية على أن البدو لا يصلحون للحروب الثابتة التي تتطلب صبراً، بل هم أصلح ما يكون للهبات المؤقتة والإيهامات. لذلك قيل في الأمثال العامة :(مثل العرب بالصياح)"
- روى محمد كرد علي في مذكراته عن بربرية قائد الحملة الفرنسيةعلى الجبل (جبل الدروز وهو جبل حوران)، وعن كيفية ابتزازه للأموال. فبعد أن سجن أمير الجبل يحيى بك الأطرش في درعا كان يوهمه انه سيقتله فيبادر هذا إلى ارضائه وتقديم ما يريد له من أموال وهدايا.
- قيل أن قائد الحملة سامي باشا الفاروقي أيام العثمانيين 1913 كان قد ادّخر من الأموال، التي نهبها من الجبل وكذلك من لواء الكرك، عند أحد التجار العراقيين بدمشق. وبعد وفاته بالحمى أنكر التاجر المبالغ التي وصلته ورفض أن يدفع لعائلته أي قرش.
ويقول كرد علي ان هذا التاجر كان مشهوراً بأمانته... (فتأمل أمانة هؤلاء)
- أرسل وجوه غور بيسان: في 21 أيار سنة 1913 إلى مؤتمر باريس العربي الرسالة التالية:
لجانب المؤتمر العربي في باريس.
نحن الموقعين على هذا بصفتنا وكيلين مفوضين عن كل مزارعي الأراضي المدورة في ناحية بيسان من قضاء جنين التابع للواء نابلس من ملحقات ولاية بيروت نعرض أننا معشر يبلغ عدد نفوسنا سبعين ألف نسمة وكلنا نفوض لمؤتمركم العربي الكريم – بصفتنا فرعا من العنصر العربي – أمر النظر في أحوالنا خصوصاً مسألة الشفالك التي نحن نسكنها فإننا لا نرضى ببيعها ولا بإيجارها ولا بمنحها لأي شركة كانت ولا اعطاء أي امتياز بها بدون أن يكون لزعمائنا رأي في ذلك. ونصرح هنا بأن هذه الأراضي هي ملك آبائنا وأجدادنا وقد اغتصبت منا في عهد الحكم المطلق. و إننا نستجير بأمتنا العربية التي تمثلونها طالبين منكم ومنها معاونتنا على طلب حقنا فيها أسوة بغيرنا من أبناء المملكة العثمانية. واعلموا أن من أكبر الحوادث التي تضر بالأمة العربية بيع هذه الأراضي أو ايجارها لاحدى الشركات. فباسم العرب والعثمانية نستحلفكم أن نبذلوا كل ما في طاقتكم لدفع هذا الخطر عنا وعن الوطن والله يوفق مساعيكم.
من مشايخ غور بيسان – شيخ جبول – الشيخ مصطفى الخطيب – الشيخ صالح القاسم.