كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

د. بهجت سليمان: شَتّانَ بين رعايا بول البعير.. ومُواطِني القمر الصّناعي

(رَمَتْنِي بِدائِها، وانـْسَلَّتْ)

- المضحكُ المبكي، عندما تقرأ أو تسمع مرتزقة الإعلام والثقافة من المسامير الصدئة، في أحذية المشاريع الصهيو - أطلسية، ومن لاعِقي أحذية نواطير الكاز والغاز، في هذه المنطقة، عندما يتّهمون أعداءهم وخصومهم من الشخصيات والقوى والدّول الوطنية والقومية والعلمانية واليسارية، بِأنّهم طائفيّون ومذهبيّون!

- وكأنّ هذه العَلَقات أو الفُقاعات، الإعلامية والثقافية، التي تَنْفُثُ سمومَ الطائفية والمذهبية لَيْلاً نهاراً، تجهلُ بِأنَّ الغادي والبادي في هذا العالم، يعرف يقيناً:

* بأنَّ الهواء الذي يتنَفّسه هؤلاء، مُشْبَعٌ بالطائفية والمذهبية..

* وبِأنّ كُرَيّاتِ دَمِهِم هي كُرٓيّاتُ طائفية ومذهبية..

* وبِأنّ سِرَّ استمرار وجودهم وبقائهم واستمرارهم، هو الطائفية والمذهبية، من المهد إلى اللّحد..

* ناهيك عن أنّ مُشغّليهِم ومُمَوّليهم من نواطير الكاز والغاز، موجودون على قيد الحياة السياسية، عٓبْرَ حاضنة طائفيّة ومذهبية، واغتصبوا كراسي السلطة، من خلال مٓشِيمة طائفية ومذهبية..

* وأنّ أسْيادَ أسيادِهم في المحور الصهيو - أطلسي، لم ولن يمارسوا السياسة َ في منطقتنا، ماضِياً ولا حاضراً ولا مستقبلاً، إلّا على قاعدة "فَرِّقْ تَسُدْ" التي تُشكِّل المقارباتُ الطائفية والمذهبية، عمودَها الفقري.

- فَعَلَى مَنْ تقرأ مَزَامِيرَك ياداؤود؟

- وتأكّدوا أنّه لا يكفي أنْ ترموا الشُّرَفاء بِقذاراتِكُم.. لكي تغسلوا أنفسكم، وتنقلوا العار والشّنار الذي يملأكم وتمتلؤون به، من المهد إلى اللّحد.

****

[شَتّانَ بين رعايا بول البعير.. ومُواطِني القمر الصّناعي]

يُقال أنّ الحكم في إيران "ديني"..
و أن الحكم في السعودية "ديني"..

وهذا صحيح..

فَهٓلْ هناك مجالٌ للتشبيه بين "الدولتين"، لِأنّ الفارقَ بينهما، كالفرق بين عصر الجاهلية السعودي، والقرن الحادي والعشرين الإيراني:
ليس فقط في مجال التطور الصناعي والتكنولوجي والحربي..
وليس فقط في المستوى الاجتماعي والتربوي والثقافي..
وليس فقط في مجال حرية واستقلالية القرار الإيراني، وتبعية وَ عبودية القرار السعودي..
وليس فقط في المجال السياسي، الذي تجري فيه الانتخابات في إيران، على مختلف المستويات من القاعدة إلى القمّة..
بينما في السعودية، يُقرّر عشرات من أبناء عبد العزيز السعودي، مصائر البلاد والعباد - منذ مئة سنة حتى اليوم - والآن جرى اختزالهم بمراهق طائش واحد..
دون أن يكون ل "الشعب السعودي" حتّى رأي، مُجَرَّد رأي، بذلك، إِذْ كان يُقَرِّر عشرة من سفهاء سعود، مَنْ يكون الملك وَمَنْ تكون الحكومة وكيف تكون باقي المفاصل وكيف تُوَزّع الأرزاق.
والآن يقرر كل ذلك، عجوز خرف مصاب بالزهايمر، أسند كل شيء ل ولده "محمد".

و المعيار الأوّل والأهمّ هو وضع المرأة في البَلٓدَين (اللّذَيْن يشتركان شكليا في نِقاب المرأة السعودية، وتْشادور المرأة الإيرانية)، وما عدا ذلك المُشْتَرَك الشّكلاني والإشكالي..
فالمرأة السعودية تعيش في غياهب العصور الوسطى..
والمرأة الإيرانية تشارك بفعالية في بناء المجتمع الإيراني، بما لا يقلّ عن أرقى الدول المتطورة في العالم..

ومع ذلك يأتيك بعضُ مرتزقة الإعلام من لاعِقي أحذية نواطير الكاز والغاز، لكي ينتقدوا بشدّة، الاستبداد في إيران ووضع المرأة في إيران، دون أن يجرؤوا على قول كلمةٍ واحدة عن الأهوال والفظائع الموجودة في السعودية،
ولا يخجل هؤلاء المرتزقة من التحدّث عن الديمقراطية والمدنيّة والحرية والسيادة "السييدة" والاستقلال "الاستئليل"..
في الوقت ذاته الذي يلعقون فيه أحذية سفهاء وعبيد آل سعود، أكثر مخلوقات العالم استبداداً وفساداً وتخلّفاً وتبعيّة على وجه الأرض.