كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

"شمس بيان".. آخر ماقرأت من أدب الحرب النسوي السوري

أوس أسعد

رواية حديثة الإصدار للكاتبة "فرات خضور" عن الهيئة العامة السورية للكتاب، وهي العمل السردي الثاني لها بعد "هواجس نسائية" الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب تنتمي بجدارة إلى ماسمي بمدونات الحرب. حيث الانتصار للقيم الخيرة الإنسانية والوطنية التي تجيد الفرز بين القمح والزؤان وفي الوقت نفسه تمتلك صوتا نسويا خاصا يرسخ حضوره في المشهد الثقافي الأدبي السوري خارج أطر الهموم الذاتية والوجدانية التي تتشابه فيها السرديات النسوية التقليدية أو الموتورة بحجة الانتصار للانوثة ضد الذكورة من منطلق عقد النقص التاريخية.. حيث المراة هنا بطلة ليست نداً وحسب للذكر بل ومتفوقة عليه وعياً وسلوكاً، وهذا يذكرني بأحد الأقوال التي تنتصر لقضايا المرأة يقول: حين تطالب المرأة بالمساواة مع الرجل فهي تفقد حقها بالتفوق عليه..قد يكون رسمًا توضيحيًا
حقيقة هنا البطلة الساردة تعيش المأساة السورية بكامل تفاصيلها دون أن تتلكأ بالقيام بواجباتها تجاه ثمرة زواجها الفاشل أي ولدها وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة التي ظلت ترعاه حتى نهايته المأساوية التي كانت على يد والده الذي جرفته الحرب باتجاه آخر ليكون شعاره: "الغاية تبرر الوسيلة" حيث يبيع ضميره وروحه إلى جهات تتاجر بكل شيء بما فيها تجارة الأعضاء والقتل والخطف طالما تساعده في الوصول إلى غايته..
بينما كانت الساردة تؤكد على تيمة الحب حتى الرمق الأخير، وقد ظلت تعلي من مكانتها رغم خسارتها لكل شيء. هذا الوعي والحساسية الجديدة ميز كتابة الأديبة "فرات" بعمليها السرديين الطويلين، فكانت بذلك أنموذجا لوعي نسوي أدبي جديد يروي الحرب من منظور أنثوي.. حيث التفاصيل المهملة التي لايجيد السارد الذكر التقاطها...
كما أنها تنتمي للوعي الجديد الذي لايجد أن الذكر عدوه، بل يجد نفسه معه ضحية للظلم الاجتماعي من أعراف وتقاليد رثة.. فالكاتبة تنبذ كل مامن شأنه أن يفتت النسيج الاجتماعي السوري من طائفية وإثنية وتخلف بمختلف أشكاله، وتنتصر للإنسان ذي المعايير الأخلاقية الإيجابية والكفاءات الحقيقية وتعول عليه بالقادم من الأيام، فهو وحده من يحق له حمل لواء التقدم والتطور المنشودين، ومن مقبوسات الرواية سأذكر مايلي:
- تفرض الشمس توقيتها على الواقع، تنتزع أشعتها ثوب الليل شيئاً فشيئاً، ليبدأ يوم جديد بتوقيت الشروق، للحب منطق الشمس.
- علق رأس خالي مدير المدرسة الإعدادية على باب المدرسة التي كانوا قد قتلوا أطفالها أو خطفوهم.. نجا من الموت من نجا بأعجوبة.. لم يكن أقسى من الفاجعة سوى محاولة طيها في صفحات النسيان، تجاهلها الإعلام الوطني لأسباب لامبرر لها وقفز فوق وحشيتها كل من يزعم المطالبة بالحرية وجميع المطبلين بحقوق الإنسان.
- تعلمنا الحياة أن نثق بيد أحدهم لابنظراته، لطالما علمتني الأيدي صدق التواصل، وصدق الحب، اليد التي تمتد إليك في أصعف حالاتك لتساعدك، تساندك، تمسح دمعك، تحرك مشاعرك، اليد التي تؤمن بقدراتك فتمسك بيدك، ترفعها، تشد عليها ولا تفلتها مهما حدث.
- إن اليائس هو شخص عمم خذلانه وخيبته في شيء على كل الأشياء، وأنا لا أريد ان أكون ذاك البائس.
- لاذنب للبلاد فيما نحن فيه، إنه ذنب الأشخاص الذين خانوا مدنهم وباعوا ضمائرهم، ذنب المتمسكين بمنصبهم رغم فشل مؤسساتهم، ذنب الذين استغلوا شرف رتبهم العسكرية وسمحوا باستباحة الوطن.
- بدا نجيب حياته السياسية كمعارض لسياسة الدولة إلا أنه أظهر أيضاً معارضته لسياسة المعارضات التي أنتجتها الحرب، له أفكار مؤثرة وآراء وأبحاث يشارك فيها باسم الإصلاح والتغيير في المحافل السياسية داخل البلد وخارجه، لكنه وصل إلى قناعة بأن كل إنجاز فردي يذهب مع الريح.
- لايخفى على أحد الموجودين أن والد سالي هو أحد كبار تجار اللاذقية صاحب الخطابات الرنانة في محافل الانتخابات المركزية، صاحب الأيادي البيضاء أمام شاشات التلفزة، المسؤول الأول عن احتكار المواد الغذائية الأساسية في زمن الحرب ثم بيعها في الأسواق بأسعار عالية.. 
تحليق في رواية رؤوس هشة
مذكرات الأستاذ محمد علي رستناوي (من مقدمة كتابه النحو الحق)
ماذا تعرف عن مؤسسة المعارف للتنمية والتطوير؟
رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين لـ فينكس: جائزة فلسطين العالمية للأدب تشجع الكتّاب على إبداع نصوص تنتصر لفلسطين
صدور العدد الجديد من مجلة الهدف تحت شعار "الشهادة عزّة وكرامة والثوريون لا يموتون "
"شمس بيان".. آخر ماقرأت من أدب الحرب النسوي السوري
جائزة فلسطين العالمية للآداب.. ثورة فكرية افتقدناها لعقود
عن المركز السكندينافي لحقوق الإنسان في جنيف صدر كتاب (في العقد الاحتماعي) لمروان حبش
في "حضرة التاريخ"
الرحيل (قصة قصيرة)
فصل من رواية "الفاضرضي" للروائية التونسية رانيا الحمامي
مع الرسالة 31 لقمر عبد الرحمن
الشعر في عالمٍ لا يلـوي على سكـون!!
كلما ازداد تبحر الإنسان في الثقافة ازداد غنى
الشيعة والمذهب الجعفري