كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

زلزال سنة 1759م ودور المعماريين المسيحيين الدمشقيين باعادة إعمار دمشق

إلياس بولاد- فينكس:

كنت قد أشرت في بحثي: "العمارة الدمشقية جواهر صاغتها أيدي المعماريين المسيحيين الدمشقيين. العمارة قبل وبعد 1860م. وبالاستناد الى المرجعين التاريخيين التاليين: "تاريخ الشام" للخوري ميخائيل بريك.1720/1782 مصفحة (68 /69).
"حوادث دمشق اليومية. 1741/1762 م تأليف البديري الحلاق.. صفحة 267/268
عن تلك الزلزلةالتي ضربت دمشق والجامع الاموي. وكيف قام المعماريون المسيحيون الدمشقيون بإعادة إعمار الجامع الاموي. حيث كانوا وحدهم من يملكون مهنة العمارة والبناء بدمشق..
وتأكيدا اضافيا لذلك أقتطف ما جاء بمقال الأستاذ محمد فهمي الغزي عن تلك الزلزلة العظمى في دمشق و أعمالها حيث ينقل عن جده الذي عاصرها، الشيخ كمال الدين الغزي، بالتفصيل، وعن دور المعماريين النصارى بذلك الزمان بإعادة إعمار الجامع الاموي ومدينة دمشق المنكوبة بتلك الزلزلة العظمى..
ولا أدري اذا كان ذلك المرجع يكفي للمشككين بأن مهنة العمار والبناء وما يتعلق بها من أعمال وحرف كانت حصريا بأيدي المعماريين المسيحيين الدمشقيين..! والتي حتى الآن لا يشير إليها جميع المؤرخين والكتاب المعاصرين!؟ جهلا أو قصدا!؟
نعود الان الى ماجاء في وصف تلك الزلزلة العظمى. يقول الاستاذ محمد فهمي الغزي:
قرأت في الجزء السابع من التذكرة الكمالية لجدنا المرحوم الشيخ كمال الدين الغزي هذه الواقعة العظمى. فأحببت ان أطلع القراء عليها تتمة لتاريخنا الحديث، قال:
انه في سنة ثلاث وسبعين ومائة والف سادس ربيع الاول في الساعة العاشرة من الليل قد رجفت الارض مقلقة برياح وعواصف فطاشت لها العقول. وحصل والعياذ بالله غاية الذهول وتخلعت السقوف وتشققت الجدران وهدمت بالشام بيوت لا تحصى. وسقطت رؤوس مأذن دمشق فمنها المأذنة الغربية والشرقية في جامع بني امية. ووقع منها في تلك الساعة حصة ومنارة العروس في ذلك الجامع ذهب منها شيء يسير. وبقية منارات جوامع دمشق لم يسلم منها الا القليل. وتلتها رجفات وزلازل. وفي ثاني يوم من تلك الليلة؛ ضحوة النهار رجفت الارض وتزلزلت زلزلة شديدة. فسقطت من منارة الجامع الشريف الاموي الشرقية جدران الشرقي والشمالي. وسمع لها صوت هائل. وما من منارة بدمشق الا وهى بناؤها حتى ان منارة السليمية المحيوية بصالحية دمشق طارت منها حصة وافية وسقطت والجامع المظفري بها ايضا ومنارة جامع سيباي والجامع المعلق وجامع حسان وجامع الامير منجك بمحاة مسجد الاقصاب، وممارات الجامع بمحاة الميدان وبقية منارات جوامع دمشق تقصفت ولم يسلم منها الا النذر القليل وقبة النسر العظمى في الجامع الشريف الاموي تشققت ووهت وتشقق الجدار الشرقي من هذا الجامع. ووهى وخرب اكثر دور دمشق ووقعت تلك الليلة سقوف وبيوت لا تحصى ووقعت شراريف الجامع المزبور وكان طول كل شرافة مقدار خمسة أذرع على حائط حول سقف الجامع مقدار قامة من جميع جهات الجامع الاربعة بحيث ان الشخص اذا وقف على سطح الجامع لا يرى شيئاً من الدور التي حوله فسقطت تلك الشراريف وهدمت بعض الاماكن المجاورة للجامع كدار بني الغزي. وحجرة الخلواتية الطباخية بالخانقاه السميساتية ورمت قبو ايوانها وهذه الاماكن شمالي الجامع..
.. ....
ولم تبق قبة في دمشق إلا و أصابها عاهة أو سقطت ولم يسلم منها الا النادر. وسقط جميع جامع يلبغا مع قبته الهائلة ومنارته مع ان بنائه كان بغاية الرصانة والمتانة. وسقط من الخان البديع الذي بناه الوزير اسعد باشا والي دمشق ونائبها؛ ثلاث قبات هائلة وتهدمت دور دمشق الا القليل وكثرت القتلى في تلك الليلة. وتهدمت القرى التي حول دمشق وهلك بسبب ذلك من الانفس والمواشي ما لا يحصى وكان من جملتها قرية التل قتل بها تحت الردم ما ينوف عن خمسمائة ولم يسلم منها الا القليل. وقرى الجبل كالهامة والزبداني ووادي بردى هلك فيهاتحت الهدم ما لا يعد. ووقع سور مدينة دمشق في نهر عقربا احد انهار دمشق فسده وسور قلعة دمشق الغربي سقط جميعه وسد نهر بانياس وسدت الطرق بالتراب والاخشاب والصخور.....
فبذل الوزير الهمة في اصلاح المنارات ونقض المنارة الشرقية الهائلة التي اعجزت البنائين واهل الصناعات ان يضعوا ايديهم فيها لما هي عليهمن البناء الهائل المتداعي للسقوط.
وطلبت طائفة البنائين من النصارى أموالا عظيمة على نقضها وان يجعلوا لذلك السقايل الهائلة من الاخشاب حولها لاجل النقض. فأمر الوزير بقطع الاخشاب ونقلها للجامع فقطع شيء كثير من الغيضة الشهيرة الكائنة بالوادي بدمشق ومن غيرها ونقل الى الجامع حتى امتلأ خشبت. واجتمع جميع نشاري دمشق لنشره قطعا ضخاما كل قطعة سمكها مقدار ثلث ذراع او ربع ذراع وشرع البناؤن في عمل السقايل لاجل النقض حول المنارة الزبورة. واستعظم طائفة البنائين من النصارى نقضها فانتدب رجل من طائفة النجارين المسلمين لنقضها من غير سقالة وطلع الى رأس المنارة الى ان انتهى لى هلالها ولم ينزع من ثيابه شيئا بل خرج بقاووقه وشخشيره واخرج معه مطرقة وازميلا حديدا صغير وصار يقلع بهما الاحجار ويلقيها الى الاسفل والناس ينظرون اليه من صحن الجامع ونقض في ذلك الوقت حصة من المنارة وكانت اعلى مما هي عليه الان بخمسة وثلاثين ذراعا واغلظ بمقدار خمسة اذرع وهلالها فوق شاش من الحجر الكبير. وبذل الوزير للبخار وكان حاضرا لما صعد المنارة جائزة ووعده اذا تم العمل ان يقابله بالجوائز السنية.
و أخذ البناؤن في تهيئة اسباب البناء من عمل الدواليب وحفر الأسس.
ولما عرض كافل دمشق الى الابواب العالية السلطانية بقسطنطينية المحمية حال الجامع الشريف الاموي المزبور وقلعة دمشق وما اصابها من الانهدام وسألوا الدولة في تعميرها وكان صاحب التخت العثماني السلطان مصطفى..
أصدر الامر منه بتعميرها وارسل امينا على العمارة المزبورة أحد البوابين بالابواب العالية مصطفى بن محمد الشهير باسبانخجي فلما وصل الى دمشق بالاوامر والاموال نزل كافل دمشق الوزير عبد الله باشاالى الجامع ومعه قاضي قضاتها ومفتي الحمفية بدمشق ومتولي اوقاف الجامع محمد مرادي النقشبندي وبقية اعيان دمشق من العلماء وكشفوا عما يحتاج اليه الجامع المزبور وجمعوا المعمرين والمهندسين وارباب الصنائع من كل حرفة تتعلق بالتعمير. فامرهم المتولي على العمارة ان يشرعوا في اعادة ما انهدم ومرمته. انتهى..
دمشق محمد فهمي الغزي
من نهفات بعض المؤسسات الكارهة للسوريين
بمناسبة 8 مارس يوم المرأة العالمي.. الاستثمار في النظام الذكوري
الحقيقة حول اختلاف يوم عيد الفصح
دور حلب الريادي في الطباعة والنشر وبدء عصر النهضة الفكرية في القرن السابع عشر
نصوص اللعنات الفرعونية وتاريخ سوريا وفلسطين
الصفصافة مدينة معرفة؛ حلمُ، هل يتحقق؟!
تطور الخط الآرامي الى النبطي ثم نشأة الخط العربي منه في الأنبار
الأب يوحنا الشيفتشي الذي فك رموز حجر رشيد
بمناسبة يوم ذكرى اهتداء بولس الرسول بدمشق
التكييف والتبريد في الحضارة الإسلامية (الملاقف) حلول بيئية مبتكرة سبقت عصرها
الكتابات والوثائق الآراميّة
المشتى تهاجر! (موضوع للمناقشة والتفاعل)
المانوية (ديانة أهل بابل قبل الاسلام وهم من أطلق عليهم المسلمون اسم الزنادقة الذين عرفوا في العصر العباسي)
طقوس أعياد الميلاد ورأس السنة في الساحل السوري
قصة تؤكد إن المناذرة بالعراق آراميون (نبط مستعربون)