النفق 25.. من مآسي سجن تدمر والمحاكم الميدانية
2025.08.18
تقديم: خالد محمد جزماتي
بكل سرور قرأت مقال الدكتور محمد سالم عتال "النفق 25" نزيل معتقل تدمر سيء الذكر، وفيه يحكي حكايات قد لا تصدقها منظمات حقوق الانسان الدولية، أما المحلية فقد يأخذها العجب وربما تتظاهر بذلك، لأننا نحن نزلاء معتقل تدمر كنا قد رصدنا ردود الفعل عند تلك المنظمات، وخصوصا أننا نشعر بالقوى الخفية العالمية التي رعت الأسد المتوحش الأب ومن بعده الولد الفلتان طوال أربعة وخمسين عاما، وفيها فعلوا بشعبهم وبسكان الاقليم مالم يفعله أي حاكم مجرم في التاريخ: قــديمه وحــديثه.....
وقبل أن أختم مشاركتي ببعض ما حدث في السجن لأقول: في عام 1982 قام مدير السجن فيصل غانم بجولات محدودة على بعض المهاجع، وخطب في إحداها خطبة قومية، ثم أعطى المجال لأي سؤال، فقام أحد السجناء النشامى لينطق باقتراح حيّر المجرم... والاقتراح كان أن تقوم وزارة الدفاع بتأهيل السجناء جميعا حسب مؤهلات كل واحد منهم ثم زجهم في الخطوط الأولى مع العدو الصهيوني، وذلك أفضل من بقائهم في السجون ودفع الدولة تكاليف باهظة نتيجة ذلك... فتفاجأ المجرم من هكذا اقتراح ومن هذه الجرأة بالرغم من طول تعذيب وسوء معاملة، فسكت المجرم فيصل غانم "وهو فأر عند الحقيقة" وأطرق برأسه قليلا ثم أجاب بكل صلف: "القيادة الحكيمة هي وحدها تعرف المكان المناسب لكل فرد من أفراد الشغب.. وقد ارتأت أن أفضل مكان لكم هو هذا السجن"... ونهض سجين آخر وخاطبه قائلاً: "تلقيت حكماً بالبراءة منذ أكثر من عام، ومازلت بين المحكومين بأحكام مختلفة، أي أنني بريء فلماذا لا يخلى سبيلي؟"، فأطرق المدير رأسه ثوان معدودة ثم أجاب: "أنت بريء وسيفرج عنك ولو بعد مئة عام...."! ..لعنة الله على آل الأسد.
*****
* محطات من قطار الرعب التدمري:
* المحاكم الميدانية العسكرية:
د. محمد سالم عتال
في يوم تدمري خريفي من أواخر عام ١٩٨٩، و بعد أن انتهت مراسم حفلة الإعدام الصباحية المخصصة لذلك اليوم، بدأت تُتلى علينا قوائم المحكمة، وكان اسمي هذه المرة، من بين أسماء الذين سيعرضون على المحكمة، بعد خمس سنوات من التوقيف العرفي في سجن من أسوأ سجون الكون. حضّرت نفسي سريعاً، ولبستُ كل أملك من ملابس لأحمي بها ظهري من لسع السياط التي يتسلى بها السجانون عادة، ونحن ننتظر دورنا قبل الدخول إلى تلك المحكمة الهزلية.
جمعونا على جدران باحة الذاتية والباحة الأولى، وأجلسونا بوضعية القرفصاء على ركبتينا وساقي أرجلنا فوق الأرض الإسمنتية المفروشة بالحصى الدقيقة الجارحة، ووجهونا تتجه نحو الجدار، ورؤوسنا مطأطئة للأسفل وأيدينا تتشابك خلف ظهرونا لساعات طويلة، حتى تخدرت أرجلنا، وتخشبت ظهورنا، وتقوست رقابنا، فأي حركة منا، مرصودة من كلاب الحراسة المنتشرين من حولنا، وهي تعني المزيد من الجلد، والرفس، والتعذيب الوحشي...
كنا نستغل فترة جلد السياط التي تتناوب على أجسادنا تترى، لكي نتحرك قليلاً، ونحرك أقدامنا، لنسمح لدمائنا المحتقنة أن تسري داخل عروقها المختنقة من ثقل أجسامنا الملقاة عليها أثناء الجلوس الطويل، أما حصى الاسمنت التي تفرش الباحة فقد انغرست في أقدامنا وأدمتها، لكن طول الوقت كان كفيلاً بتخديرها ولم نعد نشعر بألمها المبرّح الذي كنا نعانيه منذ لحظة جلوسنا..
كنا نسمع أصوات القضاة العسكريين ومعاونيهم وهم يضحكون ويتمازحون ويستهزئون بنا من داخل غرفة الذاتية..
كنا ندعو الله أن تنتهي هذه المهزلة في أقرب وقت، ونعود إلى مهاجعنا سالمين، فنمدد أرجلنا ونحرك أجسادنا ونجدد الدماء في عروقنا، فالمحكمة هزلية، ولا تقدم في الأمر شيئاً ولا تؤخر، وكثير ممن كانوا معنا وأحكامهم براءة، وقد مرت عليهم السنون والعقود، ولا يدرون هل سيخرجون من هذه المقتلة المزمنة، أم أنهم سيقضون كما قضى الكثير ممن سبقوهم إلى المقابر الجماعية في وادي العويضة المجاور.
كانت الدقائق تمر علينا كئيبة وبطيئة وكأنها ساعات، بينما القضاة والسجانون يلهون ويمزحون ويستهزئون، وعندما جاء دوري أخيراً وقرأوا اسمي، أسرعت بالانتصاب واقفاً كما طُلب مني، لكنني سقطت من طولي على الأرض كجثة هامدة، فأقدامي مخدرة، وكأنها قد أصابها شلل تام، فانهالت السياط عليّ من كل جانب وصوب، والسجانون يصرخون بي:
-قم يا كر، قم يا حمار، قم يا...
استجمعت قوايّ من جديد، وحاولت الوقوف ثانية، وبصعوبة وتحت لسع السياط المؤلمة، استطعت الوقوف، بعد أن عادت بعض الدماء تجري في عروق أقدامي المشلولة، سرتُ خلف العسكري، الذي كان يسوقني نحو غرفة الذاتية، وصرخ بي عندما وصلت لباب الذاتية: -ادخل يا حمار.
وودعني بسوط ثقيل حامٍ سقط على رأسي كجلمود صخر، فشعرت وكأنه قد فج جمجمتي لشطرين، فتعثرت بعتبة الغرفة، وطحت على وجهي، فضحك القضاة والسجانون وهم يصرخون بي:
- وقف، وقف ولاك..
وقفت أمام القاضي و مرافقَيه، و مازالت الغرفة تدور بي من شدة الضربة، مطاطىء الرأس و حاني الظهر، كما اعتدت على هذه الحال منذ خمس سنين خلت، فصرخ القاضي بي:
-ارفع راسك،
لم أسمع هذه الكلمة منذ خمس سنين،
عدّلت وقفتي قليلا و رفعت رأسي نحو خمس درجات فقط، فصرخ القاضي بي:
-وقف منيح وارفع راسك..
رفعت رأسي ثانية، وقع نظري بنظر القاضي، خفت منه، وأغمضت عينيّ.
صرخ بي:
- افتح عينيك يا كر..
فتحت عيني، فرأيت وجهاً أصفر قبيحاً اجتمع فيه لؤم الخبثاء، وحقد الأعداء، وما في الكون من الشؤم والضغناء.
وبعد أن نفث دخان سيجارته نحوي باستهتار قال لي:
- هنت محمد سالم بن أحمد عتال، والدته مسيلة، مواليد حماة ٦١
أجبت: نعم.
- هنت طالب طب بشري جامعة دمشق سنة خامسة
أجبت: نعم.
- هنت كنت تحضر دروس دين عند الشيخ موفق لطفي
أجبت: نعم.
- وما عرض عليك التنظيم ولاك؟!
أجبت: لا.
- ولا... كر، هنت طالب طب سنة خامسة، يعني مجتهد و فهمان، محتاج واحد حمار خريج شريعة يعطيك دروس.
أجبته: -كنت صف عاشر وقتها.
فوجّه حديثه للكاتب الذي يجلس بجواره على يمين الطاولة قائلاً:
-اكتب، ليس له علاقة بأي تنظيم من التنظيمات الإسلامية، لكنه حضر دروساً دينية عند المدعو موفق بن منير لطفي.
وصرخ بي:
- انقلع لبرا.
وهكذا وخلال أقل من خمس دقائق، انتهت المحاكمة التاريخية المثيرة، لشاب يافع ذنبه أنه حضر دروس قرآن عندما كان في الصف الأول الثانوي، عام ١٩٧٦، فاعتقل من أجلها عام ١٩٨٤، و عاش ويلات التحقيق وعذابات السجن الأصعب في القرن العشرين، ثم ليستدعى إلى المحكمة الميدانية الهزلية نهاية عام ١٩٨٩، ثم ليعود إلى السجن ثانية، وهو لا يدري ما حكمه وهل سيخرج منه ومتى، أم سيقضي فيه مع الآلاف الذين ابتلعهم غول صحراء تدمر..
وودعني السجان الواقف على باب المحكمة، ببعض السياط، وهو يأمرني أن أعود لوضعية الذل المهينة، وأطأطىء رأسي وأحني ظهري، وأجلس في الجهة المقابلة مع رفاقي الذين أنهوا جلسة المحاكمة العتيدة!..
وبقينا على هذه الحال، حوالي خمس ساعات، حتى انتهوا من محاكمة الجميع، وأخيراً جاء الفرج، عندما صرخ السجان فينا:
- يلي من الباحة الأولى يوقف ولا.. ويلحقني.
وهنا لعب الحظ معي، وكنا نحن نزلاء الباحة الأولى الأقرب للذاتية أول العائدين بسلامة إلى مهاجعهنا.
وهكذا انتهت جلسة المحاكمة الهزلية التي كنا نخاف من فصولها أكثر من أحكامها.
فالأحكام معدة مسبقة، في فروع المخابرات ومنذ اللحظة الأولى لتوقيفنا، والمحكمة مجرد تمثيلية هزيلة لا طعم لها ولا لون ولا رائحة، إلا لون الموت، وطعم الذل والهوان ورائحة الحقد والخذلان.
أنشئت المحكمة الميدانية العسكرية في سورية، بالمرسوم التشريعي رقم /١٠٩/ لعام ١٩٦٧ م، لتختص بالجرائم المرتكبة أثناء الحرب.
أضاف حافظ الأسد إلى تخصصها أربع كلمات فقط: "أو عند حدوث اضطرابات داخلية" بالمرسوم التشريعي رقم /٣٢/ لعام 1980، وهكذا أصبحت تشمل المدنيين أيضاً.
أما المحكمة الميدانية لسجن تدمر، فكان يرأسها شكلاً (أو قل على الورق) اللواء حسن القعقاع من مدينة اللاذقية، أما في الحقيقة، فكان القعقاع مجرد واجهة سنية لتوقيع الأحكام قبل إرسالها لوزير الدفاع المزمن العماد مصطفى طلاس الذي سيوقعها نيابة عن القائد العام للجيش والقوات المسلحة رئيس الجمهورية.
والذي تبجح في إحدى لقاءاته مع صحيفة دير شبيغل الألمانية في شباط ٢٠٠٥م، بأنه كان يوقع أسبوعياً حوالي مائة و خمسين إلى مائتين حكماً بالإعدام على معارضين للنظام، في ثمانينات القرن الماضي.
أما عزرائيل تدمر، كما كان لقبه بيننا نحن السجناء التدمريون، فهو الرائد الحاقد النصيري سليمان الخطيب.
ولد سليمان الخطيب في قرية ظربليط قضاء دريكيش التابعة لمحافظة طرطوس، كان قبيح الشكل، أصفر الوجه، قصير القامة، لئيم النظرات، بشارب أبيض يتدلى فوق فمه على جانبي شفتيه كشاربي جرذ عجوز.
كان خنزيراً برياً بزي إنسان قبيح، بل بزي قاضي طائفي بعثي حاقد.
لم يصدق عقله المريض، أنه أصبح الآمر الناهي، بخيرة شباب سوريا، من الطلبة والأطباء، والمهندسين والمدرسين والمحامين، والعلماء والمفكرين، فبدأ ينفذ حقده الطائفي، وغلّه الدفين عليهم، فكان يحكم على أكثرهم بالإعدام، ولا حرج لديه أن يطعّم بعض أحكامه العشوائية بالمؤبد أو بالعشرين أو بالخمس عشرة عاماً في بعض الحالات.
ومع كل سجين من سجناء تدمر عرض على هذا القاضي اللعين، كان له معه قصة تؤكد حقده وغله الدفين.
ولعل أشهر تلك القصص، قصته مع الطبيب البيطري الحمصي "دري حجار".
عندما دخل عليه دري في المحكمة عرفه فوراً، فأصفر وأخضر واستنفر وقال له بلهجته الساحلية:
- هنت كنت طبيب بيطري بالوحدة البيطرية بدريكيش.
- نعم سيدي
- بتذكر لما جيت مع أمي وبقرتنا لعندك مشان تعالجها.
- لاء.. سيدي
- بتعرف أنو البقرة ماتت من بهمك.
- لاء سيدي
- روح والله لأعدمك مكان البقرة يلي قتلتها.
لم يصدق الحجار كلام الخطيب، وظن أنه يمزح معه، لكن أمثال الخطيب لا يمزحون، وفعلاً، بعد المحكمة بفترة ليست بالطويلة، كان اسم دري الحجار مع قوائم الإعدام. ليعدم بذنب نفوق بقرة أم سليمان الخطيب.
أما قصته مع الفتى الحلبي "محمد برو"، كما رواها في روايته
"ناج من المقصلة" فتدل على مدى أسبقية هذا المجرم السفاح الذي سبق كل سفاحين الأسد الطائفيين الذين تسلطوا علينا على مدى عقود..
فمن منا لا يعرف غازي كنعان رئيس المخابرات العسكرية في المنطقة الوسطى في نهاية السبعينات وما تلاها من سنين الثمانينات من القرن الماضي، والذي استلم بعدها ملف لبنان، فكان الآمر الناهي هناك، ثم أصبح وزيراً للداخلية، في عهد بشار الأسد، والذي انتحر كما أُعلن رسمياً، أو نُحر حقيقةً بعدة رصاصات في رأسه، ليدفن مع ملفاته الأجرامية الثقال، وعلى رأسها جريمة إغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري..
فقد كانت القبضة الأمنية الوحشية التي استخدمها غازي كنعان في محافظة حمص شديدة جداً، لدرجة أنه لم يوفر من رواد المساجد لا شيخاً ولا طفلاً، عداك عن الشباب المتدين المثقف.
لهذا السبب كان أكثر أعداد الموقوفين في بداية أحداث نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، من أهل حمص الطيبين، ولعل أصدق مثال على ذلك، نسبة أعداد الحماصنة العالية في مجزرة حزيران ١٩٨٠م، التي نفذتها سرايا الدفاع بقيادة رفعت الأسد بعد محاولة اغتيال حافظ الأسد والتي راح ضحيتها نحو ألف سجين هم كل سجناء تدمر الإسلاميين في ذلك الوقت، وكانت نسبة ضحايا كنعان هي الأعلى بين الشهداء المغدورين.
لكن الحادثة التالية التي رواها الأخ محمد برو والذي جرت محاكمته من قبل المجرم الخطيب مع بعض سجناء تدمر داخل فرع المخابرات العسكرية في حمص "حيث كانت تجرى المحاكمات الميدانية في البداية، قبل نقلها إلى سجن تدمر"، تثبت مدى تقدم الخطيب وأسبقيته في الحقد والإجرام على من سواه من المجرمين الطائفيين، وربما لهذا السبب تم تعينه في هذا الموقع الحساس، الذي تسبب في استشهاد عشرات الآلاف من خيرة الشباب السوريين.
يقول الأخ محمد برو في روايته "ناج من المقصلة" عن محاكمته التي جرت مع بعض الأخوة في فرع حمص: لقد تعامل غازي كنعان مع جزار تدمر بازدراء، حيث منحه غرفة صغيرة، بأثاث رث، من غرف التحقيق في فرع الأمن العسكري.
وعندما اطّلع كنعان على حكم الإعدام الذي أصدره الخطيب بحقي خاطبه بلهجته التي يفهمها:
- ابن القحبة، هذا لا يُعدم، لم يبلغ الثامنة عشر بعد.
قالها كنعان للخطيب، وهو يجر الطفل برو من أذنه...
فخاطبني الخطيب: حدث، لساك حدث، سوّد الله وجهك، خففنا الحكم لعشر سنوات، انقلع.
وليخرج الطفل برو بشفاعة المجرم كنعان بعد ثلاثة عشر عاماً قضاها في المعتقل، و لينجو بقدرة قادر من مقصلة السفاح الخطيب.
وقصص السفاح الخطيب، وتسليه وتشفيه بمساجين تدمر لا تعد و لا تحصى، فلكل سجين منا له معه قصة وحكاية تروى، وأذكر هنا قصة الأخ الحمصي الآخر "مروان عرنوس"، الذي وهبه الله عيوناً زرقاء فسفورية، ولم تكن تهمته سوى حضور دروس دينية عند الشيخ عبد الودود يوسف، فعندما دخل على الخطيب، لمعت عيناه الفوسفوريتان في وجه الخطيب المظلم، فقال له: روح مشان هالعيون الزرق، حكمتك مؤبد.
فعندما تم فرز بعض المهاجع حسب الأحكام، ودخل عرنوس إلى مهجع المؤبدات، بدأ ينظر في عيون أخوانه في المهجع و هو يقول:
- ليش حكمكم مؤبد، وعيونكم مو زرق...
وعندما دخل الأخ بشار عبد الغني حداد إلى المحكمة، وعرفه أحد معاوني الخطيب، وهو صف الضابط عيسى يونس من جبله وكان جاراً لبشار، ويبدو أن حكم الخطيب عليه كان أقل من الإعدام. فقال يونس للخطيب: سيدي، مشان بالإيام يطلع ويقابلي بره، هذا جاري بجبلة.
فقال له الخطيب: تكرم، روح وهي إعدام.
وبالفعل أعدم الشهيد بشار عبد الغني بتهمة جار الوطن عيسى يونس.
هكذا تسلى هذا المجرم الطائفي وفريقه بجيل كامل من شباب سوريا.
وكان من أعضاء المحكمة الميدانية في تدمر إضافة لمن ذكر سابقاً، كل من:
- عصام القاضي وجودت حبيب وعبد الله البرق.
أما عزرائيل تدمر سليمان الخطيب فقد توفي بعد صراع مرير مع المرض بأزمة قلبية في بلدته دريكيش، و دفن في قريته ظربليط، عام ٢٠١٤م، وعندما قرأتُ نعوة وفاته التي نشرها أهله عن عمر ثلاث و سبعين عاماً، قضاها في التقوى والصلاح وفعل الخير، عرفت معنى هذه الأفعال عند هؤلاء القتلة المجرمين وهي القتل و الإجرام وتفريغ الشحنات الطائفية الحاقدة...
فإلى جهنم وبئس المصير.
وعند الله تجتمع الخصوم،،،