كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

علي سليمان يونس: في بعض جرائم الأخوان ومحاولتهم الانقلابية

قبل ان يغادرنا إلى رحمة الله تعالى منذ عدة سنوات, رجوت زميلي ان يحدثنا عن ذكرياته ففيها المتعة والفائدة, شكرني على هذا الإطراء وقال:
في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي ونتيجة لانتصارات حرب تشرين, وما تبعها من مخططات الكيان الصهيوني للانتقام, ومحاولة قبرصة لبنان, وخيانة السادات, واستيلاء صدام على الحكم في العراق, مرت سورية بفترات عصيبة وتهديدات ومخاطر داخلية وخارجية كبيرة. ولكن المخاطر الداخلية المدعومة خارجيا كانت هي الأشد. حيث تآمر الجميع على زعزعة الاستقرار, وخاصة تنظيم خوّان المسلمين وطليعته المقاتلة. ففي تلك الفترة تصاعدت الاغتيالات الشحصية والتفجيرات بشكل كبير, كان ذلك قبل أحداث حماة شباط عام 1982م, فعلى سبيل الذكر لا الحصر ارتكب خوّان المسلمين الجرائم التالية:
1-اغتيال المقدم محمد غرة رئيس فرع امن الدولة في حماة .
2-اغتيال الدكتور محمد الفاضل عميد كلية الحقوق في جامعة دمشق.
3- اغتيال الباحث والدكتور محمود شحادة خليل: ثالث طبيب جراحة عصبية في العالم أجمع - أستاذ في كلية الطب البشري.
4- اغتيال المناضل درويش الزوني عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية - عضو المكتب السياسي لحزب الوحدويين الاشتراكيين.
5- اغتيال الأستاذ نزيه الجمالي رئيس فرع نقابة المحامين في دمشق.
6- اغتيال العميد الركن عبد الكريم رزوق من سلاح الصواريخ.
7-اغتيال العقيد أحمد خليل مدير شؤون الشرطة في وزارة الداخلية
8- اغتيال الدكتور إبراهيم نعامة (مدير مشفى المجتهد).
9- اغتيال الشيخ محمد الخطيب (أمام الجامع الأموي).
10- اغتيال الشيخ محمد الشامي (حلب ).
11- اغتيال الشيخ محمد عدنان اللاذقاني.
12- اغتيال الدكتور يوسف الصايغ (أستاذ كلية الطب البشري جامعة دمشق).
13- اغتيال الصحفي محمد الحوراني.
14- اغتيال الشيخ محمد أديب زكور أثناء تأدية الصلاة.
15- اغتيال الشيخ محمد هشام عقيلي أثناء تأدية الصلاة:- -
16 –اغتيال الشيخ يوسف صارم إمام وخطيب جامع الإمام الصادق ع في مدينة اللاذقية..
17- اغتيال الدكتور علي العلي جامعة حلب.
وغيرهم الكثير... أما التفجيرات فتحتاج إلى جلسة أخرى..
ولكن حدثت أمور ثلاتة كانت الاخطر وهي :
1- تعرض القائد الخالد الأسد الحافظ (امطر الله عليه شآبيب رحمته) لمحاولة اغتيال حقيقية..
2- التنظيم العسكري(الخونجي) الذي خطط لقلب نظام الحكم بالقوة العسكرية, وباشتراك الطيران الحربي..
3- الوعكة الصحية التي تعرض لها الاسد الحافظ, والازمة الداخلية الناشئة عنها.

قلت له ليتك تحدثني عن هذه الاحداث وغيرها بالتفصيل. تنفس الصعداء, وقال: توكل على الله..
*******

قاطعت زميلنا المرحوم وسألته: كيف تم كشف محاولة الانقلاب؟ ومن كان يقود التنظيم العسكري؟ وكيف تم اعتقال زعيم وأعضاء التنظيم؟ وما كان مخططهم؟ تنفس الصعداء وقال: (بداية إن خوّان المسلمين خطر دائم سابقا وحاليا ومستقبلا إذا لم يتم اجتثاث فكرهم من كل العالم).... كان عدد الضباط الانقلابيين بضعة عشرات اعرف معظمهم شخصيا.. منهم مجموعة من الطيارين الحربيين, الذين استطاعت عصابة الإخوان المسلمين تجنيدهم لصالحها, كان خطة الانقلابيين قصف المراكز الحساسة في قيادة الجيش والدولة, والقوات الموالية للدولة, بالطيران وكافة أنواع الأسلحة الثقيلة التي كانت تحت سيطرتهم... ولكن العين الساهرة على امن القوات المسلحة والوطن, كانت تراقب تحركات المجموعة, وتمكنت من تجنيد أكثر من مصدر موثوق ضمن صفوفهم, كان يضع جهاز الأمن المختص بكل نشاطاتهم. وكان مقررا القيام بمحاولة الانقلاب في الايام الاخيرة من كانون اول عام 1981م, قبل صدور نشرة الترفيعات والتنقلات في الجيش. على ان يتزامن عملهم مع تمرد في بعض المدن السورية ينفذه الجناح المدني لخوّان المسلمين. وقبل تنفيذ المتآمرين لمخططهم ألقت احدى سلطات الأمن, القبض على المجرم الاخونجي المهندس (خالد الشامي) الذي كان صلة الوصل بين التنظيمين العسكري والمدني, وقد كشف أسماء المتآمرين وصلتهم بدول الجوار. (لاحقا بتاريخ 3/5/1982 م اجرى التلفزيون العربي السوري مقابلة معه).
وبعد ان تم كشف التنظيم.. اتُخذ القرار بتوقيف جميع أعضاء التنظيم العسكري بوقت واحد..
سألت زميلنا: وأنت ماذا كانت مهمتك؟. قال: كانت مهمتي اعتقال زعيم التنظيم العسكري, ففي الساعة الثامنة صباح ذلك اليوم استدعاني (المعلم الذي كان يملك حاسة سادسة...) إلى مكتبه, وخاطبني قائلا: هل تعرف العميد (ت... ل)؟ (ملاحظة: كانت الدولة قد أوفدته إلى باكستان لاتباع دورة ركن فرد الجميل لدولته بالتآمر عليها, مثله كمثل الذي يزني بأمه).. قلت: نعم أعرفه عز المعرفة. قال: {انت مكلف باعتقاله من مكتبه بهدوء وبدون أي ضجة, (وبدأ يصف لي المكتب ومحتوياته وكأنه يراه أمامه). وأضاف: انتبه انه خطير جدا, يضع مسدسه دائما في درج مكتبه العلوي الأيمن, ويبقي الدرج مفتوحا نصف فتحة لسهولة استخدام المسدس الملقم عند شعوره بأي خطر}. قلت لسيادته: لا تهتم مسافة الطريق ذهابا وإيابا ويكون عند سيادتك. حييته وغادرت.. لدى وصولي أمام مكتب العميد كان الباب مقفلا, وأصر مراسله ان أخبره عن اسمي أولا قبل ان يسمح لي بالدخول, فأعطيته اسم ضابط غير اسمي للضرورة... وما ان أدار المفتاح وفتح الباب ربع فتحة, وقبل ان ينطق باسمي المستعار, دفعت الباب بقوة وأصبحت داخل المكتب. أخذت العميد الدهشة وفوجئ تماما ,حييته فنهض عن كرسييه, مددت يدي مباشرة لأسلم عليه كي أفوّت عليه فرصة التقاط المسدس, وبدلا من التسليم عليه, مددت يدي مباشرة إلى مسدسه في الدرج وتناولته قائلا: (مسدسك حلو أعجبني سأحتفظ به ذكرى منك, وسأهديك مسدساً أحدث منه). ارتبك وقال لي: (أنه ملقم اعطني إياه حتى أعمل حركة أمان, وانزع الطلقة من حجرة الانفجار وسأعيده إليك). قلت له: سيادة العميد: روح قلبي يكون السلاح ملقم.. تفضل معي. قال: (شو الموضوع؟ لنضيّفك فنجان قهوة). قلت له: (قهوتنا أطيب).. أفهمته انه موقوف, وأن عليه ان يمشي أمامي, وأي حركة, سأفرغ مسدسه برأسه, سرت خلفه على بعد متر, وأوصلته إلى مكتب (المعلم), حيث كانت تنتظره دورية برئاسة العميد (أ...ص) أمام مكتب المعلم أخذته إلى السجن....
أما بقية المتآمرين فكانت قد تحركت عدة دوريات لاعتقالهم بتوقيت واحد.. وبكشف هذا التنظيم واعتقال اعضائه تم تجنيب الوطن خطر مؤكد. علما انه تم إحالة الضباط المتآمرين أمام المحكمة الميدانية, وصدر الحكم عليهم بالإعدام, ولكن الأسد الحافظ بقلبه الكبير, بعد توقيفهم لعدة سنوات, وإعلان ندمهم وتوبتهم, أمر بإخلاء سبيلهم.
قلت لزميلي: لقد أتعبناك اليوم.
الإنتخابات الرئاسية الأمريكية.. والطفل المدلل إسرائيل
في عقل العدو (3).. الأمريكيون لا ينتخبون سياستهم الخارجية
في عقل العدو (1 و2).. أنظر لعدوك بعين نفسه
الرئيس حافظ الأسد وحرب تشرين
اغتيال الشهيد السید حسن نصر الله واختراق السیادة اللبنانية من وجهة القانون الدولي
صناعة الإرهاب هي مهنة أمريكية بامتياز
بعدَ فلسطينَ ولبنانَ هل ستتوسّعُ (خرائطُ) نتنياهو العدوانيّةُ على سورية؟
وجهة نظر عن سبب نجاح عدد غير مسبوق من حزب جبهة العمل الإسلامي في الانتخابات البرلمانية في الأردن
كأنّ الغرب الأوربي الأمريكي بصدد فرض طبعة جديدة مزيدة ومنقحة من مؤامرة "الربيع العربي"؟
محاولات لتدبير انقلاب في أنغولا.. هذه هي الرواية كاملة
حوار في الجيوبوليتيك.. مقاربات كمال خلف الطويل
حوار المناضل والكاتب السياسي عدنان بدر حلو مع مجلة الهدف
الفلسطينيون والخلل في نهج المقاومة وفي المفاوضات
لماذا حدثت انقلابات خمسينات القرن الماضي؟
دراسة لصلاح جديد حول مشروع الوحدة المقترحة بين العراق وسورية 1979