كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الأديب المتميز عبد الرزاق حيدر

جاك حبور- فينكس

 ولد في قرية "أبو قبيس" بين ثنايا الجبال الساحلية، والده الشيخ حيدر أحمد حيدر له قبة وبجانبها مشفى الشهيد صالح عبد الهادي حيدر في حرف الأرز قرب أبو قبيس منطقة سلحب.. أما بقية الجدود فمدافنهم في قرية الحصنان. أخوته العلامة الجليل عبد الهادي حيدر، الشيخ عبد اللطيف حيدر، الشيخ عبد الوهاب حيدر، الشيخ عبد الخالق حيدر.
نشأ في أسرة دينية عريقة تحرص على تعليم أبنائها وتستقبل أهل العلم من كل حدب وصوب، وكان في مقدمتهم العلامة سليمان الأحمد عضو المجمع العلمي العربي في دمشق، وهو صديق الشيخ حيدر أحمد حيدر، وكان يزوره باستمرار وتمتد زيارته لأسبوع وأحيانا لأسبوعين.
ونظراً لعدم وجود مدارس في الريف، فقد كانت المعارف مقتصرة على دراسة القرآن الكريم و نهج البلاغه و الأدب العربي التي تلقاها الأديب الراحل من أبيه وأقاربه.
اجتهد كثيرا في تثقيف نفسه حتى تملك ناصية اللغة العربية. وكانت مكتبته في مدينة مصياف تحوي مئات الكتب الأدبية التي حفظ قسماً كبيراً منها عن ظهر قلب وهذا معروف عنه في بلدته.
كان رحمه الله حاد الذكاء ذا ذاكرة فولاذية، مرهف الحس لطيف المعشر، صاحب فكاهة وانعكس هذا في تراثه الأدبي الذي نشر بعضه وبعضه الآخر لم ينشر.
عُين عام ١٩٤٤ مدرساً في منطقة الغاب، فساهم مع أقرانه في نشر العلم في أرجاء المنطقة التي عانت ماعانته من الجهل والحرمان.
انتقل مع أسرته إلى مدينة مصياف عام ١٩٥٤م. واستمر بالعمل مدرساً في مدرستها الابتدائيه الوحيدة آنذاك. وفي آواخر خدمته نقل إلى ثانوية زكي الاأسوزي أمينا للمكتبة. وكان يحفز الطلاب على استعارة الكتب والارتقاء بمعارفهم.
في مصياف، ونظراً لمكانة عائلته، استطاع نسج علاقات اجتماعية واسعة جداً، وكانت دارته الكبيرة في شارع الوراقة مقصداً للكثيرين. يأتيها أبسط الناس وافقرهم، منذ الصباح الباكر طلبا للمساعدة، وكان منخازاً لهم على حساب راحته. كما يأتيها أيضا كبار رجال البلد وأهل العلم وموظفو الدولة.
كان مناصرا لقضية فلسطين مثله مثل بقية أفراد أسرته التي قدمت الشهيد محسن عبد الوهاب حيدر شهيداً في منظمة الصاعقة عام ١٩٧٠ أثناء عملية انغماسية.
التقى بالرئيس الراحل ياسر عرفات بعد قصف معسكرات فتح في مطلع السبعينات.
كان يتكبد عناء السفر الى دمشق للقاء القامات الفكرية والسياسية، ومنهم الراحل زكي الأرسوزي الذي كان يحجز طاولة لهما دائماً في مقهى الهافانا الشهير.
اشتهر الأديب الراحل بعلمانيته وابتعاده عن التعصب بكافة أشكاله. اشتهر بانصافه للمرأة، وكان له دور هام في قضية وجوب توريث المرأة وعدم منعها من المهر.
حازت بناته الثلاث اجازات جامعية وأصبحت الكبيرة منهن قاضي مشهورة ومن أوائل من نالت رتبة قاض في سوريا. توفي عام ٢٠٠٠ م ودفن في أرضه في قرية الصقلية قرب سلحب بناء على وصيته.
يقول عنه الأديب رضا رجب:
الوفا الخالد الى عبد الرزاق حيدر (مصياف):
بالأمس كنـت الحب يغمرنـي
واليـوم أنت النـور يهدينـي
عطرت بالأحـلام أغنيتـي
بروح و ريحـان ونسرين
لم ينفتـح شبــاك ذاكرتـي
إلا على ذكرى تنـاجينـي
توجت هـامي بالثنـاء
فـذا بعض الـذي قد كنت تعطيني
لاتسألوا تشرين عن نعم
آذار يدري صنع تشرين