كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

سليمان الحلبي

علي سليمان يونس- فينكس

في 14 حزيران عام/ 1800/ كان (كليبر) قائد الحملة الفرنسية على مصر، ومعه كبير المهندسين بالبستان الذي بداره في الأزبكية، تنكر سليمان الحلبي (تولد حلب البياضة عام 1777م) في هيئة شحاذ، ومد يده ليقبلها، فمد الآخر يده فقبض عليها وطعنه / 4 / طعنات متوالية، حين حاول كبير المهندسين الدفاع عن (كليبر) فطعنه أيضاً، ولكنه لم يمت وحين امتلأت الشوارع بالجنود اختبأ في حديقة مجاورة، إلى أن فتشوا عنه وأمسكوا به ومعه الخنجر الذي ارتكب به الحادث, والذي يحتفظ به الفرنسيون إلى يومنا هذا بأحد المتاحف الفرنسية. حققوا معه ومع من عرف أمره من المجاورين، وأصدر (مينو) في اليوم نفسه أمراً بتكليف محكمة عسكرية لمحاكمة قتلة (كليبر). فحكم عليهم حكماً مشدداً بالإعدام، وحكم عليه الفرنسيون: (بحرق يده اليمنى وبعده يتخوزق ويبقى على الخازوق لحين تأكل رمته الطيور). ونفذوا ذلك في مكان علني يسمى - تل العقارب بمصر القديمة - على أن يشهد سليمان إعدام رفاقه ممن عرفوا أمره ولم يبلغوا الفرنسيين بالمؤامرة، وقد واجه سليمان الحلبي المحكمة بكل شجاعة ولم يضعف رغم أسلوب الفرنسيين الهمجي في محاكمته وقتله.
قام الشعب السوري بجمع التوقيعات الشعبية لإرسالها إلى الحكومة الفرنسية مطالبين بعودة رفات سليمان الحلبي والتي حملتها القوات الفرنسية معها إلى باريس، ورفات سليمان الحلبي معروضة في متحف التاريخ الطبيعي بباريس وقد كتب تحت جمجمته كلمة مجرم.