كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

اللغوي أحمد الخوص.. جانب من قصة كفاحه

وليد اسعيد:

من يطلع على ما نشره الأستاذ الأديب محمد عزوز عن تجربة اللغوي والأديب أحمد الخوص وإنجازاته في ميدان تبسيط قواعد اللغة العربية.. يدرك حجم الجهود التي بذلها أحمد الخوص لانجاز هذا العمل...
أما إذا عرف قصة كفاحه في هذه الحياة والتحدي الكبير الذي قام به لتجاوز كل المعوقات التي وقفت في طريقه.. وفي مقدمتها وضعه الصحي ووضعه المادي... فلابد أن يرفع له القبعة تقديرا لقصة كفاحه.
فقد كان الصديق أحمد الخوص "الذي عرفته عن قرب في مجلة الثقافة" من بيئة متوسطة الحال وكان يعاني من ضعف ولادي في طرفه الأيسر... أثر حتى على قدرته على النطق... و انطلاقا من إرادة التحدي لهذه الظروف الاجتماعية والصحية.. انتقل من بلدته الزبداني إلى دمشق... منطقة المهاجرين وبدأ يتابع تحصيله العلمي بمساعدة رجال كان يفتخر بهم ويعترف بفضلهم حتى آخر لحظة من حياته... وكان في مقدمتهم اللواء علي حماد الذي دعمه في افتتاح مكتبة سندباد في حي المرابط وانطلق منها في بناء ما كان يطمح إليه.
قبل ذلك عمل الخوص خلال الصيف في بيع المثلجات بصندوق يحمل على الكتف كما كان شائعا في ذلك الوقت... وفي الشتاء كان يجول في الأحياء لبيع ما يساعده على تأمين قوته...
في هذه الظروف كان الخوص يلاحق طلاب المدارس ليتعرف منهم على الدروس التي يتلقونها في مدارسهم... وبعد استقراره في مكتبة سندباد بدأ اهتمامه باللغة العربية.. وعقد العزم على مواصلة الدراسة.. فحصل على الابتدائية والإعدادية والثانوية ودخل جامعة دمشق قسم اللغة العربية وآدابها وتخرج منها ليتابع دراسة الدبلوم والماجستير في جامعة دمشق وليقدم أطروحة الدكتوراه في أحدى الجامعات البولونية.
يتفاخر أحمد الخوص بتحديه للظروف القاسية الصحية والاجتماعية التي اعترضت طريقه... ويعترف بما لقيه من دعم بدءا باللواء علي حماد الذي رعاه وعينه مستخدما في الجمارك... و مرورا بالعماد مصطفى طلاس الذي ساعده في معالجة وضعه الصحي داخل سورية وخارجها... و ختاما بالأديب الاستاذ مدحة عكاش صاحب مجلة الثقافة الذي قدم له كل الدعم وبخاصة في ميدان اللغة العربية وقواعدها...