كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

تاريخ عمادة آل الأتاسي

باسل الأتاسي - مدينة برايتون - ولاية ميشيغان
جرت العادة منذ قرون أن يتولى عمادة السادة آل الأتاسي ذات الرجل الذي وُسّد الفتوى في مدينة حمص، المنصب الذي كان وراثيا في الأسرة منذ القرن العاشر الهجري، فالمفتي هو رئيس العلماء في المدينة ومرجعهم الأول، وكان في الوقت نفسه المفتي الأتاسي هو المدرس والإمام في مسجد آل الأطاسي المعروف بمسجد ومقام دحية الكلبي، والناظر على وقفه. إلا أن ثمة محطات نادرة في تاريخ الأسرة كان فيها عميدها والمفتي شخصين مختلفين، إما لكون كرسي الفتوى قد خرج لفترة يسيرة عنهم إلى سواهم، أو لأسباب أخرى، سأعرض لها هنا، كما أن ناظر وقف آل الاتاسي في بدايات القرن الرابع عشر الهجري صار يقوم بأعبائها أحد علماء الأسرة سوى المفتي.
أما عمداء الأسرة بالترتيب هم:وثيقة إضراب فيها شخصية من آل الأتاسي 1929
1) الشهاب أحمد شمس الدين الأول الأطاسي، أول مفت لحمص من عام 961-1004هـ (1553-1596م) تاريخ وفاته.
2) محمود أفندي ابن الشهاب أحمد الأطاسي، مفتي حمص في النصف الأول من القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي)
3) أحمد الثاني بن محمود أفندي الأتاسي، مفتي حمص بعد وفاة والده وحتى وفاته عام 1061هـ (1651م).
4) حسن أفندي بن محمود أفندي الأتاسي، مفتي حمص في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي).
5) محمد الأول ابن أحمد الثاني الأتاسي مفتي حمص من حوالي عام 1077هـ (1667م) أو قبله حتى وفاته عام 1110هـ (1698م)
6) علي أفندي الصغير ابن حسن أفندي الأتاسي، مفتي حمص من عام 1115هـ (1703م) حتى وفاته في النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي)
7) عبدالوهاب أفندي ابن علي الصغير الأتاسي مفتي حمص في أواخر النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي) وحتى العقد الأول من النصف الثاني من ذلك القرن
8) برهان الدين إبراهيم أفندي ابن علي الصغير الأتاسي، مفتي حمص من حوالي عام 1157هـ (1744م) أو قبله، وقد عزل عن فتوى حمص وخرج منها قبل عام 1181هـ (1768م) وصارت الفتوى في يدي السادة آل السباعي.
9) وبخروج السيد إبراهيم من حمص وتحول الفتوى عن آل الأتاسي صار عميدهم في ذلك الوقت السيد سليمان جلبي ابن عبدالله ابن باكير بن حسن الأتاسي، وتولى النظر على وقف السادة آل الأتاسي لأنه كان أرشدهم، وكانت الوثائق الشرعية تخاطبه بأوصاف تشريفية أكثر من سواه من آل الأتاسي، دلالة على علو شأنه بينهم منذ عام 1181هإ (1768م) وحتى وفاته عام 1185هـ (1775م).
10) ولما عادت الفتوى إلى آل الأتاسي صار عميدهم السيد عبدالستار أفندي ابن إبراهيم أفندي الأتاسي الذي أصبح مفتي حمص حوالي عام 1220هـ (1805م)، حتى وفاته عام 1245هـ (1829م).
11) ثم انتقل منصب الفتوى وعمادة السادة آل الأتاسي والنظر على وقفهم إلى ابنه السيد محمد سعيد أفندي ابن عبدالستار أفندي الأتاسي، حتى عُزل عن الفتوى عام 1270هـ (1852)، وتوفي عميد آل الأتاسي هذا عام 1276هـ (1860م).
12) انتقلت الفتوى وبعدهاب عمادة آل الأتاسي إلى أخيه السيد محمد أبو الفتح أفندي الثاني ابن عبدالستار الأتاسي حتى وفاته عام 1300هـ (1882م).
13) فانتقلت الفتوى ومعها عمادة الأسرة إلى السيد محمد خالد أفندي ابن محمد أبو الفتح الثاني الأتاسي الذي انتخب مفتيا لقضاء حمص وعميدا لآل الأتاسي منذ عام 1300(1882م) حتى عزل الفتوى عام 1312هـ (1894م) مع بعض الانقطاع في أثناء هذه الفترة. إلا أن السيد خالد الأتاسي ظل عميدا لآل الأتاسي حتى وفاته عام 1326هـ (1908م). و لما توفي رثاه ابن أخيه السيد نجم الدين الأتاسي فكان مما قال:
عميد بني الأتاسي جاد عفوه (**)على مثواك ما لاقاه قاصد
مع العلم أن وقف آل الأتاسي تولاه في هذه الفترة أولا بعض أبناء المفتي محمد سعيد الأتاسي، ثم انتقل إلى أبناء شقيقه الأصغر السيد محمد أمين الأتاسي.
14) وبعد وفاة السيد خالد أفندي الاتاسي صار عميد الأسرة أخوه السيد عبداللطيف أفندي بن محمد أبو الفتح الأتاسي الذي سبق له أن تولى الفتوى عام 1312هـ (1894م) وحتى عزل عام 1333هـ (1914م) بابن أخيه السيد محمد طاهر أفندي الأتاسي، إلا أنه ظل عميدا لآل الأتاسي حتى وفاته عام 1344هـ (1925م) لكونه أكبرهم سنا وأعلاهم نسبا.
15) افترقت عند ذاك عمادة الأسرة عن الإفتاء، فقد كان من المفترض أن يتولى الفتوى بعد السيد عبداللطيف أخوه الأصغر إبراهيم أفندي الأتاسي، لكونه من كبار علماء حمص وأكبر آل الأتاسي سنا وأعلاهم نسبا، إلا انه تنازل عن الفتوى لابن أخيه السيد محمد طاهر أفندي الأتاسي، واكتفى بكونه عميد الأسرة و"رئيس العلماء في حمص"، وظل عميدا للأسرة حتى وفاته عام 1940م بالرغم من أن ابن أخيه كان السيد محمد طاهر أفندي الأتاس كان المفتي، ومن الاتفاق أنهما توفيا في نفس العام.
16) وآل المنصب بعد السيد طاهر الأتاسي إلى ابن عمه السيد محمد توفيق بن المفتي عبداللطيف الأتاسي فتولى فتوى محافظة حمص من عام 1359هـ (1940م) إلى وفاته عام 1385هـ (1965م) إلا أن عميد الأسرة الأتاسية منذ عام 1940م أصبح الرئيس الجليل السيد محمد هاشم بك الأتاسي إثر وفاة عمه السيد إبراهيم أفندي، والذي أيضا تزعم الحركة والوطنية في البلاد وتولى الرئاسات الثلاثة (الجمهورية والوزارة والمجلس النيابي) في أوقات مختلفة. وصار ينظر إليه على أنه زعيم الوطن لا الأسرة الأتاسية فحسب.
17) وبوفاة الرئيس الجليل هام 1960 صار مفتي حمص السيد محمد توفيق الأتاسي عميدا للأسرة، وكان أكبرهم سنا.
18) إلى أن توفي عام 1965، فآلت الزعامة إلى رجلين كانا أصلا زعيمين لحمص والأسرة منذ عقود، لا ترد لهما كلمة في حمص بل في سورية الوسطى، وهما الحاج عاطف أفندي ابن مراد ابن المفتي محمد سعيد الأتاسي المتوفي عام 1969، وابن عمه السيد مظهر أفندي ابن المفتي محمد خالد أفندي الأتاسي المتوفي عام 1972م، فقد كانا أعلى آل الأتاسي نسبا وأكبرهم سنا وأشدهم حنكة وصاحبا ثروة ونفوذ كبير. هذا بالرغم من وجود أتاسيين في مناصب عليا في الدولة في ذلك العصر من وزرات ومناصب عسكرية وحتى رئاسة الدولة، ومع استمرار كون الفتوى أيضا بيد آل الأتاسي. ولكن بعد وفاة هذين الزعيمين يبدو أن الأسرة لم تختر لها عميدا مع وجود أعيان كبار بينهم، منهم المفتي، ومنهم جد والدي الوزير السيد محمد فيضي بك الأتاسي، وسواهم من كبار أعيان البلاد.
18) إلى نهايات عام 2000م لما شُكل مجلس الأسرة بهمة أعيانها وانتخب عن البطون المختلفة ممثلون، فوقع اختيارهم عام 2000م على سيدي الجد العقيد زياد ابن خليل ابن المفتي محمد خالد أفندي الأتاسي رئيسا لمجلس الأسرة وعميدا لعموم آل الأتاسي مدى الحياة، وظل كذلك حتى وفاته عام 1437هـ (2015م).

18) وبوفاته صار منصب عميد الأسرة شاغرا بسبب تفرقها في الأنحاء وما حل بالبلاد من نصب وعناء... مع العلم أن مفتي حمص الحالي هو السيد زهير ابن عبد الرحمن ممتاز ابن عبد الحسيب ابن علاء الدين ابن عبد القادر ابن المفتي محمد أبو الفتح الأتاسي، ومع وجود عدة كبار من أصحاب الشأن والاحترام. إلا أن حبيب ابن باسل ابن أحمد حبيب ابن زياد الأتاسي أعلن نفسه عميدا للأسرة الأتاسية في سورية والمهجر مؤخرا، ولم يعارضه في ذلك معارض، لذلك هو عميدها حتى يكتب الله للأسرة أن تحزم أمرها، وتجمع كلمتها، فنتنخب من بين كبارها رجلا رشيدا تكون له كلمة مسموعة والطاعة على الجميع في ما يرضي الله، فهلموا إلى ذلك.