كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

مالك الأمين.. وجه من لبنان

نصر شمالي:

 تذكرت.. المناضل العربي اللبناني الأستاذ مالك الأمين (الصورة) أبا أنس (1935- 2012) من أهالي بلدة الصوانة - قضاء مرجعيون.. وهو من القلائل الذين رصدوا لخدمة أمتهم أوقاتهم كلها، وحياتهم كلها، وليس أوقات فراغهم فقط..
مالك الأمين تدرب على المحاماة ولم يعمل في المحاماة، بل وضع خبرته الحقوقية في خدمة أمته وللدفاع عنها ميدانياً..
في مطلع الستينيات، وقد كانت الأحزاب محظورة في الجمهورية العربية المتحدة، حدث أنني التحقت بتنظيمات حزب البعث في لبنان، وقد مثلت في بيروت أمام لجنة حزبية قيادية مؤلفة من مالك الأمين ومحمد خير الدويري وسعيد شعيب، حيث احتفت اللجنة بانضمامي وألحقتني بإحدى التشكيلات الحزبية، فكان ذلك أول لقاء لي بالمناضل مالك الأمين..
وبعد سنوات كان مالك الأمين عضواً في القيادة القومية ومسؤولاً عن مكتب الإعلام والنشر، فكانت علاقتي وثيقة به (بحكم موقعي في العمل الإعلامي) الأمر الذي أتاح لي معايشته في انصرافه التام المتفاني لخدمة الشأن العام..
وفي صيف العام 1970 توفى والد مالك الأمين، فذهبت لتعزيته في بلدته في جنوب لبنان، في بيت أهله البسيط المتواضع جداً، المؤلّف من غرفتين حديثتين مفتوحتين على الطريق العام، وقد أخذني أبو أنس من يدي واقتادني بصمت عشرات الأمتار إلى حيث توجد بقايا بيت طيني صغير مهجور، وقال لي: في هذا البيت ولدت ونشأت قبل أن نبني الغرفتين الجديدتين!..
وفي خريف العام 1970 بدأت رحلة العذاب والمنفى، فقد نجا مالك الأمين من الاعتقال، لكنه تشرد حتى العام 1996 خارج لبنان، ثم تحقق له حلم العودة إلى مسقط زأسه والموت فيه، العام 2012، رحمه الله.