كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

المجاهد خالد العوير

كتب خالد محمد جزماتي- فينكس:

تتحدث أكثر كتب التاريخ عن وقائع التاريخ الانساني بجميع تفاصيلها عن رجال رئيسيين هم قادوا تلك الوقائع، ولا يأتون على ذكر جنود تلك الوقائع من رجال ونساء هم أصلاً من قام بالتنفيذ بعد تلقيهم الأوامر.. أيضا هناك في الثورات رجال لم يحملوا السلاح أبداً، ولكنهم كانوا فاعلين وأعمالهم وتأييدهم كانت من ضرورات أي عمل قابل للنجاح، وربما هؤلاء كانوا وجهاء أو عاديين ونتائج أعمالهم تحدد تصنيفهم، أو ما نطلق عليهم من ألقاب بعد أية مساهمة وطنية كبيرة لصنع الحدث الناجح وطنياً وأخلاقياً..
ولقد تحدثت في مقال سابق عن المجاهد "مصطفى الديب السبسبي" وكيف في سياق الحديث عنه استقبل زعيم مجاهدي حمص العدية "نظير النشيواتي" ورفيقه المجاهد "خيرو الشهلة" في حلب بعد أن أوصلهما الرجل الشهم "خالد العوير" من حماة الى حلب، فمن هو الوطني، خــالــد الــعــويــر؟
هو الرجل المقدام خالد بن عبد القادر بن بكري العوير، وُلد في حماة عام 1889 لأسرة حموية عريقة تسكن في أحياء سوق الشجرة والحوارنة والجعابرة، ولما قامت ثورة حماة على الفرنسيين بقيادة القائد فوزي القاوقجي يوم 4 تشرين الأول 1925 كان من داعميها بالجاه والمال، وكما هو معروف كان نصيب تلك الثورة الفشل، ومن نتائجها مغادرة كثير من الثوار حماة إلى مختلف البقاع ومنها مدينة حمص، وكان المرحوم "خالد العوير" يهتم بإخوانه المجاهدين الذين انتقلوا إلى حمص ومنهم صديقه الحميم المجاهد "خــيــرو الــهــزاع" الذي جُرح في عينه، ولهذا كان يسافر إلى حمص بشكل مستمر متعاوناً معهم ومتفقداً لأحوالهم وداعماً لهم بالمال وناقلاً إليهم أخبار عائلاتهم، وهناك تعرّف على المجاهد الحمصي نظير النشيواتي وبعضاً من رفاقه المجاهدين، وتوطدت بينهم أواصر الصداقة إلى درجة متقدمة، وبعد فقدان الأمل من قبل مجاهدي حمص بإمكانية متابعة الثورة في حمص وأريافها لأسباب كثيرة اضطر المجاهد نظير النشيواتي ورفيقه مغادرة حمص والسفر الى حماة، فاستقبلهم فور وصولهما لحماة الرجل الشهم المدعو: "الحاج ملحم جمجمة، فأقاما عندة عدة أيام.. وبعد وصول خبر مجيئهما إلى حماة إلى سمع الحاج خالد العوير، أسرع إليهما ودعاهما إلى داره، مستأذنا من الحاج ملحم جمجمة، فأجاب طلبه بعد لأي...!
أقام المجاهدان "نظير النشيواتي" و"خيرو الشهلة" في ضيافة الحاج خالد العوير ثمانية أيام بلياليها تداولوا أثناءها الرأي حول ما ينبغي عمله، فتم أخذ القرار بأن يغادرا إلى تركيا ليأمنوا السلامة من الفرنسيين لأنهما مطلوبان بإصرار أحياء أو أموات.. وهكذا بعد ثمانية أيام بدأت الرحلة الشاقة من حماة إلى حلب عبر طرق زراعية وجبلية مبتعدين عن أي بقعة تنفذ منها عيون المخبرين أو مخافر الدرك المنتشرة في المناطق المختلفة بين حماة وحلب، وعند وصولهم إلى حلب استقبلهم المجاهد مصطفى الديب السبسبي، و أوصلهما الى اعزاز وكلس في تركيا، و عاد الحاج خالد العوير الى حماة بعد أن أعطى المجاهدين نظير النشيواتي وخيرو الشهلى عشرين ليرة ذهبية تعينهما على العيش ريثما يجدان لأنفسهما سبلاً للعيش في الاغتراب....
رحم الله الحاج خالد العوير..
ملاحظة: الصورة الكبيرة للحاج خالد العوير
الصورة العليا الصغيرة للحاج مصطفى الديب السبسبي
الصورة الوسطى الصغيرة للمجاهد خيرو الشهلة
الصورة السفلى الصغيرة للمجاهد نظير النشيواتي