"سنا أحمد".. تفوّقٌ علميّ وشَغَفٌ بالغِناءِ والعزف

فادية مجد- طرطوس- فينكس

بالإرادة والتصميم والمُثابرة تفوّقت الطالبة "سنا محمد أحمد" في شهادة التعليم الأساسيّ العام /2021/، لتواصلَ مسيرةَ التميُّز والتفوّق بحصولِها بتاريخ (20) كانون الثاني من العام /2022/ على الميداليّة الذهبيةّ في الأولمبياد العلميّ السوريّ في مادة الكيمياء.

منصّة "فينكس" تواصلت بتاريخ ٢٤/1/٢٠٢٢ مع الطالبة "سنا أحمد محمد" التي قالت: «حصلتُ مؤخّراً على الميداليّة الذهبيّة على مُستوى "سورية" في اختصاص "الكيمياء" في الأولمبياد العلميّ السوريّ، إضافةً إلى ذلك نلتُ الريادة على مُستوى المحافظة في العزف على آلة الكمان الغربيّ، وحاصلة على "المركز الأوّل" في مُسابقة الشبيبة الإلكترونية في الغناء والعزف، و"المركز الثالث" على مستوى "سورية" في مُسابقة "اللغات" للغناء باللغة الفرنسيّة، وحاليّاً طالبة في السنة الخامسة في المعهد العربيّ للموسيقا في "طرطوس".

وفيما يخصّ فوزَها بالأولمبياد العلميّ السوريّ، والمراحل التي شاركت فيها قالت: «بدايةً كنتُ على معرفة مُسبقة بالأولمبياد العلميّ السوريّ، فسجّلتُ إلكترونياً عن طريقِ رابطِ التسجيل، وقمتُ باختيارِ اختصاص "الكيمياء"، بسببِ حُبّي الكبير للمادّة، هذا العِلم الواسع الذي يدخُل في كلِّ تفصيلٍ وجُزءٍ صغير في حياتنا، ثمَّ أجريتُ الاختبارَ الأول على مُستوى المناطق، وكانَ عبارةً عن أسئلةٍ تدرس التفكير المنطقيّ للطالب، وقدرتهُ على حلّ المُشكلات بأساليبَ إبداعيّة مُختلفة عن التفكير التقليديّ، ثمَّ تقدَّمنا للمرحلة الثانية، وهيَ اختبار المُحافظات، وهوَ عبارة عن اختبار أتمتة يَشمل مجموعةً من المسائل المُتفاوتة في درجةِ صعوبتها».

وتُضيف: «تمَّ اختيارُ أعلى (٥٠) علامة على مُستوى "سورية"، لننتقلَ بعدَها إلى المرحلة الثالثة، والتي أُقيمت في قصر المؤتمرات في "دمشق"، فقد شملت اختباراتٍ ذاتِ مُستوىً عالٍ منَ الأسئلة وبمحاورَ مختلفة، وذلكَ على مدى يومين، وتمَّ إعلانُ النتائج عن طريقِ حفلٍ كبير أُقيمَ في قصرِ المؤتمرات، كُرِّمَ خلالَهُ الطلّاب المتفوّقون بميداليّاتٍ ذهبيّة وفضيّة وبرونزيّة، وشهاداتِ التقدير، ونتيجةَ ذلك أصبحتُ عضواً في الفريقِ الوطني للكيمياء».

ولفتَت "سنا" إلى أنَّها كانت منَ المُتفوّقين دراسيّاً على مدى سنواتِها العشر، مُؤكّدةً أنَّ أهمَّ مَحطّةٍ خلالَ هذهِ السّنوات هيَ حصولُها على العلامة التامّة في شهادة التعليم الأساسيّ، والتي أتاحت لها شرفَ لقاء السيّدة الأولى، وعن هذا تقول: «كانَ لقاءُ السيّدة الأولى أسماء الأسد مسكَ الختام لعام 2021، فقد حدَّثَتنا خلالَ اللقاء عن أهميّةِ الإصرار والتحدّي لبُلوغِ الأهداف، وعدمِ الاستسلام في أيّةِ لحظة، ليشكّلَ لي كلامُها دافعاً أكبرَ للاستمرارِ بالتفوّقِ والتميُّز، كما قامت بإهدائي آلةَ كمان لتنميةِ مَوهبتي بالعزف».

وعنِ العوامل التي أسهمت في تفوُّقِها، والتي تنصح بها بقيّةَ زُملائِها قالت المتفوّقة "سنا": «تنظيمُ الوقت، وعدمُ ادّخارِ أيِّ جَهد للوصولِ إلى الهدف، كما أنَّ تشجيعَ الأهل ودعمَهُم لهُ الدورُ الأكبر في وصولي إلى هذهِ المرحلة، بالإضافة إلى التحدّي وعدمِ الخوف منَ الفشل».

وفيما يتعلّق بموهبةِ الغناء، وحُبّها للّون الطربيّ والموسيقا والعزف قالت: «أحبُّ الأغاني الطربيّة كأغاني "أم كلثوم" و"عبد الوهاب" وغيرهم، إضافةً للعزف على آلةِ الكمان، فالموسيقا تمنحُني طاقةً كبيرة ونشاطاً لنبدأَ بقوّة من جديد، وهذا ما يدفعُني للاستمرار بالدراسة بكلِّ حبٍّ كبير».

وتختُم "سنا" حديثَها بتوجيهِ الشُّكر الكبير لسيادة الرئيس الدكتور "بشار الأسد"، ولسيّدة الياسمين "أسماء الأسد" على رعايتهِما الدائمة واهتمامهِما بالمتفوّقين، مُقدِّمةً العهد لهُما على البقاء دائماً على قدرِ تحمُّلِ المسؤولية التي أُعطِيَت لها لترفعَ علمَ "سورية" عالياً.

من جهتِها "منال عثمان" والدة "سنا" قالت: «منذُ نعومةِ أظفارِها كانت تتمتّع بصفاتٍ تُميّزُها، فهيَ طَموحة ومُثابرة، وتمتلك إرادة قوية، وكانت محطَّ ثقتِنا، وأملُنا كبير بها، وهيَ قٌدوة لأختيها».

وحولَ دورها معَ والدها في الاهتمامِ ورعايةِ مواهبِها وتنميتها قالت: «دورُنا تمثّلَ في الدعمِ المعنويّ، والثقة بها وبُقدراتِها، وهيَ كانت تُدرك ذلك جيّداً، وقد لاحظنا رهافةَ الحسّ لديها، وميلَها للموسيقا وحٌبَّها لآلة الكمان، ولهذا عمِلنا على تنميةِ هذهِ الموهبة، ودعمِ شغفِها بالموسيقا من خلالِ تسجيلِها بمعهدٍ خاصّ، ولاحقاً بالمعهد العربيّ للموسيقا».

وتُضيف: «عندما اختارت لاحقاً المُشاركة بالأولمبياد العلميّ السوريّ (اختصاص الكيمياء) وثِقنا باختيارها وشجّعناها، وكُنَّا معَها في كُلِّ لحظة، سواء في امتحاناتِ التعليم الأساسيّ أو اختبارات الأولمبياد المُتلاحقة، نشدُّ على يدِها، ونُشيرُ إلى نقاطِ القوّة لديها ونعززها».

مُدّرسة مادة الكيمياء "حلا كسب" حدّثتنا عنها قائِلة: «كانت بدايةُ معرفتي بطالبتي "سنا أحمد" في الصفّ الثامن في مدرسة المتفوّقين، وقد لمستُ فيها التميُّزَ والطموح، والرغبة العارمة في شقِّ طريقِ الإبداع للوصولِ إلى ما أنجزتهُ بحُصولِها على الميدالية الذهبيّة. ورغمَ صِغَرِ سنّها كانت قادرة على تحديدِ أنَّ عِلمَ الكيمياء ورغمَ صعوبته هوَ اتّجاهُها الصحيح المُتناسب معَ شخصيّتها، لأنّهُ علمُ الدقّة، بدءاً من الذّرّة وحتى عظمة الكون، وبُكلّ ما تُخفيهِ الكيمياء من أسرارَ وتفاصيلَ مُدهِشة للعقلِ البشريّ.

وقدِ استطعتُ أن أنقُلَ شغفي لطلّابي، ومنهُم "سنا"، فكانت مِثالاً للطالبة المُميَّزة، فقبضَت بحِنكة على مفاتيحِ أبوابِ التميُّز بالكيمياء، لتنطلقَ وتتوَّجَ بالذهبيّة، الأمر الذي أعطاني جُرعةً كبيرة منَ الاعتزازِ والفخر بأن أجدَ طالبتي قد حقَّقت المرحلة الأولى من حُلمِها انطلاقاً نحوَ العالميّة، وأتمنّى لها مزيداً منَ الإنجازات، لترفعَ اسمَ بلدِنا عالياً في المَحافلِ العالمية».

وبتواصُل "فينكس" بتاريخ ٢٥/١/٢٠٢٢ مع "عبد الرحمن عدبا" مُدير مدرسة المتفوّقين الأولى في "طرطوس "قال: «كانَ لمدرستِنا مدرسة المتفوّقين الأولى بمدينة "طرطوس" موعدٌ معَ التميُّز، والحُصول على الميداليّات وشهادات التقدير، وكانَ أغلاها وأحلاها التتويجُ بالذّهب للطالبة المتفوّقة التي جمعت التفوّقَ والمَوهبة والأخلاق "سنا أحمد"، والطالب الهادئ الخَلوق "هادي محمد"، ولبقيّةِ زُملائهِم بالفضّة والبرونز وشهادات التقدير».

وعن تفوّقِ "سنا" وبقيّةِ زملائها قال: «هيَ المتفوّقة علميّاً، والأولى في شهادة التعليم الأساسي العام 2021، وصاحِبة الصوت الشجيّ، والمُرهَفة بعزف الكمان، المُتوَّجة في أولمبياد الكيمياء، وزميلُها "هادي" الرائع الرصين المُهذَّب المُتوَّج بالعلوم، و"مجد سلوم" صاحب الفضيّة، والآخرون لهُم كلّ المحبّة، والذينَ حَظَوا بمُتابعةٍ دائمة مِن قِبَل مُدير تربية طرطوس الأستاذ "علي شحود"، ومن كادر مدرسة المتفوقين الأولى (إدارةً وإداريّينَ ومُدرّسين)، ولهُم نتوجّه بالشكر لجهودهِم ولأُسَرِهِم التي وقفت إلى جانبهم، وأسهمت في وصولهِم للتفوق الذي نفخر به وبهم جميعاً، فهُم أملُ "سورية" ومُستقبلُها الزاهر».

تجدُر الاشارة إلى أنَّ مُحافظة "طرطوس" نالت ثلاثَ ذهبيّاتٍ وفضّيّة في الأولمبياد العلميّ السوريّ؛ "سنا محمد أحمد" اختصاص "الكيمياء"، و"محمد حسام علي" اختصاص "فيزياء" من مدرسة الشهيد "فهيم محمد"، و"هادي ياسر محمد" اختصاص "علم الأحياء" مدرسة المتفوّقين.

وفازَ بالميدالية الفضيّة "مجد سلوم" باختصاص "المعلوماتيّة" من مدرسة المتفوّقين الأولى، وبالميداليّة البرونزيّة (15) طالباً وطالبة منَ الاختصاصات المُختلفة، وقُدِّمت شهاداتُ تقدير لباقي طلّاب الفريق المُشارك في الأولمبياد العلميّ السوريّ.