كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

قصة قلعة موسى المعماري في لبنان

د. جوزيف زيتون

  عزيمة الإنسان ليس لها حدود والخبرة المتوارثه تفعل المعجزات.
القلعة التي بناها بيديه ابن قلعة الحصن موسى المعماري..
من هو موسى المعماري!؟ انه معلم معمار و مرمم آثار من مواليد عام 1930. تعود أصوله إلى حارة السرايا بقلعة الحصن السورية.قد تكون صورة ‏‏‏‏‏٧‏ أشخاص‏، و‏أشخاص يدرسون‏‏، و‏‏كمان‏، و‏ناي‏‏‏ و‏نص‏‏
والده عبد الكريم المعماري عامل بناءً بالحجر و بترميم الآثار بلبنان.
انه من عائلة اشتهرت بِتوارثها مهنة المعمار بالحجر، ومنها أخذت اسمها. ولعل هذه المهنة متوارثة في هذه العائله منذ بناء قلعة الحصن بعهد الفرنجة، وأيضاً ترميمها بعد استيلاء بيبرس عليها وتدميرها بيده عام 1271م، واستمرت هذه الخبرة المهنية حتى يومنا هذا.
درس موسى المرحلة الإبتدائية بمدارس بلدته، وانتقل لإكمال تعليمه بالمرحلة الإعدادية الى مدينة طرطوس حيث انتقل والده للعمل بها.
يقول موسى بكتاب مذكراته المتواضع، انه اثناء دراسته بطرطوس في الخامسة عشر من عمره وقع في حب إحدى زميلاته التي يعمل والدها مديراً لإحدى النواحي، و نتيجة شعورها بالتفوق الإجتماعي عليه، عندما حاول طلب ودها، سخرت منه قائلة "أقبل بك عندما تملك قصرًا".
راح موسى أثناء الدرس يرسم القصر الذي صار حلمه لارضاء حبيبته، وما كان من أستاذه الفظ المتبجح بعائليته أيضاً إلا أن مزق رسوماته و أمطره بالإستهزاء والإستخفاف بعبارات جارحه ويكيل له الضرب بقسوة بقضيب الرمان.
ترك المدرسة، وبقيت أصداء سلوك حبيبته وأستاذه تصطخب في أذنيه وهو يقيس المسافة لعدة أيام بين طرطوس وصيدا بجنوب لبنان سيراً على الأقدام، ومفترشاً الطرقات، قاصداً عمّه عيسى المعماري الذي يعمل بمهنة العمران، وكان ذلك عام 1945.
من هذه اللحظه كانت انطلاقته لبناء حلمه، فقد ضمّه عمه إلى فريق الترميم الذي يعمل معه في المباني الأثرية والقلاع بلبنان، فتدرب موسى و احترف مهنة عمه ليشتهر اسمه بمديرية الآثار اللبنانيه، ومع عمله الإضافي بشركة كهرباء لبنان خطا الخطوة الأولى، فجمع مبلغاً لتحقيق حلمه على أرض الواقع.