كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

المتقمة.. مجمع أدوات الخياطة و الزينة و غيرها من الأدوات في البيوت الساحلية القديمة

د. غسّان القيّم:
كانت من أساسيات البيت الريفي وكان لا يخلو بيت منها، والمتقمة تشكيلة قماشية لايتجاوز طولها النصف متر، وعرض عشرة سنتنيمترات قليلة، وكان تعمل من الجوخ أو المخمل أو من النسيج، و يخاط عليها بدءاً من أسفلها رتل من الجيوب قد يبلغ عددها سبعة، واحياتاً اكثر حسب طول القطعة القماشية.
لقد كانت مكانة المتقمة خاصة في البيت الترابي كبيرة، فهي مجمع أدوات الزينة والخياطة وغيرها من الأدوات الاخرى التي كانت تستعملها سيدة البيت أو بناتها، ومنها أدوات الزينة الكحل والحنة وعلب الكبريت والأزرار وقداحة الكاز، وإبر الخياطة وغيرها من الأغراض.
وكانت هذه المتقمة تحفظ كل هذه المواد لكي يسهل العودة إليها كلما احتاجتها سيدة البيت، و غالباً ما كانت تعلق  بمسار على ساموك البيت، أو على الجدار قريباً من باب البيت.
وقد أطلق عليها أسماء عديدة منها؛ الطقومة أو التقومة، حسب كل منطقة. وكانت سيدة البيت عندما تحتاج الى إشعال السراج أو بابور الكاز أو أن تصلح الثياب،  يقع نظرها دائما على المتقمة.
إنها صدى لسنين غابرة مضت، لكنها ما زالت تحمل كل الاصالة وحنين الذاكرة العتيقة، انه الزمن الجميل بكل ما كان يحمل من ضنك ومرارة العيش.