كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

كيف تحيي مدينة طرطوس طقوس رمضان هذا العام..؟

طرطوس - رنا الحمدان - فينكس: 
تحاول طرطوس ما بوسعها أن تعيش طقوس الشهر الفضيل، رغم انقطاع الكهرباء الطويل والفيروس المستجد وشح الغاز والمحروقات وتدني الرواتب والارتفاع اللامعقول في الأسعار، واللافت في هذه المدينة أجواء الانفتاح والتعايش بين أبنائها من كل الفئات وفي البيت نفسه أحياناً، إذ ترى الصائم والمفطر وكل منهم يعيش يومه كما يشاء بكل أريحية، فيما افتتحت معظم الأسر اليوم الأول من رمضان (بجمعة) من تبقى من العائلة مع اختيار الطبخات البيضاء كالشاكرية أو الشيش برك و الكبة أو الكوسا اللبنية.. أما مدفع رمضان الذي يعلن ساعة الإفطار فما زال سمة مميزة لهذه المحافظة الوادعة, وعنه يخبرنا السيد باسم كحلةreceived 168186268493737
أن الأولاد ورواد الكورنيش البحري يتجمهرون كل يوم وقت الغروب عند قهوتي زيتونة ولافوتنانا المغلقتين لمشاهدة كيفية إطلاق مايسمى بمدفع رمضان للإعلان عن موعد الإفطار، حيث يوجد 5 مدافع موزعة في المدينة تدك وتطلق لإعلان وقت الإفطار طوال أيام شهر الصيام, حيث يؤذن المغرب بحسب التوقيت المحلي للمدينة.
فيما يحدثنا السيد أبو محمد سائق التكسي، و هومتقاعد، إذ كان موظفاً درجة أولى، و كان سابقا من سكان دمشق الذين أجبرتهم ظروف الأزمة إلى القدوم لطرطوس أنه لم يتمكن هذا العام من الصيام بسبب تناوله لبعض الأدوية إلا أن زوجته وابنه صائمين, عن طقوس رمضان رأى أبو محمد أن الجميع متعب وأن طقوس طرطوس خجولة أمام ما يتذكره من رمضان دمشق في الأيام الخوالي..
بدوره السيد عمر الفاخوري التاجر الحلبي المقيم في طرطوس يقول: أتيت وعائلتي لطرطوس في عام 2012 وأشعر هذا العام بأن طقس رمضان يعود كما تعودنا عليه رغم كل الظروف. وعند حديثه عن افتقاده للحلويات الحلبية الشهيرة خلال رمضان من المغشوشة وأم النارين، غمز لنا أن هناك من يرسل له حلوياته المحببة من حلب، كما أنه يشتري المعروك بأنواعه من طرطوس، أما عن واقع الحال في المدينة فيلاحظ ازدياد الحركة قبل وقت الإفطار بساعات قليلة من أجل شراء بعض الحاجيات المنزلية والمأكولات والمشروبات، حيث تشتهر أحياء "طرطوس القديمة" بمختلف أنواع الأطعمة والمشروبات الرمضانية.
 وفي وقفة لنا عند السيد "ماهر السنكري" الذي ورث مهنة صنع "القطايف", لاحظنا غياب القطايف هذا العام، وعن الأسباب أخبرنا السنكري أنه لم يصنع القطايف بسبب غياب الكهرباء والغاز، لذا اكتفى ببعض أصناف الحلويات الأخرى كالعوامة وحلوى الرز، إضافة للحمص المطحون أيضاً..
  وبمتابعة جولتنا توقفنا عند الطاولات والعربات التي تبيع عصائر السوس و الخرنوب والتوت والجزر والليمون والبرتقال, حيث تراوحت الأسعار بين 500_5000 ليرة حسب نوع العصير, فيما شرح لنا أحد الباعة أن (قنينة البلاستيك) تكلفه فارغة حوالي 525 ليرة حالياً, فيما يشتري البعض العصير بكيس نايلون بدون (قنينة) كونه أرخص قليلاً.received 180279423824245
لننتقل لكعكة رمضان الشهيرة المعروفة باسم المعروك, والتي تراوحت أنواعها بين المحشي بالتمر أو الجبنة أو الشوكولا أو الجبن أو السادة, لتتراوح أسعارها حسب الحجم والنوع من 1500 ليرة وحتى 5000 ليرة, أما التمور فتراوح سعرها أيضاَ بين 3000_ 10000 ليرة حسب نوعها وجودتها. وحلقت أسعار المكسرات بكل أنواعها.
فيما أعلنت "السورية للتجارة" عن تدخلها الإيجابي, وجرى افتتاح فعالية سوق رمضان في المدينة القديمة, فقد بقيت هذه المبادرات تحت بند الخجولة والخجولة جدا. فيما غابت الخيم الرمضانية القديمة والعزف الطربي المرافق لها على العود وحديث الحكواتي، ومشاعر الفرح والغبطة عند الناس مع غياب الكهرباء والبنزين والنقود، إلا أن هذا لم يمنع الشباب الرياضي في المحافظة عن الاحتفال بطريقتهم بهذا الشهر المبارك، حيث أخبرنا الكابتن ربيع سويد عن انطلاق دوري رمضان لكرة القدم في اليوم الثالث من رمضان بشاركة 16 فريقاً ضمن 4 مجموعات مع الاعتماد في القوائم على أسماء لها ثقلها.