كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

المخطط التركي – التركماني في شمال ريف اللاذقية.. أخطر محاولة تغيير ديموغرافي صامت يهدّد الطائفة العلوية ووجودها التاريخي

أبي الدين

موضوع الفصل الديموغرافي بين علوي تركيا وبين علوي سوريا هدف استراتيجي للأمن القومي التركي..
منذ مطلع عام 2025 بدأت تتكشّف تحركات غير اعتيادية في شمال ريف اللاذقية، تحديدًا في مناطق جبل التركمان، ربيعة، الكسب، والقرى المحاذية للحدود التركية. هذه التحركات، التي تتراوح بين نشاط تركماني محلي ووجود تركي غير معلن بشكل رسمي، تترافق مع حملات إعلامية موجهة، ورفع أعلام، وتحركات هندسية مشبوهة، ما جعل كثيرين يطرحون سؤالًا خطيرًا:
هل بدأ تنفيذ مخطط تغيير ديموغرافي يستهدف الساحل السوري وبيئته التاريخية، وعلى رأسها الطائفة العلوية؟
---
◼ ما هو جوهر المخطط المزعوم؟
1. تثبيت حضور تركي غير مباشر تحت عنوان “حماية التركمان”
تركيا تستخدم المكوّن التركماني في المنطقة كمدخل لنشر نفوذها. يبدأ الأمر برفع أعلام، نشاطات محلية، تحريض إعلامي، لتصوير التركمان كـ “سكان مهددين يحتاجون حماية”. هذا السيناريو شهدناه في شمال سوريا سابقًا، قبل أن يتم تثبيت وجود عسكري وسياسي تركي فعلي.
2. السيطرة على المرتفعات الاستراتيجية شمال اللاذقية
المناطق التي يجري العمل عليها ليست عشوائية، بل هي نقاط تطل على الساحل، وعلى طرق الإمداد، وعلى مناطق ذات رمزية استراتيجية للطائفة العلوية ولسوريا عمومًا. السيطرة على هذه المرتفعات تعني القدرة على الضغط العسكري والسياسي على قلب الساحل.
3. خلق واقع ديموغرافي جديد عبر دعم تجمعات تركمانية
من خلال دعم رجال وعائلات تركمانية، وتقديم خدمات ولوجستيات، ودفعهم لرفع مطالب سياسية، تسعى أنقرة لتكريس وجود “كتلة سكانية” تدّعي تمثيلها. وعندما يترسّخ هذا الواقع، يصبح التدخل التركي المباشر مبررًا دوليًا.
4. تحضير الأرض لتقسيم ناعم
المخطط لا يعلن تقسيمًا مباشرًا، لكنه يعمل على خلق “جيب تركماني”، يتمتع بحماية تركية، يوازي ما حدث في عفرين والباب وجرابلس. ومع الوقت يتحول هذا الجيب إلى منطقة نفوذ خارج سيطرة الدولة السورية.
---
◼ لماذا يشكل هذا خطراً مباشراً على الطائفة العلوية؟
1. ضرب الوجود التاريخي في الساحل
الساحل السوري ليس مجرد جغرافيا…
إنه وجود تاريخي وثقافي وديني للطائفة العلوية منذ مئات السنين. أي محاولة لتغيير ديموغرافية الشمال، ولو بشكل تدريجي، ستدفع المجتمع العلوي نحو الانكماش والضغط، وستفصل مناطقه الحيوية عن عمقها الجغرافي الطبيعي.
2. تهديد الأمن الاجتماعي للقرى العلوية
وجود تجمعات مسلحة أو محمية سياسيًا على مقربة من القرى العلوية الحساسة سيخلق توتراً طائفياً قابلاً للاستثمار والتفجير، ما يهدد الاستقرار الاجتماعي الذي حافظ عليه الساحل رغم الحرب السورية.
3. فتح الباب لصراعات حدودية مستقبلية
عندما تمتلك تركيا نفوذًا بشريًا “محميًا” في شمال اللاذقية، سيصبح الساحل عرضة لسيناريوهات شبيهة بالمناطق الحدودية المتنازع عليها. هذا يعني أن الطائفة العلوية ستكون في مرمى ضغط سياسي دائم.
4. إضعاف الموقع الاستراتيجي لسوريا في البحر المتوسط
الساحل هو الرئة البحرية لسوريا. أي اختراق فيه يعني خنق القرار السوري، وإضعاف قوة الطائفة العلوية التي تعتمد تاريخيًا على هذا الامتداد الجغرافي كجزء من هويتها ووجودها.
---
◼ كيف يُنفَّذ التغيير الديموغرافي دون إعلان رسمي؟
المخططات الحديثة لا تبدأ بالبنادق.
بل تبدأ بـ:
رفع أعلام
تفعيل نشاطات محلية تحمل هوية سياسية
تصوير مجموعات محددة كـ “ضحية تحتاج حماية”
دوريات هندسية غير معلنة
دعم اقتصادي وخدماتي لمناطق محددة
نقل مجموعات سكانية بشكل تدريجي
إظهار المنطقة كـ “منطقة تركمانية تاريخية”
هكذا يبدأ التغيير الديموغرافي…
بصمت، ثم يصبح واقعًا، ثم يصبح ملفًا دوليًا، ثم يصبح أمراً مفروضًا.
---
◼ لماذا الآن؟
الساحل السوري يشهد مرحلة حساسة بعد التحولات السياسية في سوريا والمنطقة. الجميع يحاول تثبيت موطئ قدم قبل أي تسوية سياسية قادمة. تركيا تدرك أن من يمتلك شمال اللاذقية يملك ورقة نفوذ خطيرة يمكن استخدامها على طاولة المفاوضات.
---
◼ الخلاصة
سواء ثبت كل تفاصيل هذا المخطط أو بقي في مرحلة التسريب والتحضير…
النتيجة واحدة:
هناك محاولة جديّة لخلق واقع جديد في شمال ريف اللاذقية، واقع يهدد الهوية التاريخية للساحل، ويضغط مباشرة على الطائفة العلوية، ويعيد رسم خريطة المنطقة دون إعلان.
المطلوب اليوم وعيٌ جماعي، يقظة، ورفض لأي تدخل أو محاولة فرض واقع ديموغرافي جديد.
فالتاريخ يُصنع بالصمت… لكن إيقافه يبدأ بكلمة. 
سوريا.. كذبة وخرافة الوحدة الوطنية
لأبناء سوريا افهموا جيداً ماذا كنتم تحاربون.. لغز الهجري
كي لا تكون شريكاً...
نداء عاجل من خبير في المياه الجوفية إلى العقول المغيبة!
هل هناك من يدق ناقوس الخطر؟ هل يدمر الهنود دول الخليج كما فعلوا بإيران؟
العنصر الخفي في اغتيالات طهران.. "اليد التي لم تُرَ" خرجت من الظل
سوريا بين اليهودية (كدين ومواطنة) والصراع مع إسرائيل: تفكيكٌ ضروري للنقاش
لقاء في الذاكرة البعيدة مع "قاتل" الصحافي أوستن تايس..
عندما يكون نهوض الأمم جريمة يعاقب عليها الغرب!
عن فرزاد ديركي الذي اعتُقل لكشفه زيف مظاهرات الأسد من مبنى التلفزيون
أضواء على واقعتين وحدثين وأسلوبين.. الحزب الشيوعي السوري والرئيس عبد الناصر.. الشيخ العرعور والرئيس حافظ الأسد
ذاكرة مثقلة بمآسي تدمر والوطن
هل كان حكمُ بيت الأسد حكماً عائلياً؟ لِنرَ..
حول رابطة خريجي الدراسات العليا
توضيح من رامي مخلوف بخصوص توريط شباب الساحل في دعوات للقتال