كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

"المعلم" بذهنية "المختار"

يحيى زيدو- خاص فينكس: 

أصعب أشكال الإهانة التي يتعرض لها المواطن السوري اليوم، ربما ليس انقطاع الكهرباء، ونقص المواد الغذائية و التموينية، وارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش، وأزمات السكن والتعليم والصحة، وعدم توفر الوقود والغاز المنزلي و المازوت بالشكل الكافي، و غيرها من الأساسيات التي اعتاد المواطن على التكيف مع فقدانها.

ربما كانت الإهانة الأكبر هي أن الجميع صاروا أساتذة عليه.. (معلمون) يريدون أن يربُّوه و يعلِّموه و كأنه لا يفهم.

آخر هؤلاء "المعلمين" هو نقيب الفنانين الذي أصدر تعميماً يحمل الرقم(30) تاريخ 5/7/2021 يطلب فيه من العاملين في مجال الدراما والسينما، عدم التدخين في المسلسلات و الأفلام، وربط حزام الأمان عند قيادة السيارة، والتوقف عند الحديث على الجوال أثناء القيادة.تعميم نقابة الفنانين حول التدخين

لن نسأل ما إذا كانت نقابة الفنانين تهتم بتقديم الخدمات الكافية لأعضائها، وتتابع مشكلاتهم الشخصية والمهنية للمساهمة في حلها، فهذا ليس شأننا لأننا لسنا أعضاء فيها. لكن من حقنا أن نتساءل- كمواطنين- مَن الذي نصَب نقيب الفنانين "معلِّماً" على السوريين لتأديبهم و تعليمهم أشكال السلوك القويم في المنزل أو الشارع؟ و هل التعميم الذي صدر يحمل موافقة أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة؟ أم أنه اجتهاد فردي صدر عن نقيب الفنانين دون التشاور مع أحد؟

ألا يعلم نقيب الفنانين بأن الكثير من الدراما السورية يتم إنتاجها وتصويرها خارج الحدود، وهي لا تخضع لرقابته، ومع ذلك فإنها تصنَّف على أنها دراما سورية؟

عندما بدأت الدراما العربية تخضع لشروط الإنتاج الخليجي تم تقديم الكثير من التنازلات من قبل منتجي الدراما لتأمين سوق لأعمالهم، و ذلك تلبية لشروط (أسلمة الدراما) أو (خَلجَنَتِها)، ومن تلك الشروط عدم جواز وجود رجل و امرأة في غرفة مقفلة، وضرورة ظهور المرأة محجبة في الأعمال الدرامية والإعلانات، واعتبار الطلاق في العمل التلفزيوني هو طلاق في الواقع (راجع الموسوعة الفقهية الكويتية)، و كذلك عدم التدخين، والحفاظ على هيبة رجل الدين ورجل السياسة في الأعمال الدرامية باستثناء من يغضب عليه الخليجيون لأسباب دينية أو سياسية.

بماذا تختلف لائحة الأوامر والنواهي لنقيب الفنانين السوريين عن تلك الخليجية سوى في الشكل؟ وماذا لو كانت هذه الأوامر مقدمة لمزيد من التعسف في التعاطي مع الدراما والسينما والمسرح وباقي الفنون السمعية- البصرية الأخرى؟

إن الفن لا يكون بلوائح أو مدونات سلوك.. بل بمزيد من الرعاية والدعم اللازم إنتاجاً و تسويقاً، وبالحفاظ على المواهب ورعايتها وتكريمها. وقبل هذا ومعه وبعده، فإن الفن يحتاج إلى الحرية التي تقصي ذهنية الوصاية عنه. فالإبداع لا يكون بدون حرية.. والحرية مسؤولية لأنها وعي بالدرجة الأولى.

ومع الاحترام لموقع المختار الذي تجاوزته أنظمة الإدارة المحلية في العالم كله، فإن ذهنية المختار لا يمكن أن تنتج دراما ولا فناً ولا إبداعاً.

فضيحة “البيجر"
رسالة من نزار نيّوف يؤكّد فيها أن هيثم المالح نصّاب وطائفي
السافل رامي عبد الرحمن والعدوان الإسرائيلي
الإمارات الشريان الحيوي لاسرائيل.. من المساعدات الإستخباراتية والتسليحية الى معاداة المقاومة الفلسطينية
محور فيلادلفيا واشكالية السيادة
من سيتلافى خطر المنحدر الممتد من قرية بسماقة حتى مرسحين في طرطوس؟
البرازيل تحجب منصة “إكس”.. والسبب!
قاسم الجوجة منشق عن الإخوان: الأخوان هم من ورطوا حماة والعنف من طبيعيهم.. وأطالب البيانوني وزهير سالم بتقديم شهادتهما
معلومات جديدة عن عملية اغتيال الشهيد هنية
الإعلام السوري يخيّب أمل جمهوره المقاوم!
قصي خولي منتقدا حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024
الوطنية لا تتجزأ.. دعوة من أحفاد سلطان باشا الأطرش إلى الأهل في فلسطين
من هي الدول العربية التي ضاعفت تجارتها مع الاحتلال إبّان حرب الإبادة؟
زلزال الإحباط.. من المسؤول عن ضحايا سكن الجمعيات؟
هذا ماكتبه رئيس الموساد السابق مئير داغان في هآرتس