مها حامد محفوض – خاص - فينكس

تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى تثبيت وجودها على الأرض السورية لغايات باتت معروفة، حيث دعا "ماثيو بيرل" المبعوث الأميركي الخاص إلى شمال شرق "سورية" إلى إعادة تنشيط المفاوضات الكردية- الكردية، في الوقت الذي وصلت فيه العلاقات الكردية إلى درجة عالية من التعقيد، خاصةً بعد قيام كردستان "العراق" بإغلاق كافة المعابر مع مناطق سيطرة "قسد"، الأمر الذي أدى إلى تهديد الوضع الاقتصادي للميليشيا.

المساعي الأميركية في محاولة تنشيط المفاوضات الكردية تهدف إلى إجبار "قسد" الانسحاب من الخطة الروسية من جانب، وتحصين الطريق بين "دمشق" و"طهران" بالاتفاق مع "تركيا"، وباستخدام أدواتهم من الميليشيات المسلحة التابعة للطرفين، وهذا ما أكده "جيمس جيفري" المبعوث الأميركي إلى "سورية" حين قال إن الوجود الأميركي يهدف بالدرجة الأولى إلى تعزيز المصالح الأميركية في المنطقة، وقطع الطريق على "إيران".

والضغط على الأكراد ليس أسلوب "أميركا" الوحيد لفرض الوجود على الأراضي السورية، حيث لجأت مؤخراً إلى إعادة تنظيم "داعش" إلى الواجهة، من خلال سيناريو أعدته ونفذته في سجن الصناعة في حي "غويران" بـ "الحسكة".

وفي ظل كل ما يجري في الشمال والشمال الشرقي من "سورية"، تمضي الدولة السورية في تنشيط عمليات المصالحة في الشمال الشرقي، مصالحاتٌ زادت من استفزاز الجانب الأميركي وميليشيا "قسد"، لما تحمله من رسائل للأداة ومشغلها.

وفي قراءة لواقع ما يجري في الجزيرة السورية التي تشهد تصعيداً كبيراً من قبل الولايات المتحدة الأميركية وعملائها على رأسهم ميليشيا "قسد"، بيّن المحلل السياسي "مهند الحاج علي" في حديثه لمنصة "فينكس" بتاريخ 23/ 1/ 2022 أن المسرحية في مدينة "الحسكة" وتحديداً في حي "غويران"، دفعت تنظيم "داعش" الإرهابي مرّةً أخرى للسيطرة على بعض الأحياء، ما دفع ميليشيا "قسد" الإرهابية إلى طلب الدعم المروحي من قوات الاحتلال الأميركي، حيث تقوم الولايات المتحدة بحجة مكافحة الإرهاب بقصف منشآت الدولة الحيوية، مشيراً إلى أن الأمر عبارة عن مسرحية تستهدف تهجير السكان الأصليين من مدينة "الحسكة"، لتقوم ميليشيا "قسد" لاحقاً وبحسب المعلومات بإغلاق المدينة واستقدام عوائل هذا التنظيم الإرهابي، مؤكداً أن الهدف تغيير ديمغرافي لفرض واقع تقسيمي على الدولة السورية، ومحاولة تحصيل أي مكسب سياسي، مبيّناً أن الولايات المتحدة وعلى مدار 11 عاماً من العدوان على "سورية" لم تستطع تحقيق أي مكاسب سياسية من خلال عدوانها المباشر، لذلك تلجأ إلى طرق أخرى لتغيير ديمغرافية المنطقة كما فعل الاحتلال التركي في الشمال السوري.

وأضاف "الحاج علي" أن الدولة السورية تمضي الآن بمسار المصالحات، وهي وسيلة رد على كل المزاعم الأميركية، وتأكيداً على أن سكان الجزيرة السورية ملتزمون بدولتهم ومحبون لسوريتهم بحسب تعبيره، لافتاً إلى أن هذا ما يدفع الآلاف من أبناء "دير الزور" و"البوكمال" و"الميادين" وحتى أبناء مدينة "الحسكة" لتسوية أوضاعهم، ويرى أن هذه المصالحات قد تتطور في أي لحظة إلى مقاومة شعبية، وإذا ما وُلدت هذه المقاومة، سوف تؤدي إلى خروج الاحتلال الأميركي الذي سيكون غير قادر على تحمل كلفة الدم الناتج عنها.

وفيما يخص ميليشيا "قسد" يرى "الحاج علي" أن هذا التنظيم قد باع نفسه بالكامل إلى الولايات المتحدة الأميركية، وأصبح مقاتلوه عبيداً مأجورين، مشيراً إلى أن جميع الطروحات التي تُقدم إلى "دمشق" من قِبل هذا التنظيم الإرهابي هي طروحات أميركية، وبالتالي غير مقبولة ومرفوضة تماماً، ولا نستطيع كسوريين تقبّل "قسد" كجسد سياسي أو عسكري، ويلفت إلى أن الحل الوحيد أمامهم حالياً هو الاستفادة من التسويات ومراسيم العفو الصادرة عن السيد الرئيس "بشار الأسد".

ويختم بالقول: «أعتقد أنه لن يكون هناك أي حلول سياسية تطرح على الطاولة، فميليشيا "قسد" ليست إلا تنظيماً إرهابياً، أما الأكراد السوريون الوطنيون هم موجودون في كل مكان، وممثلون في كل أجهزة الدولة وقياداتها، وفي صفوف الجيش العربي السوري».