كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الوضع في الحسكة أصبح كارثياً ولا يطاق!

يونس خلف - فينكس

لم يعد للسر ضرورة عندما تتفاقم المعاناة وتكون مؤشرات الإهمال والتجاهل وترحيل المسؤوليات واضحة.. وعندما ينادي أهل الحسكة ويوجهون صرخاتهم للجهات المعنية ولا  يتم الرد عليها أو يقتصر الأمر على التبريرات. 
معاناة الحسكة من قطع المياه عنها من قبل الاحتلال التركي تتفاقم مع حرارة الصيف الملتهبة.. والشكوى من عدم توفر العدد الكافي من الصهاريج ومن ضعف الامكانات المادية لتلبية الحد الأدنى من احتياجات المواطنين.
ولذلك يبدو السؤال مشروعا: وماذا بعد؟ وإلى متى؟  المدينة تموت وأهلها من العطش.. ولا حلول دائمة أو حتى مؤقتة.
الاستغاثات مستمرة والأصوات ترتفع كل يوم.. ولا صدى لها.
آخرها ما صرح به رئيس مجلس محافظة الحسكة المحامي عيد سالم الصالح بأن محافظة الحسكة عانت من ويلات الحرب والإرهاب، ولازالت تعاني خاصة في ظل وجود احتلالين تركي وأمريكي وأذرعهما في المنطقة والممارسات التي تمارسها هذه القوى على أهل الحسكة خاصة في موضوع قطع مياه الشرب من محطة مياه علوك عن أكثر من مليون إنسان منذ أكثر من عامين، وهي المصدر الوحيد لتغذية مدينة الحسكة وريفها الغربي، وبات موضوع مياه الشرب الشغل الشاغل لأهالي الحسكة الصابرين والصامدين واعتمادهم على المياه التي توزع عن طريق الصهاريج في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وهذا الموضوع أرهق المواطن وزاد من معاناته وتكبده مبالغ مالية كبيرة في سبيل تامين مياه الشرب واستغلال أصحاب الصهاريج لهذه المعاناة ليبيعوا المياه بأسعار باهظة تصل في بعض الأحيان إلى  / ٥٠٠٠٠ / ل.س خمسون الف ليرة  للخزان الواحد.
وفي هذا الموضوع لم تدخر المحافظة أي جهد حيث قامت بوضع خزانات سعة / ٢٥ / برميل ضمن شوارع وحارات المدينة وتعبئتها بشكل يومي، كما قامت ايضاً بتركيب محطات تحلية وذلك للتخفيف ما أمكن من معاناة المواطن والمشكلة هنا تكمن في عدم توفر السيولة المالية الكافية للاستمرار في تقديم وتعبئة الخزانات بمياه الشرب.
وأوضح رئيس مجلس المحافظة أن الضرورات الملحة تتطلب تأمين عشرة صهاريج لمياه الشرب على الأقل لمحافظة الحسكة لوضعها بالخدمة في توزيع مياه الشرب. ودعم المحافظة بالسيولة المالية الكافية بشكل عاجل والامر لا يحتمل التأجيل لأن الوضع أصبح كارثياً ولا يطاق بكل ما تحمله الكلمة من معنى وذلك للتمكن من استئجار صهاريج جديدة أو إصلاح المعطل منها أو وضع خزانات إضافية أخرى في بعض الشوارع والحارات في مدينة الحسكة، وإيجاد حل جذري لمشكلة توقف محطة مياه علوك المصدر الوحيد لمياه الشرب وذلك من خلال وضع المحطة تحت حماية الأصدقاء الروس وتحييدها عن النزاعات العسكرية.
لذلك لا بد من دعم مجلس مدينة الحسكة مالياً ليتمكن من تقديم الخدمات اللازمة لأهالي المدينة من حيث تأمين مياه الشرب أو أعمال النظافة.
إن هذه الاستغاثة التي سطرها رئيس مجلس محافظة الحسكة في كتب رسمية ووجهها للجهات المعنية تكفي لاستنفار كل الطاقات وإيجاد الحلول اللازمة التي تنقذ الناس في الحسكة من كارثة محتملة، فهل ننتظر حتى تموت المدينة وأهلها من العطش وتنتشر الأمراض والاوبئة؟ وهل بات الأمر مستحيلا لهذه الدرجة؟