كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

(لا) يا مثقفي وإعلاميي العالم الافتراضي!

بيانكا ماضيّة- فينكس

كان يجب على كل من تظاهر من أجل "الحرية والديمقراطية" التي أرادوا تصديرها إلينا لنقتل بعضنا، لا بل نقتل أنفسنا نحن أبناء الوطن الواحد، بفعل المال والسلاح المصدّرين إلينا، أن يُصفع على وجهه ليصحو من سُكر هذه الشعارات الزائفة التي علمنا ما رسم خلفها من قتل وفحش ودمار..

كان علينا جميعاً أن نرتدي الزي العسكري وننزل إلى الساحات والميادين التي نصبوا شموع جهلهم فيها، ورفعوا شعارات حرية الرأي "الغربي" المسمّم للعقول؛ فقد كان كل هدفهم هذا الجيش المقدس؛ لأنهم يعرفون ماقيمة الدفاع عن الأوطان، يعرفون مامعنى الانتماء للأرض، ما معنى أن يبذل كل مالديه من أجل صونها والذود عنها.
كان علينا جميعاً أن نقول لكل من خرج في هذه المظاهرات التي ظاهرها كلمة حق وباطنها باطل، أن نقول (لا) لا يا مثقفي آخر زمن، (لا) بالفم الملآن والصوت العالي الواصل إلى السماء، (لا) تبيعوا أوطانكم بالثمن البخس، لا تبيعوها وتبيعوا أنفسكم معها وتقدموها لقمة سائغة لعدونا التاريخي، لا تنجروا خلف خدعهم السينمائية، لا أن نخرج من الجوامع أولاً والجامعات ثانياً لنطالب بما يريدونه هم!
أي جهل معشش هذا في عقول من سار في مظاهرات العار؟! عار عليكم حين انجررتم إلى هذا المصير الأسود الذي كانوا يريدونه لنا، كيف انطلت عليكم أحابيلهم وخدعهم؟!
كان علينا جميعاً أن ننضم إلى جيشنا المقدس حاملين بنادقنا الروسية على أكتافنا، وننزل جميعاً في وجه من أراد هذا الخراب، أن نرفع شعارات أمة سورية واحدة، أمة لا إله إلا الله، أمة الحضارة السورية المشعة للعالم كله، لا أمم الكفر والعهر والفسق والفجور.
كيف حرقتم وطنكم يا جهلة؟! كيف خربتم كل مابني في عقود لتباهوا به أفضل أوطانهم، أبالمال اشتروكم؟! لعنكم الله يا بائعي أجسادكم وأرواحكم للغير المستعرب والأجنبي، أوتخالون الآن أن مستعربي الوطن العربي يريدون ازدهاركم؟ مساكين أنتم، أوتخالون أن مازرع في هذا الوطن الكبير منذ مئات السنين ليكون الخاصرة المسلحة في وجهكم، الخاصرة السارقة نفطكم، الخاصرة الجاهزة لأي إشارة من أمها أمريكا لتقتلكم وتشرب من دمكم؛ أنها معكم؟! كيف انطلت عليكم الخدعة العربية؟!
اقرؤوا وتمعنوا جيداً كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في تلك القمة المسرحية التي نصبوها لكم، اقرؤوها جيداً لا بشكل سطحي كما اعتدتم أن تقرؤوا كل شيء بهذا الفكر السطحي، اقرؤوها لتدركوا من نبرة حروفها أن ثوابتنا الوطنية لا محيد عنها، أن دم الشهداء دم مقدس ولا مساومة عليه، أن من جاء بمرآتهم (زيلينسكي) لن يحيد عن انتمائه الحقيقي للماسونية، هذه المرآة التي تساوي نعولنا، هذه المرآة التي سنحطمها جميعنا نحن الأحرار الحقيقيين. إن من جاء بهذا المسخ لا تخالوا أنه معكم، لن يحيد هو عن هدف أجداده الذين أسسوا تلك الممالك لتحقيق حلم أمهم الكيان اللقيط: (حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل)، إنه الوهم التاريخي الذي سنجعله سدى وسراباً في الهواء، سنسحق هذا الحلم بأقدامنا كلنا مع جيشنا العظيم.
لا تطبيع ولا تركيع، وسنحرق أوراقهم جميعها، سنحرق حلمهم الأزلي هذا، من قال إن سورية فطيرهم حتى يشربوا من دمها؟ سنبصق دماءهم في قعر التاريخ ونعلن سورية حرة أبية لا يقتلها ضيم ولا يشتتها أي فكر ماسوني دموي حالم، مقتلهم التاريخي على هذه الأرض، وقد استعددنا جيداً لمعركتنا الأخيرة معهم. كيانهم إلى زوال، قلناها ونكتبها ونبصمها بالدم.