كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

سيناريو افتراضي لجولة وزارية...!

يونس خلف - فينكس

في أي مكان وزمان ما، عندما يقرر أصحاب الشأن القيام بجولة للإطلاع على الواقع وتقديم الدعم اللازم يتبخر التفاؤل بأي نتيجة لهذه الجولة نظرا لاستمرار السيناريو المزمن نفسه.
بعد أن يتم الإعلان عن القيام بجولة لعدد من المسؤولين إلى مكان ما، يقوم أصحاب الشأن بالتحضير لاستقبال الفريق الوزاري بدءاً من عقد الاجتماعات وإعداد التقارير وقائمة الطلبات وتحديد من يحضر الاجتماع وربما من يجب أن يتحدث وماذا يتحدث.
يصل الفريق الوزاري وهو يعلم أنه سيعقد اجتماعا ويستمع لمداخلات ويتلقى طلبات ويزور أحد المواقع كي تكتمل صفة الجولة الميدانية، وعلى الارجح تكون الزيارة لمشفى أو لمدرسة أو مشروع مياه...
يصل الفريق الوزاري ويتحدث عن حرص الفريق على التواصل وتقديم الدعم وحول ظروف البلاد والعباد واستثمار الامكانات بالشكل الأمثل وضرورة التغلب على الصعاب بالإرادة الصلبة، ثم يقدم خطابه كل من استعد للخطاب وينتهي الاجتماع بالوعد القاطع بدراسة كل القضايا والاهتمام بها وتنفيذ الممكن منها.
هذا السيناريو بكل شفافية لا جدوى منه، الظروف تغيرت ونحن وسيناريوهات عملنا لم نتغير.
بالمنطق والتحليل يفترض أن كل ما نحتاجه وكل الصعوبات والمنغصات، والاحتياجات الأساسية، والحلول المأمولة معروفة ومدروسة، ويفترض أن (الرشاقة) في أداء المؤسسات قد سبقت كل هذا السيناريو وحددت نقاط الضعف والقوة وتوصلت إلى الناتج النهائي من القرارات والنتائج. 
لم يعد الأمر يحتمل التنظير، ولا التأكيد على مزيد من الصبر، ولا التذكير بظروف الحرب والحصار، لقد أدرك المواطن ذلك كله، لقد صبر وصمد وتحمل كثيرا وهو ينتظر الفرج بعد الشدة، لكن طال انتظار الفرج، وبالتالي لا جدوى من الجولات الاطلاعية الا اذا كانت علاجية وليست إعلامية.