كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عندما يكون المسؤول عبئاُ على الصحفي والمواطن..!

يونس خلف- فينكس:

في النصف الثاني من آذار الماضي وخلال انعقاد المؤتمر السنوي لفرع اتحاد الصحفيين بطرطوس، وقف عدد من الزملاء ليطرحوا موضوع التواصل مع المسؤولين بالمحافظة وتسهيل عملهم الصحفي ودعوتهم للفعاليات الرسمية من اجتماعات ولقاءات، لكن اللافت في حديث بعض الزملاء أنه لم يحصل اي اجتماع أو لقاء مع الصحفيين من قبل السيد المحافظ منذ استلام مهامه، وأكثر من ذلك رفع بعض الزملاء سقف الصراحة عندما أكدوا أنهم تقدموا بطلبات عدة مرات لمقابلة السيد المحافظ لكنهم لم يتمكنوا.
في المؤتمر كانت لي كلمة تمنيت فيها على السيد المحافظ أن يبني جسراً متيناً مع الإعلام لأننا إعلام دولة ومسؤولينتا مشتركة لخدمة المواطن.
اليوم بعد مضي نحو ثلاثة أشهر يذهب السيد وزير الشؤون الاجتماعية إلى طرطوس ويجتمع مع المنظمات والجمعيات غير الحكومية ليسمع الكلام نفسه من بعض رؤوساء هذه المنظمات بأن بعضهم طلب مقابلة السيد المحافظ ولم يتح لهم ذلك، الأمر الذي جعلني أستفسر من بعض الزملاء في طرطوس: هل من جديد بعد مؤتمر الصحفيين وما قيل فيه؟ وإذا بالأمور على حالها.. لا اجتماع مع الصحفيين ولا أي خطوة أو مؤشر على تعزيز العلاقة مع الصحفيين وفتح الأبواب أمامهم واعتبارهم شركاء في المسؤولية.
مما تقدم يستدعي التذكير والتفكير والتأمل في هذا الكلام للسيد الرئيس بشار الأسد مخاطباً المسؤولين في كل مواقعهم ومناصبهم (حافظوا على صلاتكم مع المواطنين وتذكروا أن كل واحد فيكم يمثل الوطن، وبالتالي فهو معني بمشكلاته جميعها.. تفهموا مشكلات الناس.. تفاعلوا معهم.. كونوا عوناً لهم).
صحيح أننا نقدم اليوم مثالاً من طرطوس لا يسر الخاطر، لكن المسألة أبعد من ذلك بالنظر إلى أهمية التفاعل مع المواطن وتفهم مشاكله من حيث أن المواطن هو بوصلة المسؤول، وإن نجاح المسؤول مرهون بقدرته على حل مشكلات المواطنين وليس التهرب منها أو القفز عليها أو تمييعها.
من هنا تبدو الحاجة ملحة إلى ما يمكن أن نسميه الثقافة الإدارية، وهي ثقافة يجب أن تقوم على إدراك المسؤول أن موقعه أو منصبه ليس للتشريف وإنما هو تكليف لخدمة المواطن، كما تستلزم هذه الثقافة ضرورة إدراك المواطن أن المسؤول في خدمته، ولكن ضمن شروط موضوعية هي القوانين والأنظمة النافذة.
ويبدو ان ثمة ظاهرة تضاف إلى منغصات الوظيفة الحكومية تتمثل بوجود مسؤولين تحت إمرتهم موظفون لا فكر لديهم ولا انتماء عندهم للوظيفة التي ندبوا من أجلها، فهؤلاء أشبه بأدوات تتحرك وفق مصالحها، ولطالما قلنا إننا بحاجة إلى مسؤول يحمل المؤسسة لا أن تحمله المؤسسة فيكون عبئاً عليها وعلى المواطن معاً.